أكرم حمدان-خاصّ "الأفضل نيوز"
تختلف القراءات وتتعدد التحليلات للدور الفرنسي في لبنان،والحركة التي لا تزال بلا بركة منذ هبً الرئيس إيمانويل ماكرون لنجدة لبنان واللبنانيين بعيد انفجار مرفأ بيروت في آب 2020،وما تلا تلك الزيارة العاطفية من زيارات وموفدين،مرة بحجة العمل على إعادة إعمار المرفأ،ومرة من أجل إيجاد حل لملف الشغور الرئاسي وهكذا وصولا إلى حرب غزة وما تلاها من مواجهة في الجنوب بين المقاومة وقوات الاحتلال والعدوان المتواصل على القرى والبلدات اللبنانية،حتى بات القرار1701 مادة جديدة يتحرك تحت عنوانها الموفدون الفرنسيون وآخرهم وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه الذي زار بيروت وبعض عواصم المنطقة وصولاً إلى فلسطين المحتلة.
وتجاوزاً لدور شركة "توتال" الفرنسية في ملف التنقيب عن النفط وما قد يُكشف حوله في المستقبل، تتركز المتابعة هذه الأيام حول ما قيل أنه ورقة فرنسية تم تسليمها عبر السفارة الفرنسية في بيروت إلى المسؤولين اللبنانيين،وتحديداً الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي،والرد اللبناني المنتظر بموازاة المفاوضات الكبرى حول الهدنة والصفقة في غزة.
وتتحدث المعلومات عن أن سيجورنيه والوسيط الأميركي أموس هوكشتاين يسعيان إلى انتزاع التزام من "الثنائي الشيعي"،عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري بإنجاز الاستحقاق الرئاسي مع دخول الهدنة في غزة مراحل التنفيذ.
في المقابل،أكد الرئيس بري،أنه سيجيب خلال الساعات المقبلة،على الورقة الفرنسية التي تسلمها من سفارة فرنسا لدى لبنان، مؤكداً تضمنها نقاطاً مقبولة وأخرى غير مقبولة لا بد من تعديلها.
ويفضل"أبومصطفى"وهو الخبير المحلف في تدوير الزوايا،عدم الدخول في تفاصيل هذه الورقة، كونها متروكة للنقاش وتخضع للأخذ والرد، ولا يجوز التداول فيها إعلامياً قبل معرفة رد فعل الجانب الفرنسي ومدى استعداده للتجاوب مع الملاحظات التي سيقدمها لبنان على الورقة بنسختها الثانية التي كُتبت باللغة الإنجليزية بدلاً من الفرنسية،وهذا ما شكّل مفاجأة بنظر الرئيس بري.
وإذ يلفت إلى أن وقف النار في غزة ينسحب تلقائياً على جنوب لبنان،يُحذّر رئيس المجلس من تمادي العدو الإسرائيلي في تدميره الممنهج للبلدات والقرى الأمامية الواقعة على الخط الأول المتاخم للحدود مع فلسطين المحتلة.
بالموازاة،ترددت معلومات عن أن بري كلف معاونه السياسي النائب علي حسن خليل التنسيق مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل،من أجل القيام بدراسة مشتركة للورقة الفرنسية،لكن بعض المطلعين والعارفين بالأحجام والأدوار والمتابعين،لا يعولون كثيراً على الدور الفرنسي وما
يُحكى عن مضمون الورقة الفرنسية التي تأتي في الوقت الضائع كما سبق وجاء الموفد الرئاسي لودريان ومن ثم اللجنة الخماسية والمبادرات المحلية بلا أي نتائج حتى الآن في الملف الرئاسي،حيث لا تزال المواقف متباعدة بين الأطراف الدولية والإقليمية.
ويرى متابعون وعلى صلة بالحراك الدولي أنه لا يوجد أي مبادرة جدية حتى الآن حول ما يُسمى بتطبيق القرار1701،وأن الكلام حوله لا يتجاوز المواقف والتصريحات،ولا يوجد أي تصور لليوم التالي بعد انتهاء المواجهة في الجنوب.
وعلم "الأفضل نيوز"من مصادر مواكبة أنه طالما لم يتحرك آموس هوكشتيان تجاه لبنان،فمعنى ذلك أن لا جديد،وأن مقترحات الحل والربط بين يديه وأن القرار لا يزال لدى الأميركي ولو أنه يُنسق أحياناً مع الفرنسي أو بالعكس الأخير يُنسق معه.
وما يُعزز هذا التوجه ما قاله الرئيس بري حول مفاجأة النسخة الإنكليزية من الورقة الفرنسية، والإشارة بشكل واضح إلى وجود نقاط فيها بحاجة إلى تعديل.
كذلك،فإن الدور الفرنسي حول ملف النازحين السوريين وعودتهم إلى بلادهم،يطرح تساؤلات كبيرة،بينما يتصدر المشهد الرئيس القبرصي ويقدم الاتحاد الأوروبي المزيد من "الرشاوى"المالية لبقاء النازحين في لبنان،خوفاً من بدء قوافل النازحين بالرسو على شواطئ أوروبا.
يبقى أن الأيام والساعات المقبلة،كفيلة بتبيان الأبيض من الأسود من مضمون الورقة الفرنسية وما إذا كان الدور الفرنسي خارج الوقت الضائع أم داخله.