حمل التطبيق

      اخر الاخبار  هيئة البث الإسرائيلية: سقوط صاروخ في نيريم بغلاف غزة في موقع إعادة بناء بيوت دمرت في هجوم 7 أكتوبر   /   بيان قمة "بريكس": ندين انتهاكات وقف إطلاق النار في لبنان ونطالب إسرائيل بسحب قواتها من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة   /   كتائب القسام: استهدفنا مغتصبتي نيريم والعين الثالثة بصواريخ رجوم   /   كتائب القسام: ندك تجمعات العدو في منطقتي السطر والقرارة شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع بقذائف الهاون   /   وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ أطلق من غزة في منطقة مفتوحة قرب نيريم في غلاف غزة   /   وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ بشنّ موجة غارات استثنائية في لبنان   /   هيئة البث الإسرائيلية: سلاح الجو الإسرائيلي هاجم بنية تحتية لحزب الله في منطقة البقاع وجنوب لبنان   /   آب لبناني لهّاب عسكريا؟   /   صفارات الإنذار تدوي في نيريم بغلاف غزة   /   ‏"الحدث": بري سيحاول الحصول على ضمانات أميركية لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان   /   وزير خارجية فرنسا: ندعو طهران لاستئناف تعاونها مع الوكالة الدولية الذرية   /   وزير خارجية فرنسا لنظيره الإيراني: نطالب بالإفراج عن المحتجزين الفرنسيين فورا   /   ‏قناة i24 الاسرائيلية عن مسؤول: جميع مطالب حماس مقبولة من الأميركيين ولا تعرقل المفاوضات   /   مصادر الميادين: المشاورات متواصلة لصياغة رد رسمي موحد مع التأكيد على أنه سيسلم للموفد الأميركي الإثنين المقبل   /   الجهاد الإسلامي: وفد رفيع من الحركة يصل إلى الدوحة لإجراء مباحثات حول تطورات عملية وقف اطلاق النار في غزة   /   وزير الطاقة الإسرائيلي: المفاوضات ستجري بالتوازي مع استخدامنا القوة النارية ولمدة محدودة   /   وزير الطاقة الإسرائيلي: حماس اشترطت إعادة تنظيم آلية توزيع المساعدات في غزة   /   وزير الطاقة الإسرائيلي: حماس تريد أن يشمل وقف إطلاق النار انسحاب قواتنا إلى الخلف أكثر مما نقبل به   /   وول ستريت جورنال: ارتفاع عدد القتلى جراء الفيضانات في ولاية تكساس إلى 67   /   ‏هيئة بحرية بريطانية: طاقم السفينة التي تعرضت للهجوم قبالة الحديدة باليمن يستعد لمغادرتها   /   إعلام إسرائيلي: السفير الأميركي بإسرائيل يرافق نتنياهو إلى واشنطن على متن الطائرة في إجراء غير اعتيادي   /   باريس: قلقون بعد فقدان أثر سائح فرنسي شاب في إيران   /   ‏نتنياهو: المفاوضون لديهم تعليمات واضحة بإنجاز اتفاق غزة وفق شروطنا   /   نتنياهو: اللقاء مع ترامب قد يساعد بالتوصل لاتفاق غزة   /   سلام ومراد يطلقان مشروع المجمع الإسلامي في البقاع: خطوة نحو الوحدة الوطنية والاعتدال   /   

"المجزرة" تحيي حماسة الراغبين في وهب الأعضاء

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كتبت زينب حمّود في "الأخبار": 

 

على عكس ما أراده العدوّ من مجزرتَي الثلاثاء والأربعاء الماضيين من إخضاع البيئة اللصيقة بالمقاومة وتأليبها عليها، اندفع كثيرون، بعد الحملات الفورية للتبرع بالدم، إلى البحث عن أي وسيلة «كي أواسي من فقد عينيه، علّني أفي هؤلاء الشباب بعضاً من حقهم علينا»، على ما يقول علي الذي عرض على صفحته على فايسبوك التبرّع بإحدى كليتَيه لمن يحتاج إليها من الجرحى، من ضمن حملة اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لمتبرعين يعرضون التبرع بإحدى عينيهم أو إحدى كليتيهم لجرحى المجزرتين، مع عرض أرقام هواتفهم. كذلك، «ما عمنلحّق على العدد الهائل من الاتصالات التي تردنا من أجل تعبئة استمارة وهب أعضاء، نقوم بتحويلها إلى مستشفى الرسول الأعظم»، كما ينقل رئيس جمعية «من أحياها» لوهب الأعضاء طبيب جراحة الكلى والمسالك البولية عماد شمص.

