حمل التطبيق

      اخر الاخبار  "القناة 13" الإسرائيلية عن نتنياهو: نريد إنهاء الحرب في غزة بعد 60 يوما من وقف إطلاق النار   /   الرئيس عون يلتقي رئيس الحكومة نواف سلام في قصر بعبدا   /   أبو عبيدة: من الخليل إلى جنين يواصل الفدائيون عملياتهم البطولية ضد قوات الاحتلال وقطعان المغتصبين   /   نتنياهو: من المستحيل التوصل لاتفاق شامل بشأن غزة   /   أنباء عن انفجار في برج الهيئة القضائية في مدينة تشيتغر بطهران   /   زعيم أنصار الله باليمن: حظر نشاط الملاحة لإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب قرار مستمر   /   عون يؤكّد أمام وفد "نقابة المقاولين الثانويين والمتعاقدين الثانويين للأنشطة والخدمات البترولية" أنّه يجري الاتصالات اللازمة لإعادة إطلاق عملية التنقيب عن النفط في الحقول اللبنانية   /   عبد الملك الحوثي: هذا الجيل سيكون شاهدا على أكبر فضيحة وأقبح انحطاط وقع فيه المجتمع الدولي   /   قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي: نحن نشهد موت الضمير الإنساني والمجتمع الدولي يشهد الإبادة في فلسطين المحتلة   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الشرطة: رغم محاولات إنعاش حارس الأمن تم إعلان مقتله في المكان متأثرا بإصابته   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي عن الشرطة: فلسطينيان ترجلا من سيارة بلوحات فلسطينية وطعنا حارس أمن واستوليا على سلاحه   /   عقيص: إسرائيل لن تقبل بأن تبقى هناك بندقية صيد واحدة عند "الحزب" وبرأيي فإنّ تسليم السلاح جنوب الليطاني حاصل و"الحزب" بدأ يوحي لجمهوره بأن ذلك قدر محتوم لا يمكن الهروب منه   /   عقيص: نريد بناء دولة خالية من السلاح غير الشرعي ومن الارتهان للمصالح الإيرانية   /   الخارجية الروسية: لافروف ونظيره الصيني أكدا رفضهما عسكرة منطقة آسيا والمحيط الهادئ   /   الرئيس عون عرض مع السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو الأوضاع في لبنان والمنطقة   /   حماس: حكومة نتنياهو تصعّد مجازرها الوحشية بحقّ المدنيين الأبرياء في سلوك ممنهج يرقى إلى جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان تُرتَكب بالصوت والصورة أمام العالم   /   مصادر في مستشفيات غزة: 55 شهيدا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم   /   الرئيس بري يدعو هيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل إلى جلسة مشتركة عند الساعة 11 من قبل ظهر غد الجمعة في عين التينة   /   كتائب القسام: استهدفنا دبابتي ميركافا صهيونيتين بقذيفتي الياسين 105 وتاندوم وسط خان يونس   /   قناة «I24» العبرية: بن غفير وسموتريتش غاضبان بسبب محادثات وقف إطلاق النار   /   وكالة الأنباء المغربية: إعادة فتح سفارة المملكة المغربية في دمشق   /   الاستخبارات البريطانية: إيران قامت بـ 15 محاولة خطف أو اغتيال داخل بريطانيا   /   مصدر أمني إسرائيلي لسكاي نيوز عربية: حزب الله كبنى تحتية وسلاح ومقاتلين هو هدف على كل الأراضي اللبنانية   /   اليونيفيل: رشق الأفراد جنود حفظ السلام بالحجارة مما اضطرهم إلى تفريق الحشد بالدخان قبل أن يصل الجيش اللبناني ويتم السيطرة على الوضع   /   اليونيفيل: عدة أفراد بملابس مدنية اعترضوا صباح اليوم جنود حفظ سلام تابعين لليونيفيل قرب وادي جيلو بينما كانوا يقومون بدورية مُخطط لها   /   

تهريب المحروقات في لبنان: هل يُعيدنا إلى شبح الأزمة؟ ومن يُمسك بخيوط اللعبة؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


ملاك درويش - خاصّ الأفضل نيوز

 

 

الأزمة المستعصية التي لم تلقَ حلًّا لدى اختلاف الحكومات والأنظمة، فمنذ اندلاع الأزمة الاقتصادية في لبنان عام 2019، ووسط تفاقم شح المحروقات وارتفاع أسعارها، برزت ظاهرة تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا كأحد أخطر القضايا التي تستنزف الاقتصاد اللبناني. 

 

بادئ ذي بدء، كيف تعمل شبكات التهريب عبر معابر غير شرعية؟، ومن يُدير هذه العمليات؟، وكيف تؤثر على المواطن اللبناني؟

 

خريطة التهريب ومعابره الأساسية

 

بات من المعلوم أن تهريب المحروقات يتم عبر معابر غير شرعية تمتد على طول الحدود اللبنانية-السورية، وأبرزها:

1. معبر القصر - الهرمل: يقع في منطقة شمال البقاع ويُعتبر من أكثر المعابر نشاطًا.

2. معبر وادي خالد - عكار: يُستخدم لنقل كميات كبيرة من المحروقات، نظرًا لطبيعته الجغرافية المفتوحة.

3. معابر راشيا والبقاع الأوسط: تُستخدم لنقل الشحنات الصغيرة عبر طرق التفافية.

