جورج شاهين - الجمهورية
ØµÙ†Ù‘ÙØª Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الدولية التي تواكب الغزو الروسي لأوكرانيا ما يجري ÙÙŠ شرق اوروبا، بأنّه اكبر من أزمة إقليمية وأصغر من ØØ±Ø¨ عالمية ثالثة. Ùقد Ø£ØÙŠØª العمليات العسكرية كثيراً من المخاو٠من Ø§ØØªÙ…ال توسعها، لتشمل بقعاً أخرى ÙÙŠ العالم. بعدما ألقت بتداعياتها على أكبر من Ù…Ø³Ø§ØØ© المواجهة Ø§Ù„ØØ§Ù„ية استناداً إلى التقارير الاستخبارية التي Ø§Ø®ØªÙ„ÙØª ÙÙŠ Ø§Ø³ØªØ´Ø±Ø§Ù ØØ¬Ù… Ø§Ù„Ø·ØØ´Ø© الروسية وشكلها. وعليه، ما هي الدلائل على هذا Ø§Ù„ØªØµÙ†ÙŠÙØŸ
قبل أيام على الرابع والعشرين من شباط الماضي، تاريخ عبور أولى القواÙÙ„ العسكرية الروسية Ù„Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ بين البلدين ÙÙŠ غزوها للأراضي الأوكرانية من جهة جزيرة القرم وجنوب شرق البلاد ÙÙŠ اتجاه مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك العاصيتين على السلطة المركزية ÙÙŠ ÙƒÙŠÙŠÙØŒ كانت كل التقارير الاستخبارية ØªØªØØ¯Ø« عن عمل عسكري روسي من دون Ø£ÙÙ‚ ÙˆØ§Ø¶Ø ÙŠØ¬Ø±ÙŠ الإعداد له. ÙØ§Ù„مناورات التي شهدتها المناطق المتاخمة Ù„Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ الأوكرانية، Ø£ÙˆØØª بكثير مما يدبّر للجارة الكبرى التي Ø§Ù†ØªÙØ¶Øª قبل سنوات قليلة وأشهرت عداءها لموسكو جراء مطالبتها بالانضمام الى الØÙ„٠الاطلسي، أسوة بجاراتها التي خرجت من عباءة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي السابق إلى Ø±ØØ§Ø¨ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأوروبي والØÙ„٠معاً.
وقبل الدخول ÙÙŠ ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ التوقعات التي بÙنيت عليها مجموعة من التقارير الاستخبارية، كش٠خبراء عسكريون وديبلوماسيون، إن ما جرى كان متوقعاً ÙÙŠ جانب منه، مع بعض Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø¢Øª التي لم تكن متوقعة. Ùهي ØªØØ¯Ø«Øª قبل ايام قليلة عن مجموعة من السيناريوهات التي ØªØØ§ÙƒÙŠ Ø£Ø´ÙƒØ§Ù„Ø§Ù‹ عدة من العمليات العسكرية، والتي تضاربت ÙÙŠ جزء منها مع توقعات روسية، Ø±Ø¬Ù‘ØØª بلغة الواثق من ØØ¬Ù… القوة المستخدمة، بأنّ ما ستقوم به موسكو مجرّد «Ø¹Ù…لية خاصة» Ù„Ù„Ø¥Ø·Ø§ØØ© بالرئيس الأوكراني وتركيبته الØÙƒÙˆÙ…ية والعسكرية، بالسرعة التي تستدعيها «Ø¹Ù…لية تأديبية»ØŒ لن تطول وستنتهي ÙÙŠ وقت قياسي.