 

غير أنّ هذه «اللهفة النبيلة التي تحرّكها الحماسة والعاطفة» قد لا تجد تصريفاً على أسس علمية. «فالتبرع بالعين أمر غير ممكن، لأنه ليس هناك، في المفهوم الطبي، ما يسمّى بنقل العين كعضو وزرعها لشخص آخر، وإنما هناك وهب للقرنية كنسيج، وهي غشاء خارجي في العين يبقى صالحاً لنحو شهرين بعد الوفاة، ما يتيح أخذها من الشخص المتوفّى ووضعها في بنك لحين جهوزية عملية الزرع»، كما يؤكد شمص. ولأنّه يمكن تأمين بنوك قرنيات من المتوفّين، «لا يجوز أخذها من شخص حيّ وتركه بعين واحدة وتعريضه لفقدان بصره مع احتمال إصابة العين كعضو خارجي». إذاً، التبرع «بالنظر» من شخص حيّ مستحيل، كما أنّ «أكثر الإصابات في العيون تطاول الشبكة وليس القرنية، ونحاول ترميمها. لكن في حالات التلف، لا يمكن فعل أيّ شيء».

 

أما التبرع بالكلى من شخص حيّ فأمر جائز، ويحصل عادةً بين الأقارب، لكن، حتى الآن، «ليس هناك أي جريح بحاجة إلى كلية، وتتركز الإصابات بشكل أساسي في الأطراف وتحديداً اليدين وفي العيون».

لا يعني كل ما سبق أنّ الاستفاقة على وهب الأعضاء «مثل قلّتها»، بل على العكس تماماً، «لا بدّ من اغتنامها للتوعية بأهمية وهب الأعضاء لمن يحتاج إليها من غير جرحى التفجير، والترويج لثقافة وهب الأنسجة مثل الجلد والصمام والأوعية والقرنية التي تصمد بعد الوفاة بين شهرين وخمس سنوات، بينما يبقى القلب حيّاً بعد الوفاة لأربع إلى ست ساعات، والكلية يوماً واحداً بالحدّ الأقصى». وفي ما يخصّ جرحى التفجير الأخير، يطرح شمص ضرورة «أن تعيد وزارة الصحة تفعيل بنك القرنيات الذي أقفلته قبل نحو ثلاث سنوات على خلفية الأزمة الاقتصادية وعدم القدرة المالية على الإنفاق عليه».

 

جريمة «البايجر» أعادت إحياء قضية وهب الأعضاء التي طمستها الأزمة الاقتصادية، «حتى وصل عدد عمليات زراعة الأعضاء اليوم إلى صفر، باستثناء تلك التي تجرى بين أفراد العائلة الواحدة». السبب الرئيسي وراء ذلك هو «الشح المالي» في «الهيئة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء»، وتراجع موازنتها السنوية من 300 ألف دولار إلى 5 آلاف دولار بعد الأزمة وتدهور سعر الصرف، وهي موازنة بالكاد تغطّي فاتورة الكهرباء، فيما يداوم أعضاء الهيئة يوماً واحداً في الأسبوع فقط»، كما يقول شمص، وهو نائب المدير العام للهيئة. كما «لا تفصح المستشفيات عن المرضى المتوفّين دماغياً ممّن أوصوا بوهب أعضائهم بعد الوفاة، رغم العقود التي أبرمتها مع الهيئة الوطنية للتنسيق في عمليات الوهب. ويرتبط ذلك بفاتورة هذه العمليات العالية التي تشمل إبقاء أعضاء المتبرّع الميت دماغياً حيّة لأيام إضافية، وتنصّل كل جهة من تسديد هذه الفاتورة، فالمستشفى لا يريد أن يسجّل الديون على المرضى، والمستقبِل تخفت حماسته للدفع بعد العملية». كلّ ذلك يصبّ في نهاية المطاف إزهاقاً لأرواح مرضى فشل القلب وتلف الكلى وغيرها ممّن يمكن إنقاذهم، لكن، «للأسف، الدولة تؤمن علاج مرضى السرطان ولا تهتمّ لمن يحتاجون إلى زراعة أعضاء، علماً أن فرص النجاة في الأخيرة تفوق فرص النجاة من السرطان».