 

هذه المعابر غالبًا ما تكون تحت سيطرة جماعات مسلحة محلية، بعضها على ارتباط بجهات سياسية نافذة في لبنان وسوريا، حيث يجري من خلالها تهريب مئات الآلاف من ليترات المازوت إلى سوريا، في القاع والنبي شيت وعرسال وعكار وغيرها من المناطق الحدودية. 

 

ويعمل الجيش اللبناني بقدر المستطاع على مكافحة المهربين الذين يبتكرون دائماً أساليب جديدة. ويراقب الحدود التي يصعب ضبطها كاملة، نظراً لامتدادها وتداخلها مع الأراضي السورية، في وقتٍ يتحكم العرض والطلب والأسعار بظاهرة التهريب، ما يدفع التجار إلى البحث عن كسب أرباح إضافية وأحياناً خيالية، الأمر الذي يضع السوق المحلي أمام أزمة فقدان المواد وارتفاع أسعارها، كما هو الحال مع المازوت الذي ارتفع سعر صفيحته أكثر من دولارين في السوق المحلي خلال الأيام الأخيرة.

 

آلية التهريب وشبكة العمل

 

عمليات التهريب تعتمد على شبكات منظمة تشمل:

• شركات استيراد محلية: تقوم بشراء كميات كبيرة من المحروقات المدعومة.

• وسطاء: ينقلون المحروقات من مراكز التوزيع إلى مناطق قريبة من الحدود.

• سائقون محترفون: يعملون على توصيل المحروقات عبر المعابر غير الشرعية باستخدام شاحنات صغيرة معدّلة لتجنب الكشف.

• جهات نافذة: توفّر الغطاء الأمني والسياسي لهذه العمليات، مقابل حصص مالية كبيرة.

 

وفي المقابل اكد المصدر للأفضل نيوز أن أصحاب المحطات (المهربين) يشترون المحروقات من زحلة نظراً للكميات الكبيرة المطلوبة، ويتصلون بأصحاب المحطات في محافظة بعلبك الهرمل، ويقدمون عروضاً بشراء المازوت مهما كانت الأسعار. 

 

وتقوم شركات العاصمة التي تتولى التوزيع على المناطق اللبنانية بدورها في التهريب،

وبحسب المصدر، يبيع أحد التجار وحده 400 ألف ليتر من المازوت يومياً عبر أحد المعابر بين بلدتي النبي شيت وسرغايا.

 

التداعيات الاقتصادية والاجتماعية

 

1. استنزاف الاحتياطي النقدي: المحروقات المُهرّبة يتم شراؤها بالدولار المدعوم من مصرف لبنان، مما يفاقم أزمة العملة الصعبة.

2. شح المحروقات في الأسواق المحلية: يؤدي التهريب إلى نقص حاد في البنزين والمازوت، مما يرفع الأسعار على المواطن اللبناني.

3. تعزيز السوق السوداء: يرتبط التهريب بنشاط واسع للسوق السوداء، حيث يُباع البنزين بأسعار مضاعفة في سوريا.

 

ودائماً هناك الأطراف المستفيدة والمتواطئة:

• أحزاب سياسية: بعض الجهات تستخدم التهريب كمصدر تمويل، مستغلة غياب الرقابة الحكومية.

• شركات وقود: تعمل بعض الشركات على تضخيم طلباتها من المحروقات لتصدير جزء منها عبر الحدود.

• مسؤولون محليون: يتلقون رشاوى لتسهيل عبور الشحنات.

 

وفي هذا السياق، وتأكيداً لما سبق ذكره يقول سائق مهرب ف.ص: “نحصل على تعليمات محددة حول مسارات السير، وهناك دائماً غطاء أمني خلال التهريب.”

 

أما المزارع ج.ص على الحدود قال: “نشاهد الشاحنات تعبر بشكل يومي، والجميع يعلم من يُدير العملية.”

 

الجهود الرسمية ومحدوديتها

 

على الرغم من محاولات الجيش اللبناني ضبط الحدود ومصادرة شاحنات التهريب، إلا أن الجهود لا تزال محدودة بسبب:

1. النقص في التجهيزات: يصعّب الرقابة على طول الحدود الوعرة.

2. التدخلات السياسية: تُضعف قرارات القضاء والأجهزة الأمنية.

3. التواطؤ الداخلي: يجعل من الصعب محاسبة المتورطين.

 

من هنا جاءت التوصيات من الخبير المالي د بلال علامة بـ: 

1. تعزيز الرقابة على الحدود: من خلال استخدام تقنيات حديثة وتعاون دولي.

2. محاسبة الفاعلين: التحقيق مع الشركات والمسؤولين المتورطين.

3. إلغاء الدعم عن المحروقات: رغم أنه إجراء قاسٍ، إلا أنه قد يُسهم في تقليل التهريب.

 

أخيراً، يُظهر هذا التحقيق أن تهريب المحروقات ليس مجرد ظاهرة عشوائية، بل هو شبكة منظمة تتداخل فيها المصالح السياسية والاقتصادية. وبينما يستمر التهريب، يدفع المواطن اللبناني الثمن الأكبر، سواء من خلال ارتفاع الأسعار أو استمرار استنزاف موارد الدولة.

 

من هنا بات من الضروري معالجة هذه القضية بجدية، ليس فقط لوقف التهريب، بل أيضًا لحماية الاقتصاد اللبناني من مزيدٍ من الانهيار.