محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
تعمل المملكة العربية السعودية بجدّ على ترتيب العلاقة اللبنانية مع الجمهورية العربية السورية بقيادتها الجديدة، فهي رعت اجتماعاً لوزراء الدفاع في البلدين بعد أن سقط الاتفاق على عقد اللقاء في دمشق، واستقبلت بعدها رئيس الحكومة نواف سلام في زيارة على عيد الفطر كانت لافتة من حيث الشكل ومهمة من حيث المضمون، وعبدت طريق سلام نحو دمشق حيث يُتوقع أن يزورها في الأيَّام القليلة المقبلة.
على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، يتوجه رئيس الحكومة اللبنانية إلى دمشق الأسبوع المقبل، محمّلاً برغبة كبيرة بوضع المسائل الشائكة بين البلدين على قطار الحلول، من السِّياسة إلى الأمن والاقتصاد، تقول مصادر مقربة من نواف سلام، مشيرة عبر "الأفضل" إلى أن الزيارة تأتي بنوايا لبنانية سليمة تجاه فتح صفحة جديدة مع القيادة السورية، إذ لا يمكن سوى أن يكون على علاقة جيدة مع سوريا على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
بحسب المصادر ستضع زيارة سلام إلى دمشق أكثر من ملف على سكة البحث الجدي، إذ لن يُفترض أن تكون الزيارة سوى بداية مسار من التعاون بين حكومتي البلدين، وعليه سيكون للوزراء في الحكومتين زيارات متبادلة خلال الأشهر المقبلة، وتُشير إلى أن الواقع السِّياسي في المنطقة، كان ولا يزال يربط بين مصير سوريا ولبنان، فالمصالح بينهما لا يمكن أن تكون منفصلة، ناهيك عن ضرورة ترسيم الحدود وتعزيز الأمن والاستقرار على جانبيها بعد الحوادث العسكرية المؤسفة التي وقعت في الأسابيع الماضية.
لا شك أن الزيارة تشتمل على مراجعة شاملة وكاملة لكل الاتفاقيات السابقة بغية تطويرها وتعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين، وهنا الحديث عن اتفاقيات تجارية متعلقة بالتصدير والاستيراد من وإلى ومن خلال سوريا، كذلك اتفاقيات الكهرباء وغيرها، وسيكون هناك بحث مفصل بملف النزوح الذي يهم لبنان بشكل كبير، حيث هناك تشديد رئاسي على ضرورة إيجاد الحلول الجدية في هذا السياق، بالتعاون مع القيادة السورية الجديدة إذ لا يمكن حل هذه المشكلة دون تنسيق وتعاون معها، لأن كلفة النزوح على لبنان تجعل من الصعب العمل على إصلاح اقتصادي دون حل أزمة النازحين.
ولأن المملكة العربية السعودية ترعى العلاقات اليوم فهذا يُعطي أهمية مضاعفة لمسألة ضبط الحدود بين البلدين، خصوصاً وأن أي تغيير في مواقف السعودية من مسألة الاستيراد من لبنان، مرتبطة بملف الحدود اللبنانية السورية، إذ لا يمكن أن تبقى مفتوحة للتهريب ومقراً لتصنيع المخدرات، لذلك سيكون لهذا الملف في زيارة سلام إلى دمشق تركيز خاص، وتُشير المصادر إلى أن مسألة ضبط الحدود ترتبط أيضاً بمسألة ترسيم الحدود، وهو ما بدأت بالعمل عليه المملكة العربية السعودية ويُفترض أن يحصل التقدم به، ما دامت القيادة السورية الجديدة ملتزمة بذلك.