زياد غصن- الميادين.نت
مع تعرّض الاقتصاد الروسي لعقوبات غربية مباشرة على خلÙية الأزمة ÙÙŠ أوكرانيا، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ من بين السيناريوهات Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لة إمكانية ØØ¯ÙˆØ« Ø§Ù†ÙØªØ§Ø استثماري روسي على سوريا.
سوريا لن تكون الدولة الوØÙŠØ¯Ø© التي يمكن أن تهتمّ بجذب الاستثمارات الروسية
مثّل الخو٠من تبعات العقوبات الأميركية العائق الأهم أمام اهتمام الشركات والمستثمرين الروس بالسوق السورية. ورغم الزيارات المتبادلة للوÙود التجارية والاستثمارية بين البلدين، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ العلاقات الاقتصادية بقيت دون المستوى الذي وصلت إليه العلاقات السياسية والعسكرية، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ منذ العام 2015Ø› تاريخ التدخل العسكري الروسي ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الروسية.
هذا الأمر تعكسه طبيعة الاستثمارات الروسية القليلة ÙÙŠ سوريا، والتي يتركز معظمها ÙÙŠ قطاع الطاقة، ÙØ¶Ù„اً عن ØØ¬Ù… التبادل التجاري Ø§Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ مقارنة بالإمكانيات Ø§Ù„Ù…ØªØ§ØØ©ØŒ سواء ÙÙŠ ما ØªØØªØ§Ø¬Ù‡ دمشق من مستوردات لتأمين Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬Ø§Øª اقتصادها المدمّر ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§ØµØ±ØŒ أو ÙÙŠ ما تتطلع إلى تصديره من ÙØ§Ø¦Ø¶ زراعي وصناعي.
اليوم، ومع تعرّض الاقتصاد الروسي لعقوبات غربية مباشرة على خلÙية الأزمة ÙÙŠ أوكرانيا، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ من بين السيناريوهات Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لة إمكانية ØØ¯ÙˆØ« Ø§Ù†ÙØªØ§Ø استثماري روسي على سوريا، وذلك ÙÙŠ سياق عملية استدارة يتوقع أن ينÙّذها القطاع الخاص الروسي Ù†ØÙˆ الشرق والدول القريبة أو Ø§Ù„Ù…ØªØØ§Ù„ÙØ© سياسياً مع موسكو، Ùما هي مجالات التعاون التي يمكن للشركات الروسية أن تستثمرها ÙÙŠ سوريا؟ وما الَّذي يمكن أن يغري المستثمرين الروس للتوجّه Ù†ØÙˆ السوق السورية؟
Ø§Ù„ÙØ±Øµ الاستثماريّة Ø§Ù„Ù…ØªØ§ØØ©
ØªÙØ¶Ù‘Ù„ دمشق ÙÙŠ مقاربتها التأثيرات الاقتصادية Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لة للأزمة ÙÙŠ أوكرانية، التعاطي مع المل٠من زاويتين: الأولى تتعلق بالتأثيرات السلبية التي شملت اقتصاديات جميع دول العالم، بØÙƒÙ… Ù…ÙØ§Ø¹ÙŠÙ„ ظاهرة العولمة التي جعلت الاقتصاديات القطرية خلال العقود الثلاث الأخيرة ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© انكشا٠دائم، وهذا ما تطرَّق إليه معظم المقالات والدراسات الإعلامية خلال Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الماضية، ومن ضمنها مادة نشرت ÙÙŠ "الميادين نت" مؤخراً، ØÙ…لت عنوان "الاقتصاد السوري والأزمة ÙÙŠ أوكرانيا: علة Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙÙŠ ظاهرة "الانكشا٠الخارجي".
أما الزاوية الثانية، Ùهي تذهب Ù†ØÙˆ التأثيرات أو التØÙˆÙ‘لات الإيجابية التي يمكن أن تتسبّب بها تلك الأزمة وتطوراتها على مستقبل العلاقات الاقتصادية القائمة بين دمشق وموسكو، ولا سيما أنَّ الأزمة ÙÙŠ أوكرانيا وما راÙقها من مواق٠وإجراءات غربية ضد روسيا أظهرت "الأهمية الاستراتيجية لقاعدتي ØÙ…يميم وطرطوس العسكريتين، باعتبارهما جزءاً من التوازنات الدولية".
