أماني النجّار - خاصّ الأفضل نيوز
أرض لبنان مسرح آخر لهمجية إسرائيل بعد غزّة، فالدّمار الممنهج لم يقتصر على قُرى الجنوب بل تعدّاه إلى البقاع الغربي والشّمالي، واستهداف المدنيّين أصبح عنوان هذه المرحلة من العدوان الصهيوني على لبنان.
فمنذ مطلع الأسبوع الحالي نزح الآلاف من الجنوب والبقاع الشمالي على وقع الغارات الإسرائيلية العنيفة التي تسبّبت بالدّمار الهائل؛ بحثًا عن الأمان في مناطق بعيدة عن دائرة الخطر، وقد شهدت الطرق المؤدّية من مدينة صور وصيدا إلى العاصمة بيروت وقرى الجبل، حركة نزوح غير مسبوقة.
في التّفاصيل، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي، "أنّ عدد المواطنين النازحين المسجّلين رسميًّا هو ٧٠ ألفًا و١٠٠ نازح في ٥٣٣ مركز إيواء، مع استمرار العدوان الإسرائيلي "الأعنف" على لبنان منذ تشرين الأول الماضي، لليوم الرابع على التوالي".
وقال مولوي، في مؤتمر صحفي، عقده في مقرّ الوزارة في بيروت: "إن وزارة الداخلية والجهات المعنيّة في لبنان، تسعى لتأمين المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة من النازحين، وتوزيعهم على مراكز إيواء".
وأضاف: "الاستجابة هي للنازحين اللّبنانيين ولكن انطلاقًا من إنسانيتنا ووطنيتنا، نحن نقف إلى جانب كلّ إنسان محتاج وهناك مراكز إيواء في البقاع مخصّصة للسوريين".
وتابع: "هناك ١٣ ألفًا و٥٠٠ سوري تركوا لبنان عائدين إلى سوريا".
أمّا حول تنظيم حركة النزوح الأخيرة، صدر بيان عن اللجنة الوطنية لتنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات فيما يخصّ لائحة المدارس والمعاهد المخصّصة لاستقبال النازحين من المناطق المتضرّرة والتي بلغت ٣٨٧مركزًا.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع أحد القيّمين على مجموعة دعم الإنسانية في بلدة مكسة الأستاذ يحيى سرايا والذي قال: "إننا مجموعة من شباب وشابات البلدة نعمل بالتّنسيق مع فرع الحزب التّقدمي الإشتراكي في البلدة على تأمين النازحين من الجنوب والبقاع الشمالي إلى مراكز الإيواء في مدارس قب الياس ، ونعمل على مساعدة الأسر التي استقبلت النازحين في بيوتهم بالتقديمات العينية من الطعام والأفرشة والحرامات من خلال جمع التبرعات من أعضاء المجموعة وبعض الأيادي الخيرة، وتمكّنا منذ بداية حركة النزوح من تأمين جميع الحاجات لغاية اليوم، ونحن نعمل على التّواصل مع الجمعيات الأخرى المحليّة والأجنبية لنستطيع تأمين المزيد في حال زادت حركة النزوح بسبب توسع الحرب".
وفي اتّصالٍ أجراه موقعنا مع أحد أعضاء جمعية "قلوب من نور" (رفض الكشف عن اسمه) في البقاع الغربي وراشيا قال: "إنّ الجمعية تقوم بتقديم المساعدة للنّازحين، بالتّعاون مع أحد أعضاء البلدية وفعاليات من المنطقة، واستطعنا تأمين المستلزمات الضّرورية من أدوية واسفنج وغيرها في كل مركز".
حجم الأضرار المادّية والخسائر البشرية فاق التصوَّر، سيّما وأنّ المقاومة تواجه التفوق التكنولوجي والدّعم الغربي اللامحدود للكيان الصهيوني، لكنّنا على يقين بأنّ النّصر قادم، وهل لنا سوى الأمل بصمود الأبطال والتّعاون بين الشعب لتأتي بشائر النصر؟.