حمل التطبيق

      اخر الاخبار  حزب الله: ندين اعتقال قوات الاحتلال مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة ناصر اللحام   /   حركة المرور كثيفة من ‎زوق مصبح باتجاه ‎جونيه وصولا حتى ‎ساحل علما   /   مستشفيات غزة: 19 شهيدا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم   /   مصادر لبنانية للحدث: اتجاه لتفعيل المادة 52 من الدستور التي تفوّض الرئيس بالتفاوض على المعاهدات   /   زيلنسكي: عمليات إنقاذ متواصلة بدونيتسك ودنيبرو وخاركيف بعد غارات روسية على مبان سكنية خلفت قتلى وجرحى   /   مصادر أميركية لـmtv: برّاك سيعود إلى واشنطن مع الرد اللبناني في موعد الاجتماع بين ترامب ونتنياهو ما يعني أن أي قرار قد يتخذ سيكون باجتماع ثنائي يعقده ترامب مع نتنياهو وهذا أمر خطر جدا وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد باتجاه بيروت   /   قوات الاحتلال الإسرائيلية نفذت تفجيراً في محيط جبل بلاط بأطراف رامية   /   مسيّرة إسرائيلية معادية تحلق على علو منخفض في أجواء الضاحية الجنوبية   /   وصول الموفد الاميركي توم براك والوفد المرافق الى قصر بعبدا للقاء الرئيس عون   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد خلدة باتجاه انفاق المطار   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎خلدة باتجاه أنفاق ‎المطار   /   وكالة الأنباء السورية: الرئيس أحمد الشرع يتوجه في زيارة رسمية إلى دولة الإمارت   /   معلومات ‎الجديد: الرد اللبناني بصيغته التي سُربت بالأمس كان قد أُرسل الى توم بارّاك الذي طلب بعض التعديلات عليه ما دفع اللجنة الرئاسية الى العمل على تعديل بعض البنود   /   ‏القناة 14 الإسرائيلية: نتنياهو سيبدأ سلسلة اجتماعات مع ترامب وروبيو وكبار أعضاء الكونغرس   /   وصول المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت   /   الخارجية الصينية: لا فائزين في الحروب التجارية ومعارك التعريفات الجمركية ونعارض استخدامها كأداة للإكراه والضغط   /   ‏المنظمة الدولية للهجرة: 450 ألف أفغاني غادروا إيران منذ مطلع حزيران الماضي   /   درون إسرائيلية مُعادية تلقي قنبلة صوتية باتجاه بلدة الناقورة   /   ‏الجيش الإسرائيلي للحكومة: إعادة الرهائن والقضاء على حماس معا مستحيل   /   مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: معدلات سوء التغذية الحاد تضاعفت بين الأطفال وحليب الرضع يوشك على النفاد   /   ‏الجيش الإسرائيلي: اعتقال خلية تابعة لفيلق القدس الإيراني بعملية خاصة بتل قدسنا جنوب سوريا   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش أبلغ القيادة السياسية أن من غير الممكن حاليا تحقيق هدفي الحرب معا   /   ‏تحليق مكثّف لمسيّرات معادية في أجواء قرى قضاء بنت جبيل   /   إيلون ماسك: دعم حزبي الجديد مرشحاً للرئاسة ليس مستبعداً ولكن سنركّز خلال السنة المقبلة على مجلسي النواب والشيوخ   /   ‏إعلام أوكراني: دوي انفجارات في أوديسا   /   

التحوّلات التصالحيّة في الشرق الأوسط بين زيارة ترامب والدور الريادي للسعوديّة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د.علي دربج- خاصّ الأفضل نيوز

 

مع بدء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية، تلقّفت دول الخليج العربي سريعًا التغيّرات في السياسة الخارجية للإدارة الجديدة خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أظهرته الزيارة التي افتتح بها ترامب عهده إلى تلك المنطقة.

 

فالقوى الإقليمية الفاعلة، وتحديدًا المملكة العربية السعودية، رأت أن هذه الرؤية المُعدّلة للبيت الأبيض تجاه منطقة الشرق الأوسط كانت بمثابة الفرصة لتعزيز مواقفها وسياساتها بطريقة تُقلّل من الصراعات فيما بينها. ويشمل ذلك التقريب وزيادة التعاون بين عواصم كانت متباعدة تاريخيًا، مثل الرياض والدوحة، حيث فرضت الأولى حصارًا اقتصاديًا على الثانية لما يقرب من نصف عقد بسبب خلافات جيوسياسية.

 

من هنا شكّل خطاب ترامب في الرياض مثالًا جزئيًا على أسباب حدوث هذه التحوّلات التصالحيّة، إذ أعلن أنّ الشرق الأوسط يدخل عصرًا تُحدّده "التجارة، لا الفوضى"، حيث ستُعرَف المنطقة بتصدير التكنولوجيا بدلًا من الإرهاب.

 

وأضاف أنّ الولايات المتحدة، في ظل قيادته، لن تُلقي المواعظ أو تُقدّم المحاضرات — مشدّدًا على أنّ نجاحات أبوظبي والرياض لم تكن نتاج الرؤية الأمريكية للسلام (Pax-Americana) التي روّج لها المحافظون الجدد وما يُسمّون بـ"بنّائي الدول"، الذين أنفقوا تريليونات الدولارات في أفغانستان والعراق، ومع ذلك فشلوا في تحقيق تنمية مستدامة". وقال ساخرًا: "في نهاية المطاف، بنّاؤو الدول المزعومون دمّروا أممًا أكثر مما بنَوا"، وهو تصريح قُوبِل بترحيب كبير من الحاضرين.