هنا، ØªØ·Ø±Ø Ù…Ø¬Ù…ÙˆØ¹Ø© من السيناريوهات التي تستطيع دمشق وموسكو العمل عليها لتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما. ومن هذه السيناريوهات ما يلي:
- مراجعة عملية استثمار Ù…Ø±ÙØ£ طرطوس، بØÙŠØ« ÙŠÙØ³ØªÙاد من أهميته الاستراتيجية كقاعدة اقتصادية متقدمة لموسكو ÙÙŠ ضوء Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات الغرب تطويق روسيا. ومن بين الأÙكار المهمة التي شجَّعت المسؤولين السوريين على المواÙقة على الطلب الروسي المتعلق باستثمار Ø§Ù„Ù…Ø±ÙØ£ قبل عدة سنوات، هو إمكانية تØÙˆÙ„ هذا المرÙÙ‚ الØÙŠÙˆÙŠ Ø§Ù„Ù…Ù‡Ù… إلى Ù…ØØ·Ø© اقتصادية إقليمية تتولى مثلاً تصدير Ø§Ù„Ù‚Ù…Ø Ø§Ù„Ø±ÙˆØ³ÙŠ إلى دول المنطقة، Ø¥Ø¶Ø§ÙØ©Ù‹ إلى تطوير بنيته Ø§Ù„ØªØØªÙŠØ©ØŒ ليكون قادراً على تلبية الزيادة المتوقعة ÙÙŠ المستوردات العراقية التي تجري عبره، وهو معرو٠منذ سنوات طويلة Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø±ÙØ£ العراقي، نسبةً إلى استØÙˆØ§Ø° المستوردات العراقية على القسم الأكبر من عمله.
- مع تعرّض العديد من المؤسَّسات والشركات الروسية للعقوبات الغربية، ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„ات إخراجها من الأسواق الغربية، من المتوقّع أن تتجه Ù†ØÙˆ أسواق دول ØÙ„ÙŠÙØ© أو صديقة Ù„Ù„Ø¨ØØ« عن ÙØ±Øµ استثمارية بهد٠التعويض عما Ùقدته، ÙˆÙŠÙØªØ±Ø¶ أن تكون سوريا Ø¥ØØ¯Ù‰ الوجهات الاستثمارية الإقليمية المرتقبة، بالنظر إلى ØØ¬Ù… Ø§Ù„ÙØ±Øµ Ø§Ù„Ù…ØªØ§ØØ© Ùيها بعد 12 عاماً من Ø§Ù„ØØ±Ø¨ وتدمير المنشآت والعلاقة السياسية الخاصة التي تربط البلدين، لكن "الكرة" هنا ليست ÙÙŠ ملعب Ø·Ø±Ù ÙˆØ§ØØ¯ØŒ بل تبدو المسؤولية مشتركة بين الطرÙين، ÙØ§Ù„تجاوب الاستثماري الروسي ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى قائمة ÙØ±Øµ مغرية يقدمها الجانب السوري، وإلى توÙير المقومات اللازمة لبيئة أعمال Ù†Ø§Ø¬ØØ©ØŒ علاوةً على Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© خلق شراكات استراتيجية بين المؤسسات الاقتصادية ورجال الأعمال ÙÙŠ كلا البلدين، Ùهناك وجهات استثمارية أخرى إقليمية ستكون مناÙÙØ³Ø©Ù‹ على استقطاب رؤوس الأموال الروسية، مثل الدول التي امتنعت عن التصويت على قرار٠ÙÙŠ الجمعية العامة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© يدين العملية العسكرية الروسية، وتلك التي لم ØªÙØ±Ø¶ أي عقوبات أو قيود على تعاونها الاقتصادي مع روسيا.
- إمكانية أن تشهد بعض المشروعات الاقتصادية الإقليمية المهمة، والتي تشكّل سوريا جوهرها، طريقها إلى التنÙيذ، لكونها تضمن ØØ¶ÙˆØ±Ø§Ù‹ اقتصادياً روسياً أعمق ÙÙŠ المنطقة، وتسهم ÙÙŠ كسر ØÙ„قة العقوبات التي يريد الغرب Ù…ØØ§ØµØ±Ø© موسكو عبرها.
