حمل التطبيق

      اخر الاخبار  إعلام إسرائيلي: السفير الأميركي بإسرائيل يرافق نتنياهو إلى واشنطن على متن الطائرة في إجراء غير اعتيادي   /   باريس: قلقون بعد فقدان أثر سائح فرنسي شاب في إيران   /   ‏نتنياهو: المفاوضون لديهم تعليمات واضحة بإنجاز اتفاق غزة وفق شروطنا   /   نتنياهو: اللقاء مع ترامب قد يساعد بالتوصل لاتفاق غزة   /   سلام ومراد يطلقان مشروع المجمع الإسلامي في البقاع: خطوة نحو الوحدة الوطنية والاعتدال   /   سلام: مبروك لنا جميعا هذا الصرح الجديد وأشكر أخي حسن مراد على هذه الدعوة   /   سلام: نريد علاقة على أسس صحية وصحيحة مع سوريا   /   سلام: الاستقرار في البلاد يتطلب شبكات أمان إجتماعية متكاملة للمواطنين وإنماء متوازن على مستوى الوطن   /   سلام: لا استقرار في البلاد من دون انسحاب إسرائيل الكامل ووقف الأعمال العدائية   /   سلام: هذه الورشة الإصلاحية لا تكفي لإطلاق عجلة الاقتصاد من دون استقرار في البلاد   /   سلام: حكومتنا عملت على تعزيز استقلالية القضاء   /   سلام: تعمل حكومتنا على تنفيذ خطوات واضحة لقيام الدولة   /   سلام: أهل السنة في لبنان هم في طليعة المتمسكين بخيار الدولة   /   سلام: وضع حجر الأساس لهذا الصرح الإسلامي يشكل رسالة بالغة الأهمية في هذه المرحلة   /   سلام: الدولة ليست سلطة فقط بل عقد اجتماعي بينها وبين المواطنين   /   سلام: البقاع لا يطلب صدقة بل يطالب بحقه في التنمية فهو يمتلك كل مقومات النجاح من موقع استراتيجي وموارد غنية وكفاءات بشرية   /   سلام: لا يزال البقاع رغم غناه يعاني الفقر في خدماته بعد سنواتٍ من الإهمال والتقصير   /   رئيس الحكومة نواف سلام: يشرفني أن أكون بينكم في هذه المناسبة الطيبة فالبقاع ظلّ رغم كل التحديات نموذجًا للعيش المشترك والتنوع   /   رئيس الحكومة نواف سلام: يشرفني أن أكون بينكم في هذه المناسبة الطيبة فالبقاع ظلّ رغم كل التحديات نموذجًا للعيش المشترك والتنوع   /   المفتي دريان: بوحدتنا ننتصر على العدو الصهيوني   /   المفتي دريان: لبنان عربي الهوية والانتماء ولا خلاص لنا كلبنانيين إلا بوحدتنا الوطنية   /   المفتي دريان: وزير خارجية سوريا سيزور رئيس الحكومة نواف سلام قريبا لبحث العلاقات بين البلدين   /   المفتي دريان: نريد أطيب العلاقات مع سوريا وهذه العلاقات تبنى بين دولة ودولة   /   المفتي دريان: ذهبنا إلى دمشق لأنها بوابة العبور إلى عمقنا العربي   /   المفتي دريان: نأمل بأن يتم الإسراع بهذا المشروع الرائد ليكون منارة من منارات أهل السنة في البقاع   /   

نصيحة أمنية لدياب وفهمي بتوخّي الحيطة والحذر

تلقى أبرز الأخبار عبر :


عماد مرمل 

الكل في لبنان يعرفون ويعترفون بأنّ المهلة الفاصلة عن الانهيار الشامل تتضاءل بسرعة كمياه تتسرّب من برميل مثقوب، والكل ينادون ويطالبون بالإصلاحات والمعالجات قبل فوات الأوان، لكن الدولار يهزأ منهم والأزمة تتفرّج عليهم، وسط مخاوف من تطورات واحداث طارئة تختصر المسافة نحو.. الأسوأ.

ليس معلوماً بعد كيف سينتهي السباق بين محاولات احتواء الازمة الاقتصادية ومخاطر الانفجار الاجتماعي الكبير، الذي تتراكم عوامله ومسبباته لحظة بعد أخرى.

وكل يوم يمرّ من دون أن يحدث هذا الانفجار، هو في حقيقة الأمر مكسب للحكم عموماً وللحكومة الحالية خصوصاً، كونه يطيل أمد بقائها في السلطة ويمنحها فرصة اضافية من أجل منع وقوع المحظور او تأجيله. لكن الغريب أنّ «Ø§Ù„لعب» مع الوقت مستمر، والعبث مع «Ø§Ù„أفاعي» متواصل، في دلالة على احد احتمالين، فإما انّ هناك عجزاً رسمياً في مواجهة الأزمة الى حد الشلل والإخفاق في وقف الانهيار، واما انّ هناك نوعاً من سوء التقدير، الذي لا يرتقي الى مستوى المخاطر المداهمة ومتطلبات التصدّي لها.

وبمعزل عن اسباب المراوحة في مقابل مروحة من الازمات، فإنّ الخشية هي من أن تفلت الأمور في اي لحظة من السيطرة، التي هي رخوة وهشة اصلاً، ذلك انّ الضغط المستمر على كل الصعد سيولّد الانفجار في نهاية المطاف، لاسيما انّ كل صواعقه جاهزة.

