حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ‏الخارجية الإيرانية: على مجلس الأمن أن يُنهي تقاعسه تجاه جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب اليمني   /   وصول الموفد الرئاسي ‎الأميركي توم براك الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري   /   الحدث: لا نتائج حتى الآن حول الحوار المتعلق بوقف النار بين حماس وإسرائيل   /   براك: الرد اللبناني يقترب كثيرا مما تطمح إليه واشنط   /   يسرائيل هيوم عن مسؤولين: الموضوع الرئيسي بين نتنياهو وترامب صياغة إجراءات بشأن ‎إيران والسلام مع ‎سوريا ليس مدرجا   /   ‏براك: الحوار بدأ بين سوريا وإسرائيل وهناك حاجة لتحول جذري من جانب لبنان   /   براك: الفرصة متاحة الآن أمام اللبنانيين كي يجعلوا بلدهم لؤلؤة الشرق مرة أخرى   /   ‏براك: التعديلات اللبنانية على الورقة الأميركية مؤلفة من 7 صفحات لكنني لم أطلع عليها بشكل كامل   /   براك: نريد وقف الأعمال العدائية على الحدود السورية الإسرائيلية   /   ‏برّاك: لا يمكن للبنان التخلف عن ركب التغيير   /   ‏براك: إسرائيل لا تريد احتلال لبنان ولا تسعى للحرب معه   /   براك: حزب الله مشكلة لبنانية ولا حل لها من الخارج   /   براك: الرد اللبناني تضمن 15 نقطة وكان مسؤولا   /   ‏براك: ليس على لبنان الالتزام بأي جدول زمني خصوصاً أنه يريد صيغة حول ما يريد تحقيقه ونحن هنا للمساعدة   /   ‏برّاك: على حزب الله أن يدرك أن أمامه فرصة للسلام   /   ‏برّاك: لا علاقة بين مباحثاتنا في لبنان وبين إيران   /   ‏براك: هناك فرصة سانحة للسلام بين لبنان وإسرائيل   /   ‏برّاك: الآلية التي كانت موجودة بين لبنان وإسرائيل لم تسر في المسار الصحيح   /   ‏برّاك: لا نملي على اللبنانيين كيفية التعامل مع سلاح حزب الله   /   ‏برّاك: الأمر والتغيير بيد اللبنانيين وندعم خياراتهم   /   براك: نحن بصدد صياغة خطة للمستقبل في ‎لبنان   /   براك: نعمل الآن على تفاصيل تنفيذ الورقة المقترحة   /   برّاك: ممتن للرد اللبناني وفيه الكثير من الأفكار   /   ‏برّاك: ترامب التزم باحترام لبنان وتعهد بالوقوف خلفه   /   ‏برّاك: حان الوقت لتغيير المنطقة   /   

قلق فرنسي من اندلاع حرب واسعة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


 

كتب فراس الشوفي في "الأخبار":

 

مرّ اللقاء الأخير بين مستشار الرئيس الأميركي عاموس هوكستين في باريس والموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، مروراً عابراً، من دون أن يقدّم أي جديد في كل الملفات اللبنانية الرئيسية التي تهمّ باريس وواشنطن. وجاء الاجتماع انعكاساً للقمة التي عقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأميركي جو بايدن في باريس الشهر الماضي، وعملاً روتينياً أكثر منه خلّاقاً. لكنّ «القلق المشترك» من اندلاع حربٍ واسعةٍ على الجبهة الشمالية لكيان العدوّ مع لبنان بقي مسيطراً على محور اللقاء بين الموفد والمستشار، بعد وصولهما على مدى أشهر الحرب، إلى قناعة واضحة بأن المقاومة في لبنان لن توقف المعركة من جانب واحد إلّا باتفاقٍ على وقف إطلاق النار في غزّة، وبأن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مستعدّ لفعل أي شيء للحفاظ على موقعه في السلطة.ولا يختلف «القلق» الفرنسي - الأميركي عن «الهواجس» التي حملها نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال إلى بيروت خلال لقائه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قبل نحو أسبوعين. وإن كان التهويل والتهديد اللذان كرّرهما الغربيون في الأشهر الماضية على مسامع المسؤولين اللبنانيين، قد تحوّلا بفعل التطورات إلى خشية جدّية هذه المرّة (كما يقولون)، إلّا أن باريس تبدو الأكثر توتّراً من «الأجواء الجديدة» التي رافقت الأسبوعين الأخيرين، لحسابات عديدة.