ومن بين تلك المشروعات الربط السككي بين سوريا والعراق وإيران، والذي كانت روسيا قد أبدت استعدادها لعملية تنÙيذه. كما أنَّ المشروعات الروسية ÙÙŠ سوريا، والتي جرى إبرام عقود بشأنها بين مؤسَّسات سورية وشركات روسية، يمكن أن تشهد أيضاً إجراءات عمليّة تدخلها ÙÙŠ خانة التنÙيذ Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ÙŠØŒ وذلك من قبيل البدء بعمليات التنقيب Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ÙŠ عن Ø§Ù„Ù†ÙØ· والغاز ÙÙŠ المياه الإقليمية السورية.
- من الطّبيعي أن تعاود موسكو رسم خريطة جديدة لتجارتها الخارجية، وهو ØØ§Ù„ أيّ دولة تتعرض لعقوبات خارجية، ÙˆÙŠÙØªØ±Ø¶ أن تكون سوريا من الدول التي ستكون ØØ§Ø¶Ø±Ø© على تلك الخارطة لأسباب سياسية متعلّقة Ø¨Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠القائم بين البلدين، وتعرضهما لعقوبات غربية مشتركة واقتصادية، ÙØÙˆØ§Ù‡Ø§ سوق استهلاكية ليست كبيرة وذات قوة شرائية عالية، إلا أنّها تبقى ضمن الأسواق Ø§Ù„Ù…ØªØ§ØØ©ØŒ وخصوصاً أنَّ العقوبات الغربية على روسيا قد تستمرّ طويلاً، وربما تزداد شدتها خلال Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© القادمة، تبعاً لنتائج العملية العسكرية ÙÙŠ أوكرانيا.
خطوات ضرورية
لا شكّ ÙÙŠ أنَّ امتناع ما يقارب 35 دولة عن التصويت على قرار ÙÙŠ الجمعية العامة للأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© يدين العملية الروسية الخاصة ÙÙŠ أوكرانيا، لم يأت٠من خلÙية مواق٠سياسية تتبناها بعض تلك الدول ÙØØ³Ø¨ØŒ إنما هناك أيضاً دول تريد Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على استمرارية علاقاتها الاقتصادية مع موسكو.
تالياً، إنَّ سوريا لن تكون الدولة الوØÙŠØ¯Ø© التي يمكن أن تهتمّ بجذب الاستثمارات الروسية الهاربة من Ø´Ø¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ù‚ÙˆØ¨Ø§Øª الغربية، Ùهناك دول أخرى تبدو، بØÙƒÙ… أوضاعها الاقتصادية واستقرارها السياسي والأمني، أكثر ØØ¸ÙˆØ©Ù‹ باستقطاب الاستثمارات والأموال الروسية، الأمر الذي يضع المؤسّسات الاقتصادية العامة والخاصة ÙÙŠ سوريا أمام ØªØØ¯Ù زمني٠لإنجاز ما يلي:
- ØªØØ¯ÙŠØ¯ Ø§Ù„ÙØ±Øµ الاستثمارية التي يمكن أن ØªØØ¸Ù‰ باهتمام رجال الأعمال والمستثمرين الروس، ووضع دراسات جدوى ØÙ‚يقية لها، ليصار لاØÙ‚اً إلى عرضها على الجانب الروسي والترويج لها.
- دراسة Ø§Ù„ÙØ±Øµ التجارية التي يمكن لسوريا أن تضيÙها إلى مبادلاتها التجارية مع موسكو من ØÙŠØ« الواردات والصادرات، مع اعتماد آلية رقابة وتØÙ‚ّق على الصادرات السورية، منعاً لأية Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ§Øª قد تضر بسمعة المنتجات السورية.
- تشجيع القطاع الخاص السوري على التواصل مع نظيره الروسي، ÙˆØ¨ØØ« سبل زيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، ÙˆØ§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ على مشروعات مشتركة تعود Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ على الجانبيين.
- ضرورة إجراء تقييم موضوعي وجريء لمعوّقات المناخ الاستثماري ÙÙŠ البلاد، والخطوات والإجراءات العاجلة Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶ اتخاذها Ù„ØªØØ³ÙŠÙ† بيئة الأعمال وطمأنة المستثمرين ورجال الأعمال الأجانب. هذا الأمر بات لازماً مع Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« أيضاً عن Ø§Ù†ÙØªØ§Ø اقتصادي عربي على سوريا.