 

التحوّلات الإقليمية بعد زيارة ترامب لدول الخليج

 

مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وصعود أحمد الشرع، كزعيمٍ مؤقت، برز التعاون الواضح بين السعودية وقطر اللتين نجحتا في استثمار علاقاتهما مع واشنطن والغرب لرفع الحصار عن اقتصاد هذه الدولة المحاصرة وإعادتها إلى الحاضنة العربية، فضلًا عن فتح أبواب المجتمع الدولي أمامها.

 

ليس هذا فحسب، إذ عزّز السعوديون علاقاتهم الدبلوماسية مع إيران، مما قلّل من احتمالية نشوب صراع سعودي -إيراني مباشر. والأهم، أن الدبلوماسية السعودية استثمرت تقاربها المستمر مع طهران للتخفيف من التوترات الحاصلة في المنطقة، وتحديدًا بين إيران وإسرائيل.

 

وتبعًا لذلك، نجحت الرياض في تثبيت نفسها الآن كقوة فاعلة محايدة في معادلة طهران وتل أبيب الأوسع، مع الحفاظ على موقفها السياسي من القضايا الجوهرية مثل فلسطين والحرب في غزة.

 

بالمقابل، لم تواجه مفاوضات ترامب مع إيران بشأن برنامجها النووي اعتراضًا يُذكر من القوى العربيّة ولا سيّما السعودية؛ فعلى عكس مفاوضات الأعوام 2013–2015 التي أفضت إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) بين طهران ومجموعة دول الـ5+1، والتي كانت السعودية قد عارضتها، تبدو الرياض اليوم أكثر تقبّلًا لها.

 

أكثر من ذلك، تستغل السعودية سياسة ترامب تجاه إيران للتفاوض على اتفاقٍ نوويٍّ مدنيٍّ محتمل لصالحها. ولذلك، تشير التقارير إلى أنّ السعودية دفعت إيران لتسريع إبرام هذا الاتفاق، تفاديًا لضرباتٍ جوّيةٍ إسرائيليّةٍ محتملةٍ قد تستهدف منشآتها النوويّة.

 

وماذا عن تركيا؟

 

في الواقع، لم تكن تركيا بعيدة عن هذا المسار الجديد الذي وضعته دول الخليج لمقاربة علاقاتها الإقليمية. فالرئيس رجب طيب أردوغان، الذي لطالما حاول أن يقدّم بلاده كبديل لدور المملكة العربية السعودية كمرجعية إسلامية، أصبح حاليًا ينسق كل خطواته مع الرياض في سوريا. لذا، وخلال اجتماع ترامب مع الشرع، انضم إليهم أردوغان أيضًا عبر الهاتف.

 

زد على ذلك، فقد تولّى محمد بن سلمان التنسيق مع شركائه الإقليميين الذين يمتلكون بدورهم مصالح في مستقبل سوريا، بما يضمن قدرتهم على معالجة هواجسهم الأمنية.

 

وانطلاقا من هذا النقطة، تحرّكت تركيا لتفكيك الحركات الكردية المسلحة، حيث أدى أحمد الشرع ـــ الذي كان زعيمًا سابقًا لهيئة تحرير الشام ـــ دورًا مهمًّا للجانب التركي في الحدّ من الهيمنة الكردية على شمال سوريا. ولهذا، كانت أول رحلتين خارجيتين له كرئيس انتقالي إلى الرياض وأنقرة.

 

علاوة على ذلك، حثّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (MBS) ترامب على التحرك لرفع العقوبات عن دمشق، وذلك بالتوازي مع الإعلان عن استثمارات سعودية بقيمة تريليون دولار في الولايات المتحدة.

 

وعليه، بالنسبة لرجل الأعمال ترامب، كان هذا ثمنًا مقبولًا، ولهذه الغاية وافق الأخير على تخفيف العقوبات على دمشق، وفقًا للمخطط الذي وضعه محمد بن سلمان.

 

الخليج والاستراتيجية الأمريكية المستقبلية

 

في الحقيقة، تفتقر واشنطن اليوم إلى استراتيجية واضحة طويلة الأمد للشرق الأوسط. فهي تُدار انطلاقًا من نزعات شخصانية أكثر منها بسياسات محددة. وبينما عبّر ترامب عن نوايا عامة للحفاظ على الأسس التي يقوم عليها الوجود الأمريكي وتهدئة المخاوف لدى الأنظمة الملكية في المنطقة من احتمال فقدان الحماية الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تتخلى بسرعة عن البنية الأمنية للمنطقة. 

 

ومن المفارقات أن هذا يدفع قوى الخليج نحو الاستقلال الاستراتيجي والتحالف المتعدد الأطراف - ليس بدافع اليأس، بل استجابةً للفرص والحوافز الجديدة.

في المحصلة، يبقى السؤال النهائي: إلى متى ستدوم هذه التحالفات المصطنعة في الشرق الأوسط؟ 

فواشنطن، رغم كل ما قيل ويقال، لا تستطيع الانفصال الكامل عن المنطقة، بما في ذلك عن الاستراتيجيات التي تعطي الأولوية للعمليات العسكرية.

وكما يقول المثل القديم: "الشرق الأوسط مثل الوليمة؛ إما أنك على قائمة الضيوف أو على قائمة الطعام. لذا من السهل أن تُسقط من قائمة الضيوف، لكن من الصعب أن تخرج من قائمة الطعام." 

 

صحيح أن ترامب يوصف بالزئبقي، لكن الولايات المتحدة تبقى الطبق الرئيسي في هذه الوليمة المجازية.