جو القارØ- الأخبار
لعلّ ما ÙŠÙØ¹ÙŠÙ‚ كل Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات الإÙلات من Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± ومواجهته المباشرة هي اكتساØÙ‡ معظم مجالات الØÙŠØ§Ø©ØŒ إن لم يكن كلّها. على أرض الواقع، لا يمكن تشبيه Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± بقوّة مضادّة تصدّ٠تدÙّقاً ØÙŠÙˆÙŠÙ‘اً معيّناً، بل هوّة عميقة تسقط Ùيها مختل٠ميادين الØÙŠØ§Ø© من اقتصاديّة، وماليّة، وصØÙŠÙ‘Ø©... لعلّ Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± الثقاÙÙŠ أكثر الأنواع تشرذماً وتشابكاً مع أقرانه، ليس بشكل ضمنيّ ÙŠÙØ³ØªÙ†ØªØ¬ أو ÙŠÙكتش٠بدراسات تصوريّة ومجرّدة، بل بطريقة Ù…Ø¨Ø§Ø´Ø±Ø©Ù ØªÙØ¬Ø¨Ø± Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« على ØÙ„Ù‘ المعضلة، على التغلغل طوعاً ÙÙŠ الأزمة Ø§Ù„Ù…ÙØ¹Ø§Ø´Ø© ØØªÙ‘Ù‰ الأعماق، معالجاً ليس الجانب الثقاÙيّ منها ÙØØ³Ø¨ØŒ بل أيضاً كلّ ما يق٠ÙÙŠ دربه من عÙقد٠وتساؤلات ÙˆØªØµØ±Ù‘ÙØ§Øª شاذّة متشعّبة التوجّهات.
إذا Ø¹ÙØ¯Ù†Ø§ إلى ØªØ´Ø±ÙŠØ Ø§Ù„ÙÙŠÙ„Ø³ÙˆÙ Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ù…ÙŠØ´Ø§Ù„ Ùوكو Ù„Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ©ØŒ يمكننا ـــ ولو بشكل مقتضب ــــ Ùهم السبب الأساسي، لكن ليس الوØÙŠØ¯ ربما، لتغلغل Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± الثقاÙÙŠ ÙÙŠ المجتمع. يقول Ùوكو ÙÙŠ تعريÙÙ‡ Ù„Ù„Ø«Ù‘Ù‚Ø§ÙØ© بأنّها «ØªÙ†Ø¸ÙŠÙ…ÙŒ هرميٌّ للقيم». بناءً على ذلك، ØªØªÙ‘Ø¶Ø Ø£ÙƒØ«Ø± ÙØ£ÙƒØ«Ø± عمليّة الاختيار والتطهير الثقاÙÙŠØŒ الميكانيكي إلى ØØ¯Ù‘ كبير، تبعاً لما تمليه القوى والمؤسّسات Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¬Ùمة٠للسلطة ÙÙŠ المجتمع. قوى ÙŠØØ¯Ù‘دها Ùوكو لاØÙ‚اً كالمصانع والمعاهد التعليميّة والسجون. من هذا المنظار، ÙØ§Ù„Ø«Ù‘Ù‚Ø§ÙØ© هي ترجمة عمليّة اجتماعيّة لا تتميّز عن غيرها من الهيكليّات ÙÙŠ المجتمع. هي خاضعة مباشرةً للوضع الرّاهن من دون أيّ اعتراض جوهري. لذلك، يصعب على كلّ من ÙŠØØ§ÙˆÙ„ Ùهم الواقع الثقاÙÙŠ لمجتمع معيّن أن ÙŠÙØµÙ„Ù‡ عن إطاره الاجتماعي الكامل والمتكامل. ÙÙŠ الØÙ‚يقة، يمكننا اعتبار Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© إنساناً ØÙŠÙ‘اً يتأثر بالوضع Ø§Ù„ØØ§Ù„يّ ويتغيّر معه، خاضعاً لسلطات القرار والØÙƒÙ…ØŒ ÙˆÙ…Ù†ÙØªØØ§Ù‹ وعاشقاً ÙÙŠ الوقت عينه، على كل ردّة ÙØ¹Ù„ ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„ات ثوريّة، Ùوضوية كانت أم منظّمة، ÙØ±Ø¯ÙŠÙ‘Ø© كانت أم جماعيّة، لكسر هذا Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± الخانق.
للسّنة الثالثة عشر على التّوالي، تØÙ…Ù„ Ø³Ø§ØØ© ميدان إهدن (شمال لبنان) اسمها بكل ما للكلمة من معنى. ها هي، مجدداً، Ø³Ø§ØØ© معركة بين التّعطش الثّقاÙيّ الدّائم وزوبعة Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø±. «Ù…عرض إهدن للكتاب»ØŒ الذي يستمرّ ØØªÙ‰ 14 آب (أغسطس) Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠØŒ ÙŠÙØ±Ø¶ إيقاعاً وقواعد جديدةً للعبة، Ù…Ù†ØµÙØ§Ù‹ أولئك الذين ØØ±Ù…هم Ø´Ø¨Ø Ø§Ù„Ø£Ø²Ù…Ø§Øª مرادهم وإشباع تعطّشهم Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©. هو التعطّش Ù†ÙØ³Ù‡ الذي أوجد مجد بيروت الثقاÙÙŠ وهالتها المشعّة، ليس Ùقط على الصعيد الوطنيّ، بل على النّطاق العربي والدوليّ على ØØ¯Ù‘ سواء، مكرّساً بيروت «Ø¹Ø§ØµÙ…ةً Ù„Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ©» للوطن العربيّ الأسير. هو التعطّش عينه الذي يسعى اليوم إلى كسر ØØ±ÙƒØ© Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± هذه. وأولئك الذين، يبنون أسواراً ØÙˆÙ„ قلاعهم العالية، نسوا أن Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© التي يروّجون لها على نطاقهم الضيّق – وإن كان واسعاً جغراÙياً- ليس وسماً لطبقة أو مجموعة Ù…ØØ¯Ù‘دة من الناس تدّعي نشر Ø§Ù„ØØ±Ù‘ية Ø¨Ø§Ù„Ø«Ù‘Ù‚Ø§ÙØ©. ÙØ§Ù„ØØ±Ù‘٠هو كلّ من يأبى الخضوع للأزمة، وكلّ تدابيرها الضّاغطة، وكل من ÙŠØ±ÙØ¶ سلطة البنزين عليه، وكلّ من يعاند أمام قوائم الكتب وأسعارها ويشتمها قائلاً: «Ø³Ø£Ù‚رؤك٠نسخة pdf مجانيّة ÙŠÙوصلها بطل ØØ±Ù‘ مقاوم لكلّ تلك Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ³ الجائعة»ØŒ وكلّ من يقول ÙÙŠ سرّه: «ØªÙ„Ùƒ ليست Ø«Ù