محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
في الوقت الذي تشتدّ فيه وطأة المعارك من رفح إلى جنوب لبنان، يستمر التواصل الأميركي – الإيراني، حيث بدا لافتاً حديث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن أن ظروف وقف الحرب في المنطقة مهيأة بحال احترمت الدول الغربية وعودها، فماذا عن جديد الجبهة اللبنانية؟.
هناك وجهة نظر تقول أن الجبهة اللبنانية باتت منفصلة عن جبهة غزة وبالتالي لن تنعكس أي هدنة متوقعة هناك على الحرب هنا، ولكن بحسب مصادر سياسية متابعة فإنه ورغم وجود هذا الاحتمال وأخذه بعين الاعتبار من قبل المقاومة، إلا أن الإشارات الواردة من أميركا تقول بأن الهدنة ستنعكس على لبنان أيضاً، كاشفة عن وجود معطيات تُشير إلى أن المبعوث الأميركي آموس هوكستين ينتظر الهدنة في غزة للسفر إلى بيروت واستكمال مساعيه بين بيروت وتل أبيب.
ترى هذه المصادر أن الأميركيين الذين وقفوا بوجه إسرائيل لمنعها من محاولة توسيع الحرب، لن يقبلوا بأن تشتعل المنطقة مجدداً في لبنان بحال توقفت الحرب في غزة، لذلك سيعمدون إلى إطلاق مساعيهم السياسية فور توقف إطلاق النار، وفي هذا السياق تأتي أيضاً المساعي الفرنسية التي تشارك بتعبئة الوقت الضائع.
كذلك تكشف المصادر أن الإيرانيين خلال تواصلهم مع الأميركيين كانوا حريصين على التوصل إلى الهدنة حتى أنهم ساهموا بالتواصل مع حركة حماس بقبول الحركة اقتراح الهدنة مؤخراً، مشيرة إلى أن الإيرانيين أبلغوا الأميركيين أيضًا ضرورة وقف الحرب في لبنان فور توقفها في غزة، وضرورة ممارسة الضغط على الاسرائيليين للتوقف، كاشفة أن الإيرانيين ربطوا هذه المرة وقف العمل العسكري على جبهات المساندة بتوقف الحرب في غزة ولبنان، وذلك بعد شعورهم بأن التوجه الإسرائيليّ قد يكون للتصعيد مع لبنان بعد الانتهاء من غزة.
إذا ربط الإيرانيون وقف العمل العسكري في المنطقة بوقف الحرب على لبنان أيضاً، وهذا تطور من شأنه أن يزيد الضغط الأميركي والدولي على إسرائيل، ولكن بحسب المصادر فإن كل هذا يبقى في إطار عرض الوقائع أمام ساعة الحقيقة فإنها تتطلب أولاً وقف الحرب في غزة والقبول الإسرائيليّ بالهدنة ومن ثم مراقبة تصرفات نتانياهو في لبنان، إذ لا تستبعد المصادر بشكل كامل سيناريو التصعيد في لبنان بعد غزة لمحاولة إسرائيل الضغط على لبنان من أجل القبول بالعروض التي تُطرح عليه.
وفي سياق هذه العروض يبدو لافتاً أن كل العروض تحاكي المصلحة الإسرائيلية أولاً، لذلك تكشف المصادر أن الثنائي الشيعي كان واضحاً في الأيام الماضية بأنه على استعداد لمناقشة أي طرح بشرط أساسي وهو أن يحاكي المصلحة اللبنانية أولاً، ولا يكون لتأمين الأمن لإسرائيل فقط، بمعنى أن المقاومة لن تقبل على سبيل المثال بأن تفاوض وبنفس الوقت تمارس إسرائيل شتى أنواع الضغوط العسكرية على لبنان من خلال الخروقات البرية والجوية والبحرية.
تختم المصادر بالتأكيد على أن الصورة بما يخص لبنان لا تزال غير واضحة، مشددة على أن بداية كل شيء تكون من التوافق على الهدنة، وقبل ذلك فلا شيء محسوم على الإطلاق.