عبدالله قمح_خاصّ الأفضل نيوز
جاءت زيارة النواب الأربعة المستقلين أو المفصولين عن جسم التيار الوطني الحر (آلان عون، إبراهيم كنعان، سيمون أبي رميا والياس بو صعب) إلى الديمان وإجراؤهم لقاءً مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كنوع من نيل البركة على خطوة مقبلة يخططون لاتخاذها والتنسيق فيما بينهم ومع الكرسي الماروني حيال خطوات سياسية في صدد اتخاذها.
الثابت حتى الآن أن التنسيق مع الديمان (بكركي) لن يرتقي إلى تدخل الكرسي الماروني في نشاط هؤلاء أو السياسات التي سوف يتبعونها، بل سيبقى محصوراً في التوجيهات والدعم "إذا أمكن". في المقابل، لا يسعى النواب الأربعة إلى تشكيل "كتلة نيابية مستقلة أو ذات توجه خاص" أو أي نوع من الكتل، وليس وارداً لديهم من ضمن خططهم توسيع بيكار الكتل أيضاً، إنما يسعون إلى توسيع نطاق التنسيق بينهم وبين نواب آخرين، تقول أوساط الأربعة أنها "تشاركهم موقفهم"، وبالنسبة لهم "لا حواجز أو معايير موضوعة للتنسيق"، بمعنى أنه ليس محصوراً في مبدأ التشاور مع نواب معينين على حساب نواب آخرين، وليس بعيداً عن التنسيق من نواب مستقلين في المعارضة.
عملياً، تنظر الديمان (بكركي) إلى تحرك "النواب الأربعة" بارتياح شديد، على اعتبار أنهم يجسدون أهداف البطريركية المارونية في إخراج ملف رئاسة الجمهورية من ما هو عليه اليوم والتي يعبر عنها البطريرك الراعي بشكل مستمر في عظة الأحد، كما أنها تنظر إلى توفر احتمال كبير في أن يؤدي نشاط هؤلاء النواب إلى تطور على صعيد موقف الكتل المسيحية أولاً والكتل الأخرى التي ما تزال "تتشبّص" في رأيها حيال الاستحقاق، ويمكن أن يؤدي تضافر جهود النواب الأربعة مع آخرين إلى إنتاج دينامية معينة وإلى خلق "تيار مسيحي ثالث" يمكن أن يؤسس إلى "بيضة قبان مسيحية نيابية" تدفع لمأسسة الخروج من حالة اللايقين السائدة تجاه الانتخابات الرئاسية، ويمكن لها أن توفر ظروف إنضاج تسوية رئاسية تشاركية على مبدأ "كسر الاصطفاف الحالي الحاصل".
ثمة أمر مهم أيضاً يدفع الديمان (بكركي) إلى التعاطي بإيجابية كبيرة مع مبادرة هؤلاء النواب، حيث أن 3 منهم من الموارنة ويحظون عملياً في تمثيل ماروني في أقضية ذات ثقل ماروني أساسي في جبل لبنان (بعبدا، المتن الشمالي وجبيل)، ويفترض الكرسي الديني أن هؤلاء لهم حيثية مارونية مسيحية واضحة وبالتالي هم يرتبطون جوهرياً بملف رئاسة الجمهورية على أساس المصلحة، وإن تعمقنا أكثر، فيمكن العثور على مرشح رئاسي جدي ومحتمل بينهم.
إلى الآن لم يجحز "النواب الأربعة" الذين كلف أحدهم بالمتابعة، مواعيد علنية سواءً مع الكتل النيابية أو النواب المستقلين، لكن يتوقع أن يبدأوا جولة اتصالات يتخللها إجراء لقاءات مع نواب بعيدا عن الإعلام. ويأتي نشاطهم هذا تزامناً مع الحراك الذي سوف يدشن في الداخل، سواء من خلال إعادة تفعيل النشاط من جانب "المجموعة الخماسية" للدول المعنية في الملف اللبناني، أو من جانب من يدور في فلكها من نواب مستقلين، حيث يتسرب أن أحد النواب يخطط لإجراء "جولة على الكتل" متماهياً مع إعادة تنشيط عمل "الخماسية" هذا إن لم يكن بالتنسيق معها.