مارينا عندس - خاص الأفضل نيوز
في الفترة الماضية، تزامنًا مع الأزمة المالية التي لا زالت تعصف بالبلاد، انقسمت الطبقات الثلاث (الفقيرة والمتوسطة والغنية) في لبنان، إلى طبقتين أساسيتين وهما الطبقة الفقيرة وهي الشريحة الأكبر من النّاس، والطّبقة الغنيّة مثل الرأسماليين والتجار وأصحاب النفوذ والسّلطة.
ولا شكّ أنّ الطبقة الفقيرة تعاني من حرمانٍ لم تكن تعيشه من قبل، من أبسط إلى أكبر الأمور.
وبات همّ العائلة اللبنانية اليوم، تيسير أمورها وتأمين المأكل والدواء لمنزلها.
ومع ارتفاع سعر صرف الدّولار مقابل انهيار الّليرة اللبنانية، كم أصبحت رواتب اللبنانيين اليوم بعد أن كانت تُحتسب بالعملة الوطنية؟ وهل تكاليف العائلة الواحدة تكفي للشهر الواحد؟ وما هو الحدّ الأدنى المطلوب للأجور؟
في حديثه لموقع "الأفضل نيوز"، يؤكّد أحد موظفي القطاع العام الياس السيّد أنّ وضعهم ليس بأفضل حاله. وبعد أن كان يتقاضى راتبًا يقارب الـ40 دولار أميركي شهريًا مع بداية الأزمة، أصبح اليوم يتقاضى تقريبًا الـ200 دولار.
ويفيد بأنّ عائلته المؤلفة من 4 أفراد لا تعيش عيشةً كريمةً، مُتحسرًا على راتبه الذي كان يصل إلى الـ1500 دولار أميركي تقريبًا، أي المليون والنصف.
جورجينا، زوجته، معلّمة رياضيات في مدرسة خاصّة، تفيدنا بأنّها تتقاضى اليوم 450 دولار بعد أن كان راتبها يتخطّى المليوني ليرة. وتؤكد أنّ القطاع التربوي إذا بقي على هذا الحال، سيتدهور أكثر وأكثر، وسنتدهور معه.
وقالت: المسألة ليست فقط في تدنّي أجورنا، بل أيضًا في عدم احتساب المواصلات كالسابق، مشيرةً إلى أنّها تدفع بحدود الـ150 دولار أميركي شهريًا على سيارتها، البنزين والصيانة، وهذه الفاتورة تُحتسب من ضمن راتبها.
عائلة السّيد ليست العائلة الوحيدة التي تعيش في مثل هذه الظروف الصعبة، ولا الأخيرة، بل هي تمثّل عددًا كبيرًا من اللبنانيين الذين يصارعون ليلًا نهارًا لتأمين لقمة عيشهم.
الحدّ الأدنى المطلوب للأجور.. بالأرقام
إذا تكلّمنا من الناحية المادّية، ما قبل عام 2019 ليس كما بعده.
فصحيح أنّ اليوم، بتنا نلمس تحسُّنًا في بعض الرواتب في بعض المجالات، إلّا أنّ الرّواتب لا تزال غير عادلة ومُنصفة. فبعد أن كان الحدّ الأدنى للأجور يساوي تقريبًا الـ600 دولار، بات اليوم الحدّ الأعلى للأجور 600 دولار للأسف.
وبحسب ما أفاده الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدّين، تقلّصت الطبقات الاجتماعية في لبنان إلى اثنين، 1% طبقة من الأسياد و99% طبقة من العبيد، مشيرًا إلى أنّ عدد المهاجرين في السنة الماضية بلغ 181 ألفًا 70% منهم من فئة الشباب.
وأكّد أنّ الأسرة اللبنانية من 4 أفراد تحتاج شهريًا لتسدّ حاجياتها الأساسية إلى 52 مليون ليرة أي ما يوازي 580 دولار أميركي، واعتبر أنّ الحدّ الأدنى للأجور سابقًا كان يسجّل 675 ألف ليرة لبنانية، وعليها أن تتعدّل اليوم لتصبح 580 دولار أميركي. وذلك إذا احتسبنا الإيجار (150 دولار الحدّ الأدنى)، الكهرباء (200 كيلوواط وتكون الفاتورة بحدّها الأدنى 4 ملايين و50 ألف ليرة لبنانية)، من دون اشتراك المولّد، فاتورة اشتراك مياه الدولة 1.1 مليون ليرة لبنانية، 950 ألف ليرة لبنانية مياه للشرب، 800 ألف ليرة فاتورة الاتصالات، 240 دولار أميركي للسلة الغذاية، 3.5 ملايين ليرة لبنانية للبنزين، 25 دولار شهريًا للّباس وقص الشعر و10 دولارات سعر دواء واحد من دون احتساب فاتورة الطبيب.
ويكون التعليم في هذه الحالة رسميًا وليس خاصًا.
لذلك، يمثّل تصحيح الأجور بالحدّ الأقصى 40% ممّا كان عليه قبل الأزمة، بحسب شمس الدّين.