ÙˆÙÙŠ الوقت الذي ÙƒØ´ÙØª موسكو عن أهداÙها بطريقة Ø£ÙˆØØª بإمكان القيام بعملية عسكرية تشبه التدخّل الروسي قبل ÙØªØ±Ø© قصيرة ÙÙŠ جورجيا، ضمنت بنتيجتها الØÙ…اية للنظام الموالي لها، كانت كل التقارير الغربية الأخرى ØªØªØØ¯Ø« عن عملية معقّدة وصعبة، ولن تتمكن القيادة الروسية من ØØ³Ù…ها بالسرعة المتوقعة، وصولاً الى الاعتقاد بأنّ موسكو جنت على Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ بدخولها المستنقع الاوكراني. ومردّ ذلك، أنّها وقعت ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ® المنصوب لها ÙÙŠ اكثر من معبر إجباري للغزو، لا يمكن تجنّبها إن من جهة جزيرة القرم والمقاطعات الجنوبية والجنوبية الشرقية او لجهة Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ المباشرة بين الدولتين والاراضي البيلاروسية من الجهتين الشرقية والشمالية Ù€ الشرقية.
وعليه، ØªÙˆÙ‚ÙØª المراجع الديبلوماسية والاستخبارية أمام المعطيات التي كش٠عنها «ØªÙ‚رير ميونيخ»ØŒ الذي يخال٠التوقعات الروسية Ø§Ù„Ù…ØªÙØ§Ø¦Ù„Ø© بعملية «Ù…وضعية وسريعة» تنهي النظام المعادي لها، كما بشرّت النخبة العسكرية الروسية. وقالت انّ هذا التقرير، الذي ÙŠÙØ¹Ø¯Ù‘ سنوياً للمؤتمر الدوري الذي Ù†ÙØ´Ø± قبل أيام على بدء الغزو، قد Ø·ÙØ±Ø على المنتدين من Ø£ØµØØ§Ø¨ الاختصاص على مدى يومين ÙÙŠ قاعات المؤتمر الذي عÙقد بين 18 Ùˆ20 شباط الماضي، أشار ØµØ±Ø§ØØ© الى انّه لم ØªØªÙˆØ§ÙØ± أي وسيلة ديبلوماسية او عسكرية لثني الرئيس الروسي عن العملية التي يخطّط لها، بطريقة نعت كل الجهود التي Ø¨ÙØ°Ù„ت لتوÙير إراقة الدماء على الأراضي الأوكرانية، مع الإشارة Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ù‰ التداعيات Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لة لأي عملية عسكرية من النوع التقليدي، إن لجأت موسكو الى ترسانة Ø§Ø³Ù„ØØªÙ‡Ø§ التدميرية البالستية البعيدة المدى، او تلك المباشرة التي يمكن ان تقوم بها Ø£Ø³Ù„ØØ© الجو والبر التي شاركت ÙÙŠ المناورات التي سبقتها.
ÙˆØ§Ù„Ù„Ø§ÙØª انّ «ØªÙ‚رير ميونيخ»ØŒ ØªØØ¯Ø« بدقة متناهية عن المعابر البرية التي ستستخدمها القواÙÙ„ العسكرية الروسية ÙÙŠ غزوها من أي جهة أتت، ÙˆÙÙ‚ ثلاثة سيناريوهات ØªØØ§ÙƒÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ المشتركة لأوكرانيا لجهة جزيرة القرم او الأراضي الروسية كما البيلاروسية، من دون Ø¥ØºÙØ§Ù„ استخدام القيادة الروسية Ø£Ø³Ù„ØØªÙ‡Ø§ الصاروخية ÙˆØ³Ù„Ø§Ø Ø¬Ùˆ من مختل٠القواعد البرية ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠØ©ØŒ خصوصاً تلك المنتشرة ÙÙŠ Ø¨ØØ±ÙŠ Ø¢Ø²ÙˆÙ ÙˆØ§Ù„Ø£Ø³ÙˆØ¯ØŒ والتي ستتركّز عملياتها ÙÙŠ الأيام الاولى Ù„Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ تدمير القواعد العسكرية والمطارات الاوكرانية المنتشرة ÙÙŠ جنوب البلاد وشرقها ÙÙŠ المرØÙ„Ø© الاولى، قبل الوصول الى مرØÙ„Ø© Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الشاملة على الاراضي الاوكرانية.