وفي حين شكّلت الزيادة على كلفة استخدام «Ø§Ù„واتساب» شرارة انتفاضة 17 تشرين الأول، فإنّ الشرارة المقبلة قد تخرج في اي وقت من قلب معدة خاوية أنهكها وجع الفقر والجوع.

والاكيد، انّ العلاج التقليدي لا ينفع إزاء حروق مالية واقتصادية من الدرجة الأولى، وبالتالي فإنّ لجم الانحدار نحو قعر الهاوية بات يتطلب من الحكومة الخروج من المنطقة الرمادية التي تستنزفها، وصولاً الى اتخاذ قرارات شجاعة وإحداث صدمة حقيقية، تصنع فارقاً في يوميات المواطن اللبناني، بعيداً من «Ø³ÙŠØ±Ùƒ» الأرقام المتنقل بين المقرّات والمؤسسات.

ولعلّ اخطر ما في الواقع الراهن، هو أنّ لبنان يبدو مكشوفاً ومنكشفاً على كل أنواع التهديدات، إذ انّ الضائقة المعيشية وما تسبّبه من فقر مدقع، انما تشكّل بيئة مناسبة لتنفيذ أي أجندة مشبوهة.

واذا كان لبنان قد نجا حتى الآن من الفوضى الشاملة والفتنة المتنقلة بين المناطق، سواء في 6 و 11 حزيران او في غيرهما من المحطات السابقة واللاحقة، فليس كل مرّة يمكن ان تسلم الجرّة، ما دامت مظلاّت الحماية الاقتصادية والسياسية مثقوبة، وبالتالي فإنّ ثقاباً واحداً في الهشيم اليابس قد يهدّد في اي لحظة بإشعال حريق كبير.

ولأنّ الساحة الداخلية هشّة ومتصدّعة الى هذا الحدّ، كان يكفي ان يتهيأ لمواطن في البقاع، انّه سمع صوت انفجار بالترافق مع مرور موكب الرئيس سعد الحريري ولو بعيداً من مكان الحادث المفترض، حتى يروّج البعض لفرضية محاولة الاغتيال، مع ما يعنيه ذلك من استدعاء جديد لأشباح الفتنة، التي لا تزال تعمل بدوام كامل ولم تتأثر بموجة البطالة.

وإذا كان الصاروخ الافتراضي، الذي واكب زيارة الحريري الى البقاع بقي موضع اخذ ورد، فإنّ ما يبدو اكيداً، بناء على معلومات مصادر واسعة الاطلاع، هو أنّ كلاً من رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الداخلية محمد فهمي تلقيا اخيراً نصيحة من احد الأجهزة الامنية بضرورة توخّي الحيطة والحذر في تنقلاتهما وفي المسالك التي يعتمدانها، من باب زيادة منسوب الاحتياطات الامنية والتدابير الاحترازية في هذه المرحلة الحساسة.

َولا تخفي المصادر قلقها من إمكان وجود مخططات لاستهداف السلم الاهلي المرهف والاستقرار الرخو الذي لا يتحمّل اي نوع من العبث، مشيرة الى انّ الأجهزة المختصة في أعلى جهوزية لإحباط كل مخطّط مشبوه، «Ù„كن هذا لا يعوّض عن غياب مظلّة الأمان السياسية التي يصنعها فقط التوافق الوطني، ومن شأنها اذا توافرت ان تخفف من وطأة الحمولة الزائدة الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية والقوى الامنية».

وضمن هذا الإطار، بات واضحاً أنّ هشاشة الأمن الاجتماعي والسياسي تلقي مزيداً من الأعباء على القوى العسكرية والامنية، التي تضطر الى ملء الفجوات، الآخذة في الاتساع، بالحضور الميداني الذي يضعها على تماس مباشر مع غضب الناس ومن يتلطون خلفه.

كذلك، فإنّ انهيار المناعة الداخلية، على وقع الفشل في ضبط إيقاع الانهيار، ربما يزيد احتمالات الحرب، خصوصاً انّه قد يتهيأ للكيان الاسرائيلي، انّ الفرصة سانحة لاستثمار تعب المجتمع اللبناني المنهك، وضمنه البيئة الحاضنة للمقاومة، من أجل تعويم الرهان على تحريض أوسع شريحة ممكنة ضد «Ø­Ø²Ø¨ الله»ØŒ تمهيداً للانقضاض العسكري عليه، وسط تخلٍ عربي ودولي شبه كامل عن لبنان، علماً انّ الحزب مستعد جيداً لمثل هذا السيناريو، ويعتبر انّ توازن الردع هو العامل الوحيد الذي قد يمنع او يؤخّر الحرب، مهما لجأت تل أبيب الى التهويل بها، من حين الى آخر.

ولعلّ القرار الاسرائيلي بمباشرة التنقيب عن النفط والغاز في بقعة ملاصقة للبلوك رقم 9، في هذا التوقيت تحديداً، انما هو مؤشر الى محاولة تل أبيب الاستفادة من مرحلة انعدام الوزن التي يمرّ فيها لبنان لخرق قواعد الاشتباك البحرية، والسعي الى قضم حقوقه النفطية والغازية، وسط استمرار الخلاف على ترسيم الحدود.