حمل التطبيق

      اخر الاخبار  إذاعة الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو يبدأ شن هجوم على الحديدة   /   وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: الوضع المتعلق بالدين الحكومي الأمريكي خرج عن السيطرة والدولار لم يعد يتمتع بالثقة   /   الحدث: نتنياهو يشرف من طائرته على العملية ضد الحوثيين في اليمن في الطريق إلى واشنطن   /   غارات إسرائيلية على ميناء الحديدة ومواقع أخرى بالمحافظة اليمنية   /   الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرات بضرورة إخلاء موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف في اليمن ومحطة كهرباء الحديدة   /   الخارجية القطرية للحدث: مباحثات الدوحة بشأن غزة تأتي بدفع أميركي   /   الخارجية القطرية للحدث: تفاؤل كبير بشأن محادثات غزة   /   وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر فلسطيني: انطلاق المفاوضات في قطر بشأن الهدنة في غزة   /   ‏وزير الخارجية الإيراني: ميثاق الأمم المتحدة والنظام القانوني الدولي يجب أن يحمي وحدة الأراضي والسيادة الوطنية للدول   /   وول ستريت جورنال عن مسؤول: سيتعين البت بالمفاوضات في الانتشار الإسرائيلي بغزة وكميات المساعدات وآلية إيصالها   /   حماس: ندعو دول مجموعة "بريكس" وكل دول العالم لممارسة الضغوط على الاحتلال للامتثال للقانون الدولي   /   حماس: نرحِّب بما جاء في بيان "بريكس" ودعوته لوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب الاحتلال   /   هيئة بحرية بريطانية: سفينة تجارية أنقذت طاقم سفينة تعرضت لهجوم قبالة الحديدة   /   منصة إعلامية إسرائيلية: يوجد حالياً 14 ألف شخص مُعرّفين كمتخلفين أو مُتهربين من الخدمة العسكريّة ثلثهم من "الحريديم"   /   وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح للـLBCI: الحكومة اللبنانية عرضت ارسال طائرات الى موقع الحرائق في اللاذقية للمساهمة في عمليات الإطفاء   /   مراسل الأفضل نيوز: محلقة اسرائيلية القت قنبلة صوتية في بلدة مارون الراس   /   مراسل الأفضل نيوز: الطيران الحربي لا يزال يحلق في الاجواء الجنوبية وخاصة شمال نهر القاسمية شمال شرق صور   /   تحليق مسيّرات اسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية لبيروت   /   مراسل "الأفضل نيوز": الطيران الإسرائيلي يجدد غاراته على وادي أرزي   /   أطراف بلدة كفركلا تتعرّض لعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة المتوسطة   /   بدء المفاوضات غير المباشرة بين حماس و"إسرائيل" في الدوحة   /   بيان قمة "بريكس": نحث الأطراف على الانخراط بحسن نية في المفاوضات للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة   /   بيان قمة "بريكس": ندين جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي واستخدام التجويع وسيلة للحرب في غزة   /   مراسل "الأفضل نيوز": غارة إسرائيلية جديدة على جرد بوداي في البقاع   /   بيان قمة "بريكس": نكرر قلقنا البالغ إزاء استئناف الهجمات الإسرائيلية على غزة وعرقلة دخول المساعدات   /   

الانكفاء السنّي: إصابة نظام الطائف

تلقى أبرز الأخبار عبر :


هيام القصيفي

لم تعد الأسباب التي دعت الرئيس سعد الحريري إلى الانكفاء وحدها المؤثّرة. فغياب المكوّن السياسي يطرح تساؤلات حول تأثيراته في نظام الطائف والاستحقاقات النيابية والرئاسية المقبلة

يتخطّى إعلان الرئيس سعد الحريري قرار الانسحاب من الحياة السياسية اللحظة الآنية. ففي مرحلة حساسة على الصعيد اللبناني العام، لن يكون قرار على هذا المستوى أمراً يمكن تخطّي تأثيراته بسهولة، لا بل إنه يؤسس لمرحلة جديدة استناداً الى اعتبارات وتحدّيات مستقبلية.

لم تعد الأسباب التي دعت الرئيس سعد الحريري إلى الانكفاء وحدها المؤثّرة. فغياب المكوّن السياسي يطرح تساؤلات حول تأثيراته في نظام الطائف والاستحقاقات النيابية والرئاسية المقبلة

يتخطّى إعلان الرئيس سعد الحريري قرار الانسحاب من الحياة السياسية اللحظة الآنية. ففي مرحلة حساسة على الصعيد اللبناني العام، لن يكون قرار على هذا المستوى أمراً يمكن تخطّي تأثيراته بسهولة، لا بل إنه يؤسس لمرحلة جديدة استناداً الى اعتبارات وتحدّيات مستقبلية.

