كمال ذبيان - خاصّ الأفضل نيوز
إنَّها "معركة الحساب المفتوح" كما وصفها نائب الأمين العام "لحزبِ الله" الشيخ نعيم قاسم، في تأبين شهيدين للمقاومة الأحد الماضي، ولم تعد قواعد الاشتباكِ موجودة، بعد أن قرَّر العدوُّ الإسرائيليُّ شنَّ حرب واسعة على "حزبِ اللّه" وبيئته الشعبية، فبدأ منذ الثلاثاء الأسود بتفجير أجهزة الاتصال المعروفة بـ "البايجر"، وفي اليوم التالي قام بتفجير أجهزة "لاسلكي - التوكي واكي"، ليختم مجازره التي أصابت آلاف المواطنينَ بين شهيد وجريح، باغتيال قادة في "قوات الرضوانِ" وفي مقدّمهم قائدها ابراهيم عقيل، فردَّ "حزبُ اللّه" في اليوم التالي على التّفجيرات باستهداف مقرّاتٍ عسكريّةٍ في حيفا، إضافة إلى مؤسّسات صناعيّة، ليؤكّد للعدوِّ الإسرائيليِّ، بأنَّ المعركة معه مفتوحة، وهي لا ضوابط لها ولا حدود.
فالثّقل العسكريُّ الذي وضعه العدوُّ الإسرائيليُّ في شمال فلسطين المحتلّة، للقيام بعمل عسكريٍّ برّيٍّ يُبعد "قوّات الرّضوانِ" عن الحدودِ إلى مساحة تصل إلى حدود نهر الليطاني، وهو بذلك أعلن أنّه يخوض معركة إعادة سكان المستوطناتِ الشمالية إلى منازلهم، وهو ما ردَّ عليه الأمين العام "لحزبِ الله" السيد حسن نصر الله، بأنَّه لن يتمكّن من تحقيق هدفه، كما حصل معه في دخوله إلى غزة، وشنِّ حرب تدميريّة عليها، وهذا ما يحاول أن يفعله في لبنان، بتحويله إلى غزّة ثانية، فشنَّ في يوم واحد نحو ١٢٠٠ غارة، قتل فيها نحو أكثر من ٥٠٠ مواطن، فدمَّر منازل على سكانها، وهو ما اعتمده في غزّة، فبدأ من شمالها إلى جنوبها ووسطها، بأعمال عسكريّة منافية للمواثيق والقوانين الدوليّة وحقوق الإنسان، فوصفت المحكمة الجنائيّة الدوليّة ما يقوم به العدوُّ الإسرائيليُّ ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو بحرب إبادة جماعيّة بعد وصول عدد القتلى إلى ٤٥ ألف مواطن بينهم الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ، وفق آخر إحصاء.
ففي غزّة لم يحقّق نتنياهو أهداف حربه بالقضاء على "حماس" وتحريرِ الرّهائن الإسرائيليِّين واستعادتهم، بل غرق جيشه في غزّة، التي تنصب المقاومة له الكمائن، فتقتل عناصر منه، وتدمّر آليّاته، وهذا ما سيُلاقيه في لبنان، الّذي ظنَّ أنّه بتفجيرات أجهزة الاتصال، وقتل قائد "قوات الرضوانِ" ومعاونيه، ثمَّ بشنِّ قصفٍ بدأ من الجنوبِ إلى البقاعِ فالضّاحية الجنوبيةِ، لأنّها مناطق توصف بأنّها "خزّان المقاومةِ الشّعبي"، وفيها كل قدرات المقاومةِ العسكريّة، فسارع نتنياهو إلى القول، بأنّه قضى على قادة المقاومةِ العسكريّين، ودمَّر مخازن ومنصّات أسلحة، لتفاجئه المقاومةُ في لبنان، باستهداف مراكز تبعد نحو ٦٠ كلم، وتمَّ شلّ كلّ شمال فلسطين الذي زاد عدد النّازحينَ منه، فردَّ العدوُّ الإسرائيليُّ باستهداف منازل مدنيّين في الجنوبِ والبقاع، ليفرض معادلة عودة سكان جنوب لبنان، مرتبط بعودة مستوطني الكيان الصّهيونيِّ، ومحاولة فكِّ ارتباط جبهة لبنان بغزّة، وهذان الهدفان لن يحصل عليهما العدوُّ الإسرائيليُّ، لأنَّ " حزب الله" حاسم في موقفه، بأنَّه لن يوقف إسناد غزّة، قبل وقف الحرب عليها، وبات العدوُّ الإسرائيليُّ، أمام مأزق هو فشل حربه على غزّة، كما على لبنان، فلا أسراه عادوا، ولا مستوطنيه سيعودون.