بدل أن تقتطع من خدمة الدين لزيادة الرواتب والأجور، آثرت السلطة أن إعطاء موظÙÙŠ القطاع العام رشوة انتخابية، ØØ¯Ù‘دت بـ75% من قيمة رواتبهم على ألا تقلّ عن مليوني ليرة، ولا تزيد على أربعة ملايين، ÙˆÙÙŠ المقابل، أدرجت ÙÙŠ الموازنة مبلغ 7667 مليار ليرة لخدمة الدين العام، أي بزيادة نسبتها 145%ØŒ ستصبّ مباشرة ÙÙŠ جيوب المصار٠ومصر٠لبنان باعتبارهما الدائن الأكبر للدولة التي تواصل خدمة ديونها بالعملة المØÙ„ية رغم أنها ØªØ®Ù„ÙØª عن سداد الديون بالعملة الأجنبية!
لم يخصّص ÙÙŠ مشروع موازنة 2022 سوى مبلغ 1748 مليار ليرة لما سمّي «Ø§Ù„مساعدة الاجتماعية» التي ÙŠÙØªØ±Ø¶ أن ÙŠØØµÙ„ عليها موظÙÙˆ القطاع العام. هذه المساعدة Ù…ØØ³ÙˆØ¨Ø© على أساس شهر ÙˆØ§ØØ¯ إضاÙÙŠ لمدّة سنة، إلا أنها لا تعدّ تصØÙŠØØ§Ù‹ للأجور ولا Ø³Ù„ÙØ© على غلاء المعيشة، كما أنه لا انعكاس لها على تعويضات نهاية الخدمة ولا على الراتب التقاعدي. الوص٠الأدقّ أنها «Ø±Ø´ÙˆØ©» ستمارسها قوى السلطة على أبواب الانتخابات. وكسائر الرشى، Ùهي تأتي لتضرب Ù…Ùهوم الØÙ‚Ù‘ بتصØÙŠØ الأجر بعد تضخّم ÙÙŠ الأسعار بلغ 700% منذ 2019 ÙˆØØªÙ‰ نهاية 2021. أي أنه كان ÙŠÙØªØ±Ø¶ أن ÙŠØØµÙ„ موظÙÙˆ القطاع العام على زيادة توازي 7 أضعا٠رواتبهم، لكن ما ستقدمه لهم قوى السلطة هو أقلّ من راتب إضاÙÙŠ مؤقّت. وبدلاً من أن يناقش مجلس الوزراء ØØµÙ‘Ø© المصار٠من خدمة الدين العام الملØÙˆØ¸Ø© ÙÙŠ الموازنة بقيمة تقدّر بنØÙˆ 4500 مليار ليرة، يغرق ÙÙŠ نقاش Ø§Ù„Ø§Ù„ØªÙØ§Ù على ØÙ‚وق الموظÙين.
ÙÙŠ جلسة مجلس الوزراء أمس، وبعد نقاش امتدّ على أكثر من جلسة، توصّل المجلس إلى صيغة لإقرار بند «Ø§Ù„مساعدة الاجتماعية» ÙŠÙØ¹ØªÙ‚د أنها ستقرّ. وهي تنصّ على إعطاء موظÙÙŠ القطاع العام أينما عملوا ÙÙŠ هذا القطاع، سواء ÙÙŠ البلديات أو الإدارات العامة أو الأسلاك العسكرية أو الضمان الاجتماعي أو الجامعة اللبنانية وسواها، مساعدة شهرية ØØ¯Ù‘دت بـ75% من قيمة رواتبهم على ألا تقلّ عن مليوني ليرة، ولا تزيد على أربعة ملايين ليرة. وبناء على اعتراض وزير العمل مصطÙÙ‰ بيرم، جرت زيادة نسبة المساعدة للمتقاعدين من 50% إلى 75% من أصل الراتب التقاعدي.