ارتبط اسم الرئيس رفيق الحريري باتفاق الطائف، قبل أن يصبح رئيساً للحكومة، وشريكاً في النظام الذي أرساه دستور الجمهورية الثانية. وبغضّ النظر عن سوء تطبيق الطائف في كل مندرجاته في مرحلة التسعينيات، كانت الطائفة السنية ركيزة أساسية في هذا الاتفاق، وقد ضاعف وجود الحريري من تأثيراته وحضوره في الحياة السياسية لسنوات طويلة في ظل هذا الاتفاق. ومهما قيل عن اتجاهات سياسية متنوعة، فإن موالاة الجزء الأكبر من السنّة للحريري، للرئيس الراحل ونجله وللعائلة، لا لبس فيه. اليوم يخرج سعد الحريري، ولن يكون خروجه وحيداً، بل يخرج معه السنّة من نظام الطائف الذي يخسر، بموقف رئيس تيار المستقبل، أحد الأركان الأساسيين لهذا النظام الذي يعاني ضغوطاً كثيرة. فأحد الذين أصابهم كلام الحريري هو نظام الطائف الذي يتلقّى أساساً، منذ مدة طويلة، سهاماً كثيرة من قوى سياسية تصوّب عليه، فيما كانت القوى السنّية تتشدّد في التمسك به. والخروج السياسي لأحد أركان الطائف يظهر حجم الضغوط التي سيتعرّض لها النظام من الآن وصاعداً.
فقرار الحريري سيفتح الباب أمام اجتهادات ليس من السهل التعامل معها، كونها تحصل للمرة الأولى لهذه الطائفة التي كانت شريكة أساسية في النظام، ولا سيما أن ارتداداته لن تتوقف، لا بل ستتزايد تدريجاً، إذا أُخذت في الاعتبار ثلاثة مستويات مهمة لقرار الحريري. مع ضرورة التوقف بداية عند سؤالين: من يفسّر معنى تعليق العمل السياسي، وهل هو مجرد موقف عاطفي يتعلق بغياب الحريري عن المشهد السياسي فحسب، أم قرار فعلي بكامل مضامينه، وهل له مفعول آني أم أنه مرتبط بالانتخابات وما بعدها فحسب. أي أن قرار الانسحاب من الحياة السياسية، بحسب أي قراءة سياسية، يفترض أن يبدأ فوراً بتعليق العمل في المجلس النيابي الحالي أو أي نوع من أنواع الانكفاء، بدل أن يكون متروكاً لما بعد 15 أيار، ما يفسح المجال لمزيد من الأحداث والتوترات السياسية والأخذ والردّ، لأن أي تعليق آني للعمل السياسي بكل وجوهه، يفقد الجلسات النيابية ميثاقيتها، وهذا ما سيلاقي ردة فعل لدى الرئيس نبيه بري قبل حزب الله. فهل يمكن تصور جلسة نيابية بحضور كامل لنواب المستقبل لمناقشة قانون الانتخاب مثلاً، فيما هم يقاطعون العملية الانتخابية برمتها؟ واستطراداً، هل يمكن أن يتحول انسحاباً سياسياً شاملاً، بما في ذلك مجلس الوزراء الحالي، بما يعني التخلّي عن المشاركة السياسية في الموافقة أو الاعتراض، كمرجعيات سنّية، على تعيينات وقرارات سياسية؟
والسؤال الثاني: في حال عدم حصول الانتخابات، كيف ستكون صورة المجلس النيابي الحالي، وماذا سيكون مصيره بين من سيطالب بالتمديد له أو بين الفراغ الذي قد يصيبه، في حال انتهاء ولايته، من دون اتفاق بين القوى السياسية، وكيف سيتصرّف نواب المستقبل وقيادته تجاه هذه الحالة المتوقعة؟

أما في حال الإبقاء على موعد الانتخابات، فإن انسحاب القوى السنّية بعدما تعرّض العصب السني في الطائف لهزة قوية، سيرتدّ على ثلاثة مستويات: فللمرة الأولى سيكون السنّة غائبين عن المجلس النيابي، بما يمثّلون سياسياً، وليس لمجرد حلول شخصيات سنّية محل الحاليين من اتجاهات سياسية أخرى. وهذا يذكّر بالشخصيات التي حلّت محل النواب المسيحيين في انتخابات المقاطعة عام 1992. ثانياً، في حال استمرار المسار السياسي الحالي على هذا النحو، فإن الطرف السنّي سيكون غائباً كذلك عن أول حكومة بعد الانتخابات. الحكومة التي ترأسها شخصية سنية، ستكون حكومة تتشكل بغياب القوى السنّية. وهي هنا لن تشبه الحكومة التي شكّلها الرئيس نجيب ميقاتي بعد استقالة حكومة الحريري عام 2011، لاختلاف الظروف المحلية والإقليمية.
والمستوى الثالث رئاسة الجمهورية. فرغم الاعتياد المزمن أن رئيس الجمهورية يأتي وفق تسويات سياسية محلية وإقليمية ودولية، إلا أن القوى المحلية تشارك في طبخة الرئاسة ولو فولكلورياً. ولكن الغياب السنّي، بعد النيابة والحكومة، سيكون مؤثّراً في انتخابات الرئيس المقبل. وهنا سيكون أكبر التحديات التي يواجهها هذا الاستحقاق، بعد سنوات من تأثير المعادلة السنّية بقوّة في انتخابات الرئاسة، عدا عمّا حملته التسوية الرئاسية من اتفاق ثلاثي سنّي ــــ مسيحي ــــ شيعي. وهذا يعني أنه منذ الآن بدأت السيناريوات ترتسم حول مصير الرئاسة الأولى، ومن سيخلف رئيس الجمهورية وهويّته السياسية. هذا كله في حال بقاء انعكاس الانكفاء في حالته السلمية ولم يتطوّر الوضع اللبناني عموماً الى حالات جديدة من الفوضى التي لن تسمح بإمرار أيّ استحقاق.

المصدر: جريدة الأخبار