ريما الغضبان - خاصّ الأفضل نيوز
في زمنٍ قد شحت فيه الإنسانية، لم يعد بعيدًا عن الإنسان ابتكار أحقر الطرق لإشباع رغباته، لا بل وأنه تفوق على إبليس.
لم يكد لبنان يستوعب صدمة سقوط ١٠ ضحايا في حريق المطعم، حتى "تزيد المصائب واحدة" مع إعلان الأجهزة الأمنية عن توقيف تيك توكر لبناني شهير بتهمة استدراج الأطفال واغتصابهم، بعدما فضحه تيك توكر آخر كان قد أوقف قبله بساعات.
تعددت المغريات والضحية واحدة، فمن الفيديوهات "المهضومة" على منصة تيك توك، إلى مغريات مادية بسيطة بعضها كان عبارة عن "كنزة"، يستدرج المجرم الأطفال إلى أحد الشاليهات بمساعدة عصابة منظمة، لإشباع رغباته القذرة. يُذكر أن التيك توكر الشهير يمتلك صالونًا للحلاقة، الأمر الذي كان يساعده في التستر على الجريمة اعتقادًا من الناس أنه " صاحب صالون محترم".
يستغل المجرم شهرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستدراج الأطفال، فيتواصل معهم ويوهمهم بتصوير مشاهد على "السوشيال ميديا" وهو يقوم بقص شعرهم. وبعد الانتهاء من التصوير، يدعو الضحايا إلى أحد الشاليهات بحجة الاحتفال، وهناك يقوم بالاعتداء عليهم.
وعن عدد الضحايا فلا أرقام نهائية، ذكرت القوى الأمنية بأن ٨ ضحايا أفادوا بشهادتهم حتى الآن وذكروا بأن المجرم كان يهددهم بالصمت وإلا سيدفعون الثمن.
هي ليست الجريمة الأولى من نوعها، ولكنها الأخطر فإدمان منصات التواصل الاجتماعية بات أمرًا مخيفًا وعلى الأخص "إدمان الأطفال" فمن فيديوهات تسلية إلى جريمة تحرش، "ولا مين شاف ولا مين دري"، دون أن ينتبه الأهل في غالب الأحيان، فالمجرم يمسح آثار جريمته من خلال تهديد الأطفال، فيلتزمون الصمت ليعيشوا مع الاضطرابات النفسية بقية حياتهم.
في حضرة الصدمة والحزن، لا يمكننا إلقاء اللوم على الأهل ولكن لا بد من الإشارة إلى أهمية متابعة ومراقبة كل ما يشاهده الطفل على مواقع التواصل الاجتماعية، وإلا سيحصلُ ما لا تُحمد عقباه. فلا تطيحوا بمستقبل أطفالكم إلى الهواية "كرمال تقعدوا ساعة على رواق"...