أماني النجّار - خاصّ الأفضل نيوز
إنّ حشرة السّونة هي من أخطر الحشرات التي تُصيب القطاع الزّراعي في لبنان، و بشكلٍ أساسي محاصيل القمح والشّعير، وتتكاثر بشكلٍ لافت، وتقضي على سهول القمح بنسبة ٩٠ في المئة.
في غضون ذلك، ناشد رئيس تجمّع المزارعين والفلّاحين إبراهيم التّرشيشي وزارة الزّراعة؛ للقيام بالإجراءات اللّازمة؛ لمكافحة حشرة السّونة التي بدأت تغزو حقول القمح بشكلٍ كبير ومخيف.
وفي اتّصالٍ لموقع الأفضل نيوز معه قال: "إنّ حشرة السّونة عرفناها منذ عشرات السّنين وهي تفتك بموسم القمح، بدءاً من أوّل شهر نيسان حتّى منتصف شهر أيّار عندما تبدأ النبتة بالنضج؛ لأنها تمتص السّائل من حبة القمح، وكان تساقط الأمطار والبرودة التي شهدناها في الأسبوع الحالي عاملًا مخفّفًا من تأثيرها؛ لأنها تتأثر بالبرودة، ويزداد تأثيرها السّلبي مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة في الهواء، وعلى مرّ السّنين الماضية، كانت وزارة الزّراعة تقدم على مناقصة لشراء الدّواء من إحدى الشّركات للتصدّي لها ومكافحتها في جميع الأراضي المزروعة بالقمح، وكانت تستعين بوزارة الدّفاع وقيادة الجيش لاستخدام طائرة مخصّصة للرّش؛ لأنه يستحيل على المُزارع مكافحتها فرديًّا؛ فهي تنتشر في كافة الحقول في الوقت نفسه".
وأضاف: "إنّ الحل يكون برش كل الأراضي في الفترة ذاتها كي لا تتكاثر وتُعاود الانتشار، لذلك نُناشد وزارة الزّراعة للتّحرك لدى الجهات المعنيّة لمعالجتها، وما نشهده اليوم تهرّب واضح من وزارة الزّراعة؛ لأنّ المسؤولين فيها يدّعون أنهم قاموا بأربع مناقصات ولم يتوصّلوا إلى الحصول على الدّواء، وكأنهم قاموا بواجبهم لأنهم سعوا للأمر دون فعل أي شيء كما درجت العادة، وعدد الحشرات المنخفض في المتر المربّع لا يعني أنّ العدد لن يزداد، بل نحن في بداية انتشار هذا النّوع الفتّاك من الحشرات، وعليه يجب استباق تفاقم الوضع لتبدأ الوزارة بالتّحرك".
إنّ المطلوب من وزارة الزّراعة أن تقدم على مكافحتها والإسراع في إجراء المناقصة للبدء بالرش فورًا، قبل تكاثرها وتدمير نسب عالية من المحاصيل.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع مصادر رسميّة في وزارة الزّراعة وقال: "نحن تابعنا منذ البداية، من شهر آب ٢٠٢٣ وبدأنا بإعداد مناقصات تلزيم شراء المبيدات الزّراعيّة اللّازمة، من أجل مكافحة حشرة السّونة داخل حقول القمح في محافظتي البقاع وبعلبك - الهرمل ومحافظة عكّار، أمّا بالنّسبة لسهل الخيام ومرجعيون لم يزرعوا بسبب الحرب القائمة في الجنوب، وجرى إطلاق هذه المناقصة عبر هيئة الشّراء العام، ولكن بالرغم من إعادة إطلاقها أكثر من ثلاث مرّات، ولم يتقدّم أي ملتزم وبالتّالي لن ترسو على أحد وآخرها بشهر نيسان ٢٠٢٤".
وأضاف: "أرسلنا فرقًا فنيّة تابعة للوزارة في كل المناطق اللّبنانيّة وهي عندها كل الإمكانيات ومكلّفة بالجولات الميدانيّة، وبعد الكشف الميداني اتّضح إلى وجود إصابات داخل بعض الحقول بالصدأ الأصفر، وبناءً عليه بدأت الوزارة بتحضير الملفات اللّازمة من أجل مكافحة هاتين الآفتين والتّوصية بالنوعيات الخاصّة بالمبيدات المسجّلة والمعتمدة في الوزارة والمسموح استخدامها عالميًّا؛ للبقاء على جهوزيّة عندما يحين موعد الرش".
وأشار: "إلى أنّ منظّمة الفاو للأغذية والزّراعة للأمم المتّحدة، قامت بتحذيرات لعدم الرش؛ لأنّ الخطر يكمن عند وجود ٥ حشرات في كل متر مربّع، وهذا لم يحصل بعد، إضافةً إلى أنّ حشرة السّونة لها فوائدها ولها منفعة في التّوازن البيئي ولا ينصح بالقضاء عليها وهي لم تشكّل خطرًا بعد".
وردًّا على سؤالنا في حال ازداد عدد الحشرات بشكلٍ يمثّل تهديدًا لموسم القمح قال: "إنّ الوزارة تقوم بالفحص الميداني مرّة كل خمسة أيّام، وفي حال تبيّن لنا أنّ أعداد الحشرات يمثّل تهديدًا لموسم القمح، سنقوم بالتّحرك لرش الحقول بشكلٍ سريع عبر الاستعانة بالمروحيات التّابعة للجيش اللّبناني، بالتّنسيق مع وزارة الدفاع".
ألا يكفي المُزارع في البقاع ارتفاع كلفة الإنتاج وانكفاء الأسواق العربية بمعظمها عن شراء فائض المحصول، وشحّ المياه، لتأتيه آفةً زراعية فتّاكة تتمثّل بحشرة. إذًا، بينما هو مُمكن وما هو مطلوب، يبقى العجز السّمة الأساسيّة للسُّلطة في لبنان. فهل سينسحب هذا العجز لتَرك المُزارع وحيدًا لمواجهة كل هذه التحدّيات؟.