وعند هذه المعطيات التي كانت Ù…ØªÙˆØ§ÙØ±Ø© قبل بدء الغزو، ØªÙˆÙ‚ÙØª المراجع الديبلوماسية والاستخبارية أمام تقديرها لساعة الذروة ÙÙŠ العمليات العسكرية وما يمكن ان تØÙ‚ّقه العملية الروسية. ولذلك، Ùقد توصلت الى قراءة موضوعية اشارت Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ù‰ أنّ ما أرادت موسكو تØÙ‚يقه ÙÙŠ الأيام الأولى للضربة العسكرية لم يتØÙ‚Ù‚ بنسبة كبيرة، بدليل تراجع القيادة الروسية عن شروطها الاولى التي قالت بتنØÙ‘ÙŠ الرئيس الأوكراني وإعلان الاستسلام، مع الاستعداد للتجاوب مع القيادة العسكرية الاوكرانية إن خرجت عن إرادة الرئيس، وهو ما لم ØªÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ تØÙ‚يقه على الرغم من العروض المغرية التي تلقّاها قادة الجيش الكبار.
ÙˆÙÙŠ انتظار ما ستØÙ…له الأيام المقبلة من تطورات، Ùقد بات ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ انّ الدعم الذي لقيه الجيش الأوكراني غيّر من مجرى العمليات العسكرية، وهو ما كش٠عنه ديبلوماسيون اوروبيون ÙÙŠ بيروت، جالوا على القيادات اللبنانية ووزارة الخارجية Ù„ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù. Ùهم عبّروا بكثير من Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¹Ù† المخاو٠التي تعتري اكثر من دولة جارة لاوكرانيا، Ø¨Ø§ØØªÙ…ال ان تكون الهد٠المقبل بعد سقوطها. ولذلك Ù„ÙØªÙˆØ§ إلى ØØ¬Ù… المساعدات العسكرية النوعية والمتطورة التي قدّمتها للجيش الأوكراني، ÙÙŠ موازاة الدعم الديبلوماسي وما قادت إليه العقوبات الهائلة التي ÙÙØ±Ø¶Øª على روسيا، وخصوصاً المالية منها والتجارية والاقتصادية، التي شملت كيانات ومؤسسات وشخصيات من النخبة المالية القريبة من الرئيس Ùلاديمير بوتين، من أجل لجم Ø·Ù…ÙˆØØ§ØªÙ‡Ø§ ÙÙŠ المنطقة وإنهاء أي Ùكرة يمكن ان تراودها إن نوت تجاوز الاراضي الاوكرانية الى جاراتها، بعد ان تكون قد سيطرت على اوكرانيا ÙˆØ£ØØ¯Ø«Øª انقلاباً كبيراً كانت تريده ÙÙŠ الØÙƒÙ…ØŒ وهو ما لم يتØÙ‚Ù‚ بعد مرور اكثر من 23 يوماً على سير المعارك Ùيها.
عند هذه المؤشرات توصلت المراجع الديبلوماسية والاستخبارية الى قراءة التداعيات الدولية التي عكستها العملية العسكرية. Ùقرأت شمولها العالم أجمع، الى درجة «Ø£ÙŠÙ‚ظت العالم الذي لا ينام». ولذلك Ùقد ثبت من انّها تجاوزت اعتبارها «ØØ±Ø¨Ø§Ù‹ اقليمية»ØŒ ولم ترق بعد إلى «ØØ±Ø¨ عالمية ثالثة». وهو ما لن ÙŠÙØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„ÙˆØµÙˆÙ„ إليها، أياً كانت Ø§Ù„ÙƒÙ„ÙØ© المقدّرة ان ØªØ¯ÙØ¹Ù‡Ø§ أوكرانيا Ù„ÙˆØØ¯Ù‡Ø§. ÙØ§Ù„دول الداعمة لها لم تتورط ØØªÙ‰ اليوم بأي عمل عسكري مباشر، يعطي الذريعة للقيادة الروسية لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية، وإعادة النظر التي لا بدّ منها، Ø¨Ù„Ø§Ø¦ØØ© الأهدا٠الكبرى Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لة التي يمكن ان تطال دولاً اخرى من جاراتها.