- غسان سعود
- المصدر: الميادين نت
Ø£Ùوق٠أنطوان جرمانوس ÙوْجÙÙ‡ بأدلة لا يمكن نكرانها، لكنه أكد أنه لا يتذكر Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø©ØŒ أو ما جرى، أو علاقته بالرقم الإسرائيلي، أو إذا كانت هذه الرسائل ترمز إلى شيء ما.
ÙÙŠ قسم التØÙ‚يقات، ÙÙŠ الطابق الخامس من مبنى جريدة "النهار"ØŒ كانت ØÙ…اسة أصغر Ø§Ù„ØµØØ§Ùيين الشبان، أنطوان جرمانوس، تطغو ÙÙŠ صخبها على كل الأصوات. شابّ Ù…Ø±Ø ÙˆÙ…Ù†Ø¯ÙØ¹ØŒ لا يتسع العالم لبهجته.
كان ذلك عام 2005Ø› عام التØÙˆÙ„ات الكبرى ÙÙŠ المشهد السياسيّ اللبناني. وغاب من بعده عامَين، ليعود مع إجازة ØÙ‚وق من الجامعة اليسوعية، قبل أن يعيَّن مستشاراً إعلامياً وسياسياً لوزير القوات اللبنانية إبراهيم نجار، الذي ØÙمّÙÙ„ ØÙ‚يبة العدل. وبعيد شهور قليلة عÙيّÙÙ† كاتباً للعدل.
ابن بلدة العاقورة الجبيلية ÙŠØªØØ¯Ù‘ر من أسرة متواضعة مالياً. والده أستاذ جامعيّ متقاعد، ووالدته أستاذة أدب عربيّ متقاعدة أيضاً، لكنه Ø£ØØ³Ù† اختيار مكان مكتبه ككاتب للعدل (ÙÙŠ أوتوستراد جل الديب)ØŒ Ù…ØØµÙ‘Ùناً Ù†ÙØ³Ù‡ بشبكة واسعة جداً من العلاقات، على Ù†ØÙˆ Ø³Ù…Ø Ù„Ù…ÙƒØªØ¨Ù‡ بتجاوز Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ³ÙŽØ¨ الطبيعية للمعاملات، الأمر الذي مكّنه من تكوين ثروة كبيرة خلال ÙØªØ±Ø© قياسية. ومع ذلك، ÙØ¥Ù† الشابّ الذي انتقل من منزل أهله (ÙÙŠ بلدة Ø§Ù„ØØ§Ø²Ù…ية) إلى ØÙŠÙ‘ سرسق Ø§Ù„ÙØ§Ø®Ø± ÙÙŠ الأشرÙية، لم يتمتع Ø¨Ù„ØØ¸Ø© استقرار ÙˆØ§ØØ¯Ø©ØŒ سواء مهنياً، أو سياسياً، أو عائلياً.
أخيراً، Ø§ÙƒØªØ´ÙØª الأجهزة الأمنية (ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ الأمن العام الذي بذل جهداً مميزاً، ÙˆØÙ‚Ù‚ إنجازاً بالكش٠عن الملÙ) إرساله، سبع عشرة مرة، رسائل نصية من رقم هاتÙÙ‡ اللبناني إلى رقم إسرائيلي، بين الـ21 والـ24 من نيسان/أبريل 2020. وتضمّنت الرسائل جميعها الكلمة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§: HI. Ø£Ùوق٠جرمانوس، ÙˆØÙقّÙÙ‚ معه. ÙˆÙوْجÙÙ‡ بØÙ‚ائق وأدلة لا يمكن نكرانها، لكنه أكد أنه لا يتذكر Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø©ØŒ أو ما جرى، أو علاقته بالرقم الإسرائيلي، أو إذا كانت هذه الرسائل ترمز إلى شيء ما.
