عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
أما وإن ردود محور المقاومة على الاغتيالات التي نفذها العدو الإسرائيلي أخيرا هي محسومة وخارج النقاش، فإن ما يشغل بال الكيان وحلفائه حاليا هو السؤال عما إذا كانت تلك الردود ستأتي منسقة ومشتركة عبر جميع جبهات المحور في وقت واحد أم ستكون منفردة ومنفصلة بحيث يتولى كل طرف توجيه ضربته الخاصة، تبعا لحساباته؟
بالتأكيد لا أحد يملك الجواب القاطع عن هذا السؤال سوى قيادة المحور التي تتفنن منذ اغتيال الشهيدين فؤاد شكر وإسماعيل هنية في توتير أعصاب الإسرائيليبن وتركهم واقفين على "إجر ونص" في انتظار الضربات العقابية.
ولكن أوساطا قريبة من محور المقاومة أجرت نوعا من التشريح لخياري الردود المشتركة وتلك المنفصلة، وتوصلت إلى الاستنتاجات الآتية:
عن محاذير الهجوم المنسق عبر الجبهات مجتمعة:
_ إنَّ هجومًا ضخمًا من هذا النوع قد يؤدي إلى تدحرج تلقائي نحو حرب شاملة، باعتبار أن نتنياهو قد يرد عليه بمزيد من التهور الذي سيدفع قوى محور المقاومة بدورها إلى رد أعلى مما سبق، ما يشرع الباب على احتمال نشوب مواجهة شاملة في ساحات الإقليم.
_ إن الحرب الكبرى في هذه اللحظة قد تكون مطلب نتنياهو للهروب إلى الأمام والتغطية على إخفاقه في الميدان الأساسي الذي ينبغي أن تظل البوصلة موجهة إليه وهو فلسطين وغزة ولذا يجب عدم الانزلاق إلى خوض المواجهة الشاملة على توقيت ساعته، مع تأكيد الجهوزية التامة لها وعدم الخوف منها إذا فُرضت وأصبحت أمرا واقعا.
_ إن كل طرف في المحور سيكون، بموجب سيناريو الرد الموحد، مسؤولا عن جميع الضربات ونتائجها، حتى تلك التي لم تصدر عنه، الأمر الذي يقلص هامش المناورة والتمايز، تبعا لخصوصية كل جبهة وطرف.
_ إن كل طرف لديه حساباته الدقيقة المتصلة بطبيعة موقعه ودوره في المواجهة، إذ إن إيران كدولة لها معايير مختلفة عن حزب الله، والحزب كحركة مقاومة له معايير مغايرة عن تلك المعتمدة في اليمن التي تقع على مسافة بعيدة من فلسطين المحتلة، وبالتالي من الضروري مراعاة هذا الجانب عند صنع القرار.
_ إن السيد حسن نصرالله أكد أن الحرب مع العدو ستُربح بالنقاط وليس بالضربة القاضية، ولذلك لا ضرورة لشن هجوم موحد ما دام ليس الحاسم، بل إن وظيفة الرد المرتقب هي معاقبة العدو وإجباره على العودة إلى قواعد الاشتباك.
إنما، وفي المقابل، هناك إيجابيات للردود العسكرية المتزامنة عبر جميع جبهات المحور، تعرضها الآوساط كالآتي:
_ إن توجيه الضربات على نحو مشترك ومنسق إلى الكيان الإسرائيلي سيكون أول ترجمة دقيقة لمبدأ وحدة الساحات وتكاملها، علما أن ما يجري منذ 8 أكتوبر هو أقرب إلى التنسيق والتعاون بين تلك الساحات، الأمر الذي سينقل المحور إلى مرحلة متقدمة جدا على مستوى تحسين موقعه وشروطه في الصراع.
_ إن مثل هذا الهجوم المتكامل سيكون "بروفا" لأي معركة فاصلة قد يضطر المحور إلى خوضها لاحقا، ويمكنه أن يستخرج منه الكثير من الدروس.
_ إن وحدة الضربات ستنطوي على رسالة قوية إلى العدو ومن معه مفادها أنهم لا يستطيعون الاستفراد بأي من مكونات محور المقاومة، بل عليهم أن يتعاطوا مع المحور كجسم واحد وتاليا يجب أن يبنوا حساباتهم ويحددوا خياراتهم على هذا الأساس.
_ إن فعالية الضربات المشتركة ستكون أشد من المنفردة وسيكون مفعولها الردعي أقوى أيضا.
وتشير الأوساط إلى أن مرجعيات محور المقاومة ستتخذ في نهاية المطاف القرار المناسب، وستعتمد نمط الرد الذي تجده الأكثر انسجاما مع مقتضيات المصلحة العليا بعدما تكون قد درست كل احتمال وجدواه.