ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
على وقع التهديدات الإسرائيلية المتزايدة، مع إدخال تل أبيب، بيروت على خط الابتزاز الإسرائيلي للإدارة الأميركية، من جهة، و"شبك" لبنان الرسمي على خط معالجة تداعيات كلام أمين عام حزب الله وسقفه العالي تجاه قبرص، مع ما استدعاه ذلك من توسيع "لبيكار" الردود الدولية، بعدما أحس الجميع "بالسخن"، تستمر الاستعدادات العسكرية على طرفي الحدود الجنوبية، في انتظار ساعة "التخلي".
مصادر مطلعة كشفت عن أن "أمر العمليات" الإسرائيلي، يتحدث عن مرحلتين للحرب مع لبنان، تبدأ الأولى فور إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "انتصارا جزئيا" في رفح، يوقف على أساسه الأعمال العسكرية في القطاع، بعدما مهد "الجيش الإسرائيلي" لتلك الخطوة "بالهدنة" المؤقتة التي أعلنها لساعات يوميا.
وفي التفاصيل، وفقا للمصادر فإن المرحلة الأولى تقوم على عمليات قصف جوي وبحري وبري عنيف، تستهدف المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، على أن ترافقها حركة نزوح وإخلاء،اضافة إلى بعض النقاط الحساسة والاستراتيجية بالنسبة لحزب الله، مدتها سبعة أيام، يفتح معها باب التفاوض، على أمل أن يتجاوب حزب الله مع المساعي الدبلوماسية، ويوافق على التراجع بين ثمانية إلى عشرة كيلومترات إلى شمال الليطاني، على أن يضمن ذلك صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي، متمم للقرار 1701، يتزامن مع التمديد لقوات الطوارئ الدولية.
أما في حال فشل المساعي الدبلوماسية، فإن إسرائيل، وبدعم غربي وأميركي ستسعى إلى توسيع هجومها، ومحاولة التوغل داخل الأراضي اللبنانية إلى حدود نهر الليطاني، عبر إحداث خروقات من أكثر من محور، سبق أن تم استطلاعها خلال عمليات تسلل نفذتها قوات خاصة، تلتقي خلالها المجموعات المتقدمة في البر، مع وحدات سيتم إبرازها على الشاطئ في أكثر من نقطة، تنطلق من قبرص باتجاه لبنان.
وتابعت المصادر، أن تقاطع تلك المعلومات لدى الحزب من أكثر من جهة، دفع بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله برفع السقف في الموضوع القبرصي، في مسعى استباقي لإحباط المخطط الإسرائيلي، خصوصا إن الفرقة 82 في الجيش الإسرائيلي ووحدة "شييطت" البحرية قد أنجزت تدريباتها على هذه الخطة. للتذكير فإن الصور التي تم التقاطها في عملية "هدهد" تقصدت إظهار مبنى قيادة تلك الوحدة داخل القاعدة البحرية العسكرية في ميناء حيفا.
أوساط دبلوماسية رأت أن تل أبيب تعيش أزمة داخلية غير مسبوقة، يضاف إليها ضغط أميركي كبير، وصل حدود "التحدي" بين نتنياهو وبايدن، حيث اتخذ الصراع طابعا شخصيا، عبر عنه ذهاب رئيس الوزراء إلى حد حل "مجلس الحرب"، منشئا على أنقاضه "هيئة وزاريّة أمنيّة مصغّرة" ضم إليها وزير اليمين المتطرف، ايتيمار بن غفير، رغم رسائل الاعتراض الأميركية، التي وصلت إليه عبر أكثر من مسؤول.
وكشفت المصادر، أن نتنياهو يمارس سياسة الابتزاز مع الإدارة الأميركية، حيث يحتاج إلى السلاح لإكمال حربه، خصوصا في حال قرر فعليا تنفيذ مخططه على الجبهة الشمالية، وهو أمر لا زال موضع أخذ ورد القيادة العسكرية في البنتاغون، التي طالبت بمراجعة الخطط المتعلقة بلبنان، وسط حذرها من محاولات توريطها في مواجهة، عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية.
عليه، تختم المصادر بأن الإدارة الديمقراطية قد لا يكون أمامها من مفر، من دخول المعركة، وهو ما ألمح إليه الوسيط هوكشتاين، مشيرا إلى أن حزب الله تخطى الخطوط الحمر، ما يجعل من المستحيل لأي تسوية في المنطقة من أن تمر دون مواجهة على الحدود اللبنانية، يؤمل أن تبقى ضمن حدودها المرسومة، لا أن تتخطاها إلى أبعد من ذلك، كما حصل عام ١٩٨٢.
فهل تندلع المواجهة، التي تريدها إسرائيل، أم يستمر الاستنزاف، وهو الخطة المثلى للحزب؟