د. زكريا حمودان - خاص الأفضل نيوز
شغل ملف النزوح السوري في لبنان الإعلام والخطابات السياسية وبعض البرامج الحوارية حتّى أصبح معزوفة لبنانية للمزايدة أكثر من أن يكون هناك قبول لتقديم حلول وتحديدًا من أحزاب اليمين المسيحي وبعض التغييريِّن.
المزايدات الداخلية لا تفي بالغرض لدى المجتمع الدولي الذي يبدو أن لديه هواجس لكن لم يكن يقدم الحلول.
أتت زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى عين التينة لتغير من واقع الحال وتنقل الملف من المزايدات السياسية إلى سكة الحل انطلاقًا من حاجة جميع الأطراف إلى ذلك.
اللقاء الذي حصل في عين التينة بين الموفدة الأوروبية والرئيس القبرصي من جهة والرئيس نبيه بري من جهة أخرى حمل الكثير من الإيجابيات ليأخذ النزوح السوري عنوانًا واضحًا ألا وهو "لأوّل مرّة يوجد جدّيّة في حلّ ملفّ النّزوح السّوري".
الجدّيّة التي رافقت ما يحصل اليوم سببها الأول كيفية التعاطي في هذا الملف مع الموفدين الغربيين لصالح لبنان. لا أحد يُنكر أن مبلغ المليار يورو ليس بكافٍ لملف بحجم قرابة المليوني نازح، لكنّ مقاربة الملف لوضعه على سكّة الحل هو المسار الأنجع عبر المليار يورو التي وعدت الموفدة الأوروبية تقديمها.
لكي لا يذهبوا إلى أوروبا، اذهبوا إلى سوريا!
ما لم يسمعه الغربيون يومًا في حل ملف النزوح سمعوه في زيارتهم الأخيرة بحسب ما تشير مصادر سياسية مطلعة على لقاءات الرئيس القبرصي والموفدة الأوروبية.
وتؤكد المصادر أن الإيجابية الغربية تجاه دعم النازحين السوريين داخل سوريا قد أصبحت موجودة، وأن الحل البديل عن ذلك هو استقبالهم في أوروبا عبر مراكب غير شرعية يتزايد عددها في فصلي الربيع والصيف.
يبقى السؤال المطروح اليوم هو كيفية تعاطي الجهات الأوروبية مع ملف النازحين داخل سوريا؟
هذه التفاصيل قد يدرسها الاتحاد الأوروبي بحسب آليات يراها تتناسب وسياساته التي باتت أمام أمر واقع وهو الاعتراف بضرورة التحدث مع الحكومة السورية بعدما عاد عدد كبير من حكومات الدول العربية إلى سوريا.
هجمة إعلاميّةٌ منظمة داخل لبنان على حل ملف النازحين!
ما كان واضحًا بعدما وُضعَ ملف النزوح على سكة الحل أن جوقة إعلاميّة مصدومة من وجود حلول للنازحين انطلاقًا من البوابة اللبنانية نحو سوريا جعلهم يستنفرون أقلامهم المشوهة للحقيقة ليصوبوا على ما تحقق حتى الآن.
البعض اعتبر أن المساعدات المالية ستؤخر الحل، فيما المساعدات المالية قادمة لتعزز الحل لأنه لا مصلحة لأفرقاء صناعة الحل بأن يكون هناك استمرار لأزمة النزوح، لكن يبدو أن المتضررين من الحلول هم من ينتقدون التقدم الحاصل.
اليوم وضع ملف النزوح على سكة الحل، وأن مدخل الحل أتى من عين التينة لينطلق نحو مسارٍ طويل قد يكون له أبعاد جيوسياسية متنوعة قد تصل إلى عودة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا عبر نافذة النازحين في لبنان.