د. زكرياء حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
من طوفان الأقصى إلى منطقة غرب آسيا تحولت عملية الأسرى الذين اخذتهم حركة حماس والفصائل الفلسطينية إلى حدث جيوسياسي كبير جداً وله أبعاد جيو اقتصادية وعسكرية هائلة، كما له تأثيرات استراتيجية على سياسات دول كبيرة ومهمة في العالم.
بدايةً مع المَشاهِد التي يعرضها الإعلام الحربي لعمليات حزب الله في جنوب لبنان بالإضافة إلى ما نشاهده حديثاً لعمليات أنصار الله في اليمن.
عرض العمليات في جنوب لبنان وفي اليمن يشير إلى امتلاك فصائل محور المقاومة في جبهات الإسناد ما يهدد الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني على مستوى استراتيجياتهما في المنطقة لعشرات السنوات المقبلة.
ما يحصل فعلياً هو استعراض ميداني للقوة العسكرية الأولية التي تتمتع بها جبهات لبنان واليمن، مما يشير إلى أن أي معركة مقبلة قد تؤدي فعلياً إلى تحولات هائلة في المنطقة .
لقد تحولت جبهات لبنان واليمن إلى عرض عسكري لتقنيات حديثة تستطيع أن تردع قدرات الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني في أي حرب مقبلة، ولا أحد يمكن له أن ينكر بأن القدرات العسكرية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية متقدمة وكبيرة بالإضافة إلى تمتعها بالإجرام الذي شاهدناه في العديد من الدول، ولكن في المقابل تمتلك فصائل محور المقاومة قدرات مهمة على مستوى المواجهة من جهة، وعلى مستوى الإصرار على تحقيق النصر من جهة أخرى، لذلك لا يمكن لأحد أن يقدم القوة العسكرية التي تمتلكها اليوم الولايات المتحدة الأمريكية على قدرات محور المقاومة، لأن التكتيكات المتبعة بحسب ما تشير المعركة في جنوب لبنان والبحر الأحمر هي تكتيكات مواجهة استطاعت أن تردع الأميركي والإسرائيلي خلال المعركة الحالية انطلاقاً من جبهات الإسناد، فكيف إذا ما تحولت هذه الجبهات إلى حالة الحرب المفتوحة والتي قد تؤدي إلى تبدلات في جبهات لبنان واليمن على المستوى النوعي والكمي.
اليوم، ما زالت جبهات الإسناد تعمل في إطار الدعم والإسناد من أجل إنهاء الصراع في قطاع غزة والوصول إلى وقف إطلاق النار، وما زالت الوفود تأتي من هنا وهناك من أجل عدم جر المنطقة إلى الحرب، ولكن إذا ما رأينا أن المنطقة ذهبت تجاه الحل فعلى الجميع أن يتأكد بأن جبهات الإسناد ستتحول إلى جبهات قتال شرس وعنيف وغير محدود انطلاقاً مما قاله سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بأن المعركة ستكون دون أسقف.