 

 

يلمس الفرنسيون، على ما تقول مصادر مطّلعة على الموقف الفرنسي، أن «باريس تتابع النقاش الذي يدور بين اجتماعات الحكومة الإسرائيلية والكابينت، وفي اجتماعات القيادة العسكرية وبين كبار الجنرالات حول نواياهم للحرب مع لبنان، وأن هناك شبه إجماع على أنه على إسرائيل الآن أو في المستقبل، أن تدفع كلفة الحرب المرتفعة مع حزب الله». ويطرح «التفكير الجديد» خشية قوية لدى الفرنسيين من اندفاع إسرائيل مع استمرار التعثّر السياسي والعسكري الإسرائيلي في غزّة، إلى تجرّع كأس الخسائر الفادحة للحرب مع حزب الله، «لأن الظروف الحالية لا يمكن أن تستمر في ظل استحالة عودة المستوطنين إلى الشمال من دون إزالة تهديد حزب الله، ومحاولة استغلال الدعم الغربي والأميركي الحالي لشن حربٍ على لبنان، تخلط الحسابات في الشرق الأوسط».

 

عناصر كثيرة تدفع فرنسا إلى التحرّك لتفادي تدهور من هذا النوع، وسط كل التوترات الأوروبية والدولية وحتى الداخلية، إذ من مصلحة باريس اليوم، تعزيز الأدوار الخارجية بشكل عام، حيث يساعد ذلك الدولة الفرنسية العميقة على الدفع نحو انتظام الدينامية السياسية الداخلية، خصوصاً بعد الانتكاسات الأفريقية ونتائج الانتخابات الأخيرة، وليس مقبولاً فرنسياً، أن تسقط باريس في الامتحان اللبناني وتترك حرباً لتندلع بلا حسابات على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط. ولعل النشاط الفرنسي حالياً لتمرير التمديد لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفل) «بالتي هي أحسن» وإهمال أي بحث بإدخال تعديلات على مهمة القوّة، واحد من أوجه رد الفعل الفرنسي «لتبريد النار»، وفي الاتصالات التي يقوم بها الفرنسيون على الرغم من انشغالاتهم الداخلية.

 

لكنّ الأهم والأكثر تأثيراً في قرار العدو شنّ عملية من هذا النوع من عدمه، هو ما تفرضه حسابات الميدان على الأمنيات، إذ إن التفكير بالحرب الواسعة من جانب العدوّ على ذات المنطق، جرى تسريبه أكثر من مرّة في الإعلام العبري، وهو لا يختلف عن التهديدات بشن حرب واسعة على الجبهة اللبنانية، والتي يطلقها العدو منذ 8 أكتوبر.

وإذا كانت إسرائيل، على ما يعتقد جنرالاتها وسياسيوها، ممّن ارتكبوا محرقة العصر، فشلوا حتى الآن في الانتصار على الفلسطينيين المحاصرين ومقاومتهم في غزة، فإن حسابات الحرب مع لبنان مختلفة تماماً، مهما اعتقدوا بدقة حسابات الخسائر، وبالنتائج المرتجاة لما بعد الحرب.

فالحرب مع لبنان، لا تقاس بنتائجها العسكرية فحسب، على الرغم من قوة المقاومة العسكرية والتي ظهر جزء قليل منها على مدى الأشهر الماضية، وقوة العدوّ العسكرية والدعم الأميركي اللامحدود المتوفّر لديه. لكنه أيضاً ليس حساباً لخسائر إسرائيل وحدها، بل أساساً حساب لخسائر الولايات المتحدة، الغارقة في انتخابات سريالية وفي معركة مفتوحة في أوكرانيا، طالما أن الحرب إن اندلعت، فلا سقوف لها كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. هل أميركا مستعدّة - الآن - لهذه الاحتمالات؟ فقد يشتعل الشرق الأوسط ويحترق مرّات، من دون أن تحقّق إسرائيل أهدافها المعلنة على جبهة لبنان، لا بالقضاء على المقاومة ولا حتى بإيقاف التهديد، الآن وفي المستقبل.