جاء في الجمهورية: شكّل إعلان جامعة الدول العربية عن إلغاء قرار سابق لها بتصنيف «حزب الله» منظمة ارهابية مفاجأة للبعض وصدمة للبعض الآخر في الداخل اللبناني، الذي يعاني كثيرون فيه قصوراً في استشراف المتغيّرات الإقليمية ومواكبتها.
ويبدو انّ العرب أجادوا هذه المرّة قراءة الوقائع وموازين القوى في الإقليم، وتعاملوا معها ببراغماتية وواقعية، بعيداً من المكابرة التي طبعت مقاربات جزء منهم لملفات المنطقة وللمحور الآخر فيها، والذي يشكّل «حزب الله» رأس حربته. ووفق تقديرات المطّلعين واستنتاجاتهم، فإنّ انفتاح الجامعة على الحزب، يوحي أنّ العرب يأخذون في الاعتبار حيوية الدور الاقليمي لأمينه العام السيد حسن نصرالله، الذي له تأثير على حركة «حماس» و«الحوثيين» والعراقيين والسوريين وحتى الإيرانيين، ربطاً بكونه صاحب وزن ثقيل في هذا المحور.
ويلفت هؤلاء إلى انّ العلاقة بين مصر و«الحزب» تحسنت كثيراً في الآونة الاخيرة، وهذا ما عكسته زيارة السفير المصري في بيروت لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ضمن إطار التشاور الرئاسي.
على أنّ ضخ الحرارة مجدداً في «سلك» الجامعة ـ الحزب لا ينفصل أيضاً عن دينامية الاتفاق الإيراني – السعودي الذي لا يزال صامداً، وعن استئناف عدد من الدول الخليجية علاقاتها الديبلوماسية بدمشق