ما لم ÙŠÙناقش ÙØ¹Ù„ياً، هو زيادة غلاء معيشة لموظÙÙŠ القطاع العام. ÙØ§Ù„إقرار بØÙ‚وقهم هو الأمر الوØÙŠØ¯ الذي تستخÙÙ‘ به السلطة. بل هي ترى أنها قادرة على تجاوز هؤلاء الموظÙين نظراً لارتهان نقاباتهم العمالية (هيئة التنسيق النقابية وروابط الأساتذة ÙØ¶Ù„اً عن Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ العمالي العام وسائر النقابات) وقدرتها على إسكاتهم. هذه المرّة الإسكات سيكون عبر هذه «Ø§Ù„رشوة». Ùهذه المساعدة هي عبارة عن راتب شهري، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ قيمتها مبني على قيمة الراتب، لكنها لا تدخل ÙÙŠ صلب الأجر ولا تنعكس على قيمة التعويض التقاعدي ولا على الراتب التقاعدي، بل ÙŠØµØ¨Ø ØªÙƒØ±Ø§Ø±Ù‡Ø§ رهناً بإرادة قوى السلطة. ولأنها تأتي على أبواب الانتخابات النيابية، Ùهي لهذا السبب «Ø±Ø´ÙˆØ©». أي أن قوى السلطة تخيّر موظÙÙŠ القطاع العام بين الجوع وبين الارتهان لها. وهو سلوك اعتادت القيام به على مدى العقود السابقة.
ÙˆØ¨ØØ³Ø¨ مصادر وزارية، ÙØ¥Ù† الصيغة التي قدّمها وزير الطاقة وليد Ùياض، كانت متقدّمة أكثر من غيرها لجهة Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¸Ùين زيادة تصل إلى أربعة أضعا٠رواتبهم Ø§Ù„ØØ§Ù„ية، لكن غالبية قوى السلطة Ø±ÙØ¶ØªÙ‡Ø§ متذرعة Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙ„ÙØ© المالية. والصيغة ØªØØ§ÙˆÙ„ التÙلّت من تجزئة الأجر بين أصل الراتب والمساعدة وبدل النقل وسواها، وتنظر إلى مجموع الدخل الذي سيÙÙ…Ù†Ø Ù„Ù…ÙˆØ¸ÙÙŠ القطاع العام. لذلك، Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ùياض أن تكون الزيادة على الرواتب 4 أضعا٠قيمتها Ø§Ù„ØØ§Ù„ية انطلاقاً من ØØ³Ø§Ø¨ يتعلق Ø¨Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ سعر صر٠الدولار بنØÙˆ 13 مرّة (على أساس 20000 ليرة) ÙˆØ§Ù†Ø®ÙØ§Ø¶ إنتاجية العمل أربع مرات، بالتالي ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø²ÙŠØ§Ø¯Ø© العادلة للأجور 4 مرات. لكن اقتراØÙ‡ اصطدم Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙ„ÙØ© المالية التي تÙوق Ø§Ù„ÙƒÙ„ÙØ© المرتقبة ÙÙŠ الموازنة لموظÙÙŠ الإدارة العامة البالغ عددهم Ù†ØÙˆ 34 Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ بنØÙˆ 600 مليار ليرة. عندها Ø£ÙØ¹ÙŠØ¯ Ø§ØØªØ³Ø§Ø¨ الزيادة باعتبار أن هناك بدلاً للنقل يوازي 1.2 مليون ليرة شهرياً، ÙØ§Ù‚ØªØ±Ø Ùياض أن ÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ù…ÙˆØ¸Ùون Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى بدل النقل ما مجموعه ثلاثة أضعا٠ما كانوا يتقاضونه.
ورغم أن ØØ³Ø§Ø¨ Ùياض لا يتعلق بإدراج الزيادة ضمن التعويضات والراتب التقاعدي باعتبارها زيادة نهائية على الأجر، إلا أنها كانت مبنية على ØØ³Ø§Ø¨ ما ÙÙŠ مقابل استسهال تضمين راتب شهري إضاÙÙŠ ÙÙŠ الموازنة. قوى السلطة لم تواÙÙ‚ على Ù…Ù‚ØªØ±Ø Ùياض، بل قرّرت أن تناقش انطلاقاً من العمليات Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø³Ø¨ÙŠØ© التي يقوم بها وزير المال وسعيه لخلق توازن رقمي بين النÙقات والإيرادات من دون المساس ببنود أخرى. ÙØ¹Ù„Ù‰ سبيل المثال، أدرج ÙÙŠ الموازنة مبلغ 7667 مليار ليرة لخدمة الدين العام مقارنة مع 3131 مليار ليرة ÙÙŠ موازنة 2021ØŒ أي بزيادة نسبتها 145% وقيمتها 4536 مليار ليرة. وهذه الزيادة ستصبّ مباشرة ÙÙŠ جيوب المصار٠ومصر٠لبنان باعتبارهما الدائن الأكبر للدولة. لكن السؤال هنا هو: لماذا تواصل الدولة خدمة ديونها بالعملة المØÙ„ية رغم أنها ØªØ®Ù„ÙØª عن سداد الديون بالعملة الأجنبية؟ ثمة من يشير إلى أن الدول لا تتخلّ٠عن سداد الديون بعملتها لأنها قادرة على طباعتها. وبمعزل عن صØÙ‘Ø© هذا الأمر ودقته، ÙØ¥Ù† ما يجب أن ÙŠÙØ³Ø£Ù„ عنه مجلس الوزراء هو: لماذا لم ØªØ®ÙØ¶ الدولة الÙوائد على ديونها بعد رغم أن مصر٠لبنان Ø®ÙØ¶ بنية الÙوائد على الودائع وعلى القروض؟ لماذا استثنيت سندات الخزينة وشهادات الإيداع من Ø®ÙØ¶ الÙوائد؟
ÙÙŠ الواقع، كان بالإمكان توÙير مبلغ كبير من خدمة الدين وتخصيصه ÙÙŠ المقابل لزيادة الرواتب والأجور بطريقة نظامية بعيداً من سوق مزايدات قوى السلطة. لكن الأمر لا يتطلب سوى Ø®ÙØ¶ Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø©. ÙØ§Ù„معدل المثقل Ù„Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© على سندات الخزينة يبلغ 7.28% على Ù…ØÙظة تبلغ قيمتها 91626 مليار ليرة. ÙŠØÙ…Ù„ مصر٠لبنان من هذه المØÙظة Ù†ØÙˆ 57092 مليار ليرة، بينما تØÙ…Ù„ المصار٠الباقي. لكن ما ØªØ¯ÙØ¹Ù‡ الدولة لا ÙŠÙ†ØØµØ± بذلك، بل هناك قسم ÙŠØ¯ÙØ¹Ù‡ مصر٠لبنان عن شهادات الإيداع والودائع لديه بالليرة اللبنانية والتي تصل قيمتها إلى 22 أل٠مليار ليرة، إنما Ø¨ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© مثقلة تبلغ 8.81%. Ø¨ØØ³Ø§Ø¨ ضمن هامش خطأ مقبول، يتبيّن أن الخزينة ØªØ¯ÙØ¹ Ù†ØÙˆ 4200 مليار ليرة لمصر٠لبنان، ÙˆØªØ¯ÙØ¹ للمصار٠نØÙˆ 2500 مليار ليرة. ومصر٠لبنان ÙŠØ¯ÙØ¹ Ù†ØÙˆ 2000 مليار ليرة للمصارÙ. باختصار، Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø±Ù ØªØØµÙ„ من هذه الÙوائد على 4500 مليار ليرة رغم أنها Ù…Ùلسة ولا ØªØ¯ÙØ¹ ما يتوجب عليها للمودعين.
ÙÙŠ السنتين الماضيتين، قرّر ØØ§ÙƒÙ… مصر٠لبنان رياض سلامة، بمواÙقة قوى السلطة وإشراÙها، أن يطلق مساراً لتذويب الخسائر عبر تضخّم الأسعار Ù…ØÙ…لاً المجتمع ÙƒÙ„ÙØ© تضخم بلغت 700%. الهد٠من هذا الأمر هو إخراج المصار٠من أزمة الإÙلاس التي تضربها. لكنه لم يكن ÙˆØØ¯Ù‡ØŒ تماماً كما ÙŠØØµÙ„ اليوم ÙÙŠ مجلس الوزراء ØÙŠØ« النقاش لا يتعلق بالÙوائد التي ØªØ¯ÙØ¹Ù‡Ø§ الخزينة Ù„Ù„Ù…ØµØ§Ø±ÙØŒ بل Ø¨Ù…Ù†Ø Ù…ÙˆØ¸ÙÙŠ القطاع العام «Ù…ساعدة» هي أقرب إلى «Ø±Ø´ÙˆØ©»ØŒ Ùيما العمل جار٠لإخراج المصار٠من أزمة الإÙلاس.
Ù…ØÙ…د وهبة
المصدر: جريدة الأخبار