أعلن العلماء عن موضع الوعي داخل الدماغ، ذلك الجوهر الذي يمنح الإنسان القدرة على الشعور، التخيل، والرؤية في دراسة جديدة نشرت في مجلة نيتشر التي تقدم رؤى حديثة تقلب الفرضيات السابقة.
يقيس الباحثون نشاط الدماغ الكهربائي وتدفق الدم لدى 256 مشاركاً أثناء مشاهدتهم صوراً متنوعة، ضمن تجارب أُجريت في 12 مختبراً حول العالم.
وكشف التحليل أن الوعي لا ينبثق من المناطق الأمامية “الذكية” للدماغ كما كان يُعتقد، بل من المناطق الخلفية الحسية التي تعالج السمع والبصر.
وأوضح عالم الأعصاب كريستوف كوك أن فهم موقع الوعي أساسي لتحديد من يمتلكه، سواء كان إنساناً بالغاً أو جنيناً أو حتى حيواناً.
وناقش العلماء نظريتين: الأولى تفترض أن الوعي يبدأ في مقدمة الدماغ وينتشر، والثانية تقول إنه نتيجة تفاعل أجزاء متعددة. لكن النتائج لم تؤيد أياً منهما بشكل قاطع.
وأكد كوك أن الأدلة تميل بقوة إلى القشرة الخلفية، ما يشير إلى أن الوعي البصري ينبع من هذه المنطقة وليس من الفص الجبهي المسؤول عن التفكير والتخطيط.
وأضاف كوك إلى أن هذه النتائج قد تغير طريقة تشخيص حالات الغيبوبة، إذ أظهرت دراسات سابقة أن 25% من المرضى في هذه الحالة يملكون وعياً خفياً لا يمكنهم التعبير عنه.