كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
كان الموفد الأميركي توم براك، ينتظر ردَّ لبنان على بنود ورقته التي سلَّمها للمسؤولين فيه، وتتعلق بثلاثة مواضيع هي: سلاح "حزب الله"، الإصلاحات، والعلاقة اللبنانية - السورية، فتسلم الرَّد في زيارته أمس الاثنين، وأثنى على دور الرؤساء الثلاثة جوزاف عون نبيه بري ونواف سلام، وأطلق توصيفات عليهم تتسم بالإيجابية، لا صيام الرئيس بري الذي وصفه بـ"محترف السياسة"، ولم يهاجم "حزب الله" واعتبره فريقًا لبنانيًّا أساسيًّا، لكنه مسلَّح، وعليه أن يتخلَّى عنه.
وأكد براك بأن أميركا وفرنسا لا تطلبان حل "حزب الله"، وهذا إغراء وتراجع من الموفد الأميركي تجاه الحزب، الذي كان يطلب أن لا يكون موجودًا في لبنان، ورفع شعار "العصا والجزرة" تجاهه، وهذا ما يمارسه إلى أن يخضع "حزب الله" لشروط ورقته التي اعتبرها استسلامية، ونجح مع الرئيس بري الذي فوضه التكلُّم باسمه بعد التشاور والتفاهم، في أن يأتي الرَّد عقلانيًّا وموضوعيًّا وضمن الثوابت اللبنانية، بجهه تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، والقرار 1701، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية بإلزام العدو الإسرائيليِّ عبر لجنة الإشراف على تطبيق قرار وقف إطلاق النار، وإعادة الأسرى، وتنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية التي وعد بها لبنان، وإجراء محادثات لبنانية - سورية حول الحدود والانتهاكات عليها من البلدين.
هذا الرَّدّ اللبناني، نظر إليه الموفد الأميركي بإيجابية، وترك موضوع سلاح "حزب الله" للبنان أن يحلَّه بوسائله دون مهلة زمنية، وهذا تطوُّر إيجابيٌّ للموقف الأميركي، وهذا كان رأي الرئيس بري به، وكذلك الرئيسين عون وسلام، كما أن "حزب الله" تعاطى مع الرَّد اللبناني بإيجابية، وهو شريك فيه من خلال ما قدمه من أفكار، بحيث جاء مطابقًا لما كان يعلنه الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم.
ولم يوجِّه براك أيَّ موقف سلبيٍّ تجاه لبنان والرَّد على ورقته، لا بل أعلن أنه أخذ بعين الاعتبار كل هواجس اللبنانيين ومطالب "حزب الله"، وبأنَّه راضٍ عن الرَّد اللبنانيِّ، فكانت هذه الجزرة للبنان، ولكنه منح العدو الإسرائيلي العصا، ولم يكد ينهي لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، حتى كان جيش الاحتلال الإسرائيليِّ ينفِّذ غارة على سيارة ودراجة فيسقط شهداء وجرحى، وهذا يكشف بأنَّ براك يمارس سياسة الوجهين واللسانين، وكان عليه أن يبلِّغ إدارته، لا سيما الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان يلتقي رئيس حكومة العدو الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أن يوقف الاعتداءات على لبنان، لكنه لم يفعل، وهذا ما يطرح السُّؤال حول الرَّد الأميركي على الورقة اللبنانية، وإن كان براك رمى كرة سلاح "حزب الله" في الملعب اللبناني، لكنه حمل الإسرائيليّ عصا يستمر بها في ضرب لبنان، وهذه هي خلاصة زيارة براك إلى لبنان، وفق مصادر سياسية متابعة لها، إذ هو أرسل من خلالها، رسائل أن يسلك لبنان طريق سوريا برئاسة أحمد الشرع نحو السلام، وأن لا يتأخر عن مواكبة التحرُّك والتغيير في المنطقة، وإلَّا سيكون مهملًا من قبل الدول، وسيبقى يتخبَّط في الحرب الإسرائيلية عليه دون رادع.