وعند Ø§Ù„Ø¨ØØ« أكثر، تبيّن أن جرمانوس ÙŠØØªÙظ بالرقم الإسرائيليّ، الذي سبق أن أرسل إليه الرسائل النصية من هاتÙÙ‡ اللبناني. وهو ÙŠÙØ¯ÙŠØ±ØŒ عبر هذا الرقم الإسرائيليّ، ØØ³Ø§Ø¨Ø§Ù‹ ÙÙŠ مواقع التواصل الاجتماعي ("ÙØ§ÙŠØ³Ø¨ÙˆÙƒ")ØŒ ÙÙŠ اكتشا٠مثّل سابقة أمنية لجهة استخدام خط هات٠إسرائيليّ بصورة مباشرة.
ومع التوسع ÙÙŠ التØÙ‚يق، تبيّن أن جرمانوس قال Ù„Ø£ØØ¯ Ù…ØØ§ÙˆØ±ÙŠÙ‡ الإسرائيليين إنه ما كان ليتردد ÙÙŠ الذهاب إلى "تل أبيب" والمجيء منها، لو كان لديه مركب Ø¨ØØ±ÙŠØŒ مؤكداً Ù…ØØ§ÙˆÙ„ته Ø§Ù„ØØ«ÙŠØ«Ø©ØŒ طوال 3 أعوام، الوصول إلى Ø£ØØ¯ Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ°ÙŠÙ† ÙÙŠ الØÙƒÙˆÙ…Ø© الإسرائيلية من أجل "تغيير الواقع اللبناني"ØŒ لكنه لم ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ ذلك.
ÙˆÙÙŠ التØÙ‚يق معه، أكد جرمانوس أنه زار الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأميركية Ø¨ØµÙØªÙ‡ مستشاراً لوزير القوات اللبنانية السابق، إبراهيم نجار، بØÙŠØ« التقى مسؤولاً ÙÙŠ الØÙƒÙˆÙ…Ø© الأميركية، ÙˆØªØØ§ÙˆØ± معه ÙÙŠ الشأن اللبناني. وذكر له Ù…ØØ§ÙˆØ±Ù‡ الأميركي أنه ØØ§ÙˆÙ„ جاهداً التواصل مع Ø£ØØ¯ مسؤولي ØÙƒÙˆÙ…Ø© Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي، لكنه لم يوÙÙ‘ÙŽÙ‚ ÙÙŠ ذلك. واعتر٠جرمانوس بإرساله تسجيلاً صوتياً إلى المسؤول الأميركي، يطلب منه Ùيه "ربطه" Ø¨Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø±Ø© الأميركية ÙÙŠ "تل أبيب"ØŒ للعمل إلى جانب الإسرائيليين، كونه لا يستطيع التواصل مباشرة معهم. أمّا الغاية من كل ذلك، Ùهي تغيير الواقع اللبناني.
وخلال التØÙ‚يق، أكد جرمانوس أنه سعى، عبر جميع الوسائل، لـ"تØÙ‚يق Ù…ØµÙ„ØØ© لبنان عبر تØÙ‚يق السلام مع إسرائيل"ØŒ ناÙياً وجود أي انتماء ØØ²Ø¨ÙŠ Ù…Ø¨Ø§Ø´ÙØ± له، على الرغم من تأييده "Ø«Ù‚Ø§ÙØ© 14 آذار" بصورة عامة، والقوات اللبنانية بصورة خاصة. أمّا "مشروعي السياسي والتغييري Ùيتمّ بالتنسيق الشخصي مع رئيس ØØ²Ø¨ القوات اللبنانية سمير جعجع، على الرغم من عدم انتمائي الرسمي إلى القوات". وهو Ù†ÙÙ‰ تلقيه أيَّ دعم مالي أو طلبه الدعم المالي. أمّا الدعم المعنوي Ùيأتيه من "مكانتي المميزة لدى الدكتور سمير جعجع والرئيس سعد Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ ÙˆØ¹Ø¯Ø© سياسيين آخرين". ÙˆÙÙŠ المقابل، Ù†ÙÙ‰ جرمانوس أن يكون جعجع على علم بأنشطته، أو على اطّلاع عليها، وخصوصاً السعي Ø§Ù„ØØ«ÙŠØ« للتواصل مع مسؤولي ØÙƒÙˆÙ…Ø© العدو الإسرائيلي.
من جهة أخرى، أشار جرمانوس إلى تسجيل Ù†ÙØ³Ù‡ ÙÙŠ كثير من الدورات الأمنية الأميركية عن ÙØ¨Ø¹Ø¯ØŒ وتنزيله تطبيقات كثيرة ØªØ³Ù…Ø Ù„Ù‡ Ø¨ØªØØ³ÙŠÙ† صورته أمام وزارة Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ الأميركية، وإظهار Ù†ÙØ³Ù‡ سياسياً مؤيداً للولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ ÙÙŠ موازاة Ù†Ùيه تكليÙÙ‡ أيَّ Ù…Ùهمّات أمنية Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© الاستخبارات الخارجية، سواء الأميركية أو الإسرائيلية، مع العلم بأن التدقيق ÙÙŠ هاتÙÙ‡ الخلوي أظهر وجود أرقام لكل من شركة هات٠إسرائيلية، وشركة تأمين وصØÙŠÙØ© إسرائيليتين وصيدلية إسرائيلية، ÙÙŠ ظل Ù†Ùيه القيام بأي زيارة لـ"إسرائيل"ØŒ علماً أيضاً بأنه سجّل Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ÙÙŠ Ø£ØØ¯ هواتÙÙ‡ الخلوية، Ø¨ØµÙØªÙ‡ إسرائيلياً، مستخدماً عنوان سكن إسرائيليّاً. وهو لم يترك صØÙŠÙØ© إسرائيلية، أو وسيلة إعلام إسرائيلية مخصَّصة للأخبار العاجلة الخاصة بالكيان الإسرائيلي، إلاّ ÙˆØÙ…ّل تطبيقها، على Ù†ØÙˆ لا ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ ØØªÙ‰ أكثر المتØÙ…سين للشأن الإسرائيلي.
ÙˆÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ جلسات التØÙ‚يق، قال جرمانوس إنه تواصل مع Ø£ØØ¯ مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، Ø¨ØµÙØªÙ‡ مستشاراً لوزير العدل اللبناني إبراهيم نجار، ÙˆØØ§ÙˆÙ„ إقناعه بوجوب تدخّÙÙ„ الخارجية الأميركية من أجل تعيينه وزيراً ÙÙŠ لبنان، بعد أن أعلمه المنجّم ميشال ØØ§ÙŠÙƒ بأن لديه مستقلاً باهراً، مع العلم بأنه ÙŠØÙ…Ù„ رقم هات٠بريطانياً، وآخر أميركيّاً، إلى جانب اللبنانيّ والإسرائيليّ.
وشملت التØÙ‚يقات معه جوانب شخصية، لها علاقة بØÙŠØ§Ø© جرمانوس، اجتماعياً وجنسياً. ومع Ø¥ØØ§Ù„Ø© المل٠ÙÙŠ الـ20 من كانون الأول/ديسمبر الماضي على النيابة العامة العسكرية، بدأت الملاØÙ‚Ø© القضائية ليقرّر القاضي ÙØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ù‚ÙŠÙ‚ÙŠ ÙÙŠ الـ7 من شباط/ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± توقي٠جرمانوس رسمياً بموجب جرم التواصل مع العدو والعمل من أجل التطبيع معه.
التØÙ‚يق الأوليّ ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± جرمانوس شخصيةً غير جديّة، ويركض خل٠الإسرائيليّÙين والأميركيّÙين، ويرجوهم أن يجنّدوه، بينما هم لا يبالون به من قريب أو بعيد. ومع ذلك، ÙØ¥Ù† الرقم الإسرائيلي والرسائل الموجودة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù‡Ø§ØªÙØŒ ØªÙØªØ الباب أمام Ø§Ù„ØªÙˆØ³Ù‘ÙØ¹ أكثر ÙÙŠ التØÙ‚يق، إلاّ إذا ØªÙƒØ«Ù‘ÙØª الضغوط، وخصوصاً أن قريب جرمانوس هو رئيس المØÙƒÙ…Ø© العسكرية السابق بيتر جرمانوس، الذي يتشارك مع قريبه ÙÙŠ كثير من التوجهات السياسية، وهو Ùَقَدَ توازنه السياسيّ بالكامل منذ ÙØªØ±Ø© ليست بعيدة.