حمل التطبيق

      اخر الاخبار  معلومات من واشنطن لـmtv: الرد اللبناني على المقترحات الأميركية اكتفى بإعادة الالتزام بنزع سلاح "حزب الله" جنوب الليطاني فقط من دون أي خطوات فعلية لاستعادة السيادة الكاملة للدولة   /   لجنة تنسيق الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان: ندين بشدة عقوبات واشنطن على فرانشيسكا ألبانيز   /   اليونيسف: قتل عائلات فلسطينية تحاول الوصول إلى مساعدات منقذة للحياة في غزة أمر لا يمكن تبريره   /   مراد للخريجين: العلم والكرامة والانتماء هي الأساس لبناء مستقبل لبنان المشرق   /   مراد: نحيي أهل فلسطين والجنوب ونحن مستمرون في دعم القضية الفلسطينية مع استمرار التضحيات   /   مراد: الجامعة اللبنانية الدولية لم تفرّط في الأرض أو المبدأ ومستمرّة في بناء جيل واعٍ ومؤهل رغم التحديات   /   مراد: العدو الذي يتربص بنا عدو لنا جميعًا وكسر أي فريق من الداخل يعني كسر الوطن كله ومن يستغلك اليوم لمصلحته قد يقلب عليك غدًا   /   مراد: خلاص لبنان مرهون بالتمسك بالعروبة وتطبيق اتفاق الطائف وبناء دولة المواطنة بعيدًا عن المحاصصة والطائفية   /   مراد: لبنان يغرق في الشلل رغم محاولات الحكومة والخريجون هم الأمل في بناء الوطن وإعماره دون خضوع للابتزاز   /   مراد: لبنان يواجه أزمات اقتصادية وسياسية والشباب المتخرج هو الأمل لبناء وطن يواجه الانقسامات والفساد   /   مراد: الجنوب منبع الكرامة ومنارة العلم وساحة الوعي والمقاومة والنجاح اليوم هو نصر صنعه الخريجون بأيديهم دون مساعدة أحد   /   مراد: لا أحد يستطيع شطب الجنوب لأنه قلب الوطن وغيابه عن الخريطة يعني غياب الوطن بأكمله   /   مراد: كثيرون راهنوا على عزل الجنوب لكن الحضور الجامع اليوم هو الرد الأبلغ على فشلهم حتى مع تحليق الطائرات   /   مراد: جبل عامل علّمنا الكرامة وحب الوطن ولم ينحنِ يومًا أو ينكسر   /   مراد خلال حفل تخرج طلاب الجامعة اللبنانية الدولية في النبطية: اجتمعنا في صيدا والنبطية وصور لنكرّم جيلًا صمد وتمسّك بالعلم على أرض نُقش فيها المجد وتجذّر النضال   /   ماكرون يدعو بريطانيا لاعتراف مشترك بالدولة الفلسطينية   /   مصادر في مستشفيات غزة: ارتفاع عدد الشهداء إلى 74 جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم   /   الرئيس عون عرض مع الرئيس سلام الأوضاع العامة وأطلعه على نتائج زيارته إلى قبرص واللقاءات التي أجراها هناك كما تم البحث في كافة بنود جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد غداً في قصر بعبدا   /   قيادة الجيش: نحذّر المواطنين من خطورة التطبيقات Applications المشبوهة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة غير مسؤولة   /   الـLBCI: الرئيسان عون وسلام يناقشان ملف التعيينات المالية والقضائية في بعبدا وسط معلومات عن توجه مجلس الوزراء غدا لاعلان تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف   /   بن غفير: ما حدث في غوش عتصيون هو نتيجة التفاوض مع حماس على إطلاق سراح مخربين   /   وسائل إعلام إيرانية: انفجار غاز في مبنى بالعاصمة طهران يسفر عن إصابة 4 أشخاص   /   "القناة 13" الإسرائيلية عن نتنياهو: نريد إنهاء الحرب في غزة بعد 60 يوما من وقف إطلاق النار   /   الرئيس عون يلتقي رئيس الحكومة نواف سلام في قصر بعبدا   /   أبو عبيدة: من الخليل إلى جنين يواصل الفدائيون عملياتهم البطولية ضد قوات الاحتلال وقطعان المغتصبين   /   

الرَّدُّ الإيرانيُّ يَسرُّ الصديقَ ويؤلم العدو

تلقى أبرز الأخبار عبر :


يحيى الإمام - خاصّ الأفضل نيوز

 

إن بعض الكلام الذي سمعناه ونسمعه من الساذجين البسطاء، أو المثقفين الحاقدين على حدٍّ سواء، لينطبق عليه قولُ العبد الصالح لموسى عليه السلام، : ( قال لو شئتَ لاتّخذتَ عليهِ أجرا )، لأنه يخدم أغراضَ المحتلين والمطبّعينَ ومن يقف خلفهم، ويحقق مطلبهم في طعن قوى المقاومة وتسخيف إنجازاتهم. فمن هؤلاء من قال : إنها تمثيلية أو مسرحية، ومنهم من قال : إنَّ الرَّدَّ كان منسقاً مع الأمريكان ومحدوداً ولم يحقق نتائج ذات شأن وقيمة، ومنهم من أعمل عقله أكثر وبذلَ جهداً مضنياً في التفكير فقال : إنَّ إيران لا تقاتل من أجلنا. 

 

وقبل الحديث عن مسرحية، والمسرح يتسع للجميع ولو بدور في الكواليس، علينا أن نطرحَ على أنفسنا سؤالين : هل يقع على عاتق إيران همّ تحرير الأرض والمقدسات في فلسطين؟ وهل بات ما يسمى ظلماً بالصراع العربي الإسرائيلي صراعاً إيرانيًّا- إسرائيليًّا؟؟

 

نعم لقد ردّت إيران على تمادي إسرائيل وخروجها على القانون الدولي بعد قصف مقرِّ قنصليتها في دمشق سواء أعجبنا الردّ أو لم يعجبنا أو كان موجعاً ومكلفاً أو لم يكن كذلك، ولا يجوز لنا، بل من غير اللائق بنا أن نطلبَ منها ما لا نطلبه من دولنا العربية، ونحن أهل القضية وأهل الراية. 

 

إن القوى الحيّةَ في أمتنا، وفي مقدمتها قوى المقاومة، لا تقف مع إيران بالأساس ولكن إيران هي التي تقف معها وهي ترحب بكل من يؤيدها ويدعمها في مواجهة الاحتلال، وإذا كانت إيران في المنطقة بمثابة شجرة خضراء تفرش ظلالها في المحيط وتعطي ثمارها لمن يستسيغ، فليس العيب فيها، ولكن العيب- كلَّ العيب -في يباس شجيراتنا وفي غياب مشروعننا العربيّ النهضويّ التحرّري ، فبعد تغييب مصر "بالسلام " وإنهاك سوريا بالحروب، وبعد مسلسل التطبيع والهرولة باتجاه العدو والتسابق إلى إرضاء أمريكا وتنفيذ مخطّطاتها ، لم يبقَ في الصراع إلا المقاومة وهي بقعة الضوء الوحيدة في ليلنا الحالك السواد، و"إنَّ المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى ولسوف تبقى " كما قال الراحل الكبير جمال عبد الناصر ...

 

نعم هناك ما يُسمى " سياسة ملء الفراغ" ، وقد اعتمدها آيزنهاور في منطقتنا عام ١٩٥٨، وكان القصد منها ملء الفراغ الذي تركه الانتدابان الفرنسي البريطاني ومد النفوذ الاستعماري من جديد، وهي السياسة التي واجهها عبد الناصر رحمه الله بدعمه لقوى الثورة وحركات التحرر والاستقلال في مواجهة قوى الاستعمار من ناحية وقوى الجهل والفساد والتخلف والرجعية العربية في مجتمعاتنا من ناحية ثانية، وكان يرى ذلك التحالف الوثيق بين الاستعمار وهذه القوى ولم يتغير في المشهد شيء إلا غياب عبد الناصر والمشروع العربي النهضوي التحرري، وغياب العقل العربي معه والقدرة على التفكير والتحليل والفعل والخلق والإبداع.

 

لعل أهم ما في المشهد الذي رأيناه في الأمس كمراقبين عرب، سواء أكُنّا معنيّين بالصراع وبالقضية أو لم نكن، هو سرور أهلنا في غزة هاشم بعد طول قصف وجوع ودمار وحصار، وتلك الاحتفالات والهتافات والزغاريد التي انطلقت من حناجرهم، وهم يرون الصواريخ والمسيَّرات لأول مرة في سماء فلسطين قادمةً من الشرق " كطير الأبابيل" لترمي إسرائيل، أو على الأقل لتلقي في قلوب المحتلين الرعب وترغمهم على الاختباء في جحورهم كالفئران، وفي مقدمتهم مجلس الحرب الإسرائيلي المصغّر، ولكي تكون نقطة تحوّل في الصراع لم يقلّل الأعداء من شأنها في تغيير قواعد الاشتباك، كما يقول العسكريون.

 

لقد كان هذا الرَّدُّ الإيرانيُّ مؤلمًا للعدوّ إلى حدٍّ ما، وكان ذلك متوقّعاً، ولكنه آلمَ أكثر من اختار مسار الذل والهوان والتطبيع مع العدو من أبناء أمتنا وجلدتنا وكان هذا متوقعاً أيضاً، ولكن الذي لم يكن متوقعاً هو وقوفهم إلى جانب العدو وتعاطفهم معه، سواءً أظهروا ذلك بغبائهم المعهود وعبوديتهم المطلقة لأمريكا، أو لم يظهروه بخبثهم المعهود ونفاقهم المطلق.. وفي كل الأحوال فإنَّ إيران لا تلتفت إليهم ولا تعيرهم أي انتباه لأنهم فقدوا كلَّ وزن وقيمة، ولا يقدم كلامهم أو يؤخر شيئاً.

 

لقد كنا نتمنى من أبناء جلدتنا الذين لم يحركوا ساكناً، إزاء العدوان الهمجي على أهلنا في غزة، أن يتصدقوا علينا بصمتهم على الأقل وأن يقفوا على الحياد لا أن يقفوا إلى جانب العدو ويحققوا مطالبه ومآربه في القول والفعل انطلاقاً من قول الشاعر العربي :

" لا خيلَ عندَك تهديها ولا مالُ

فليسعد النطقُ إن لم يسعدِ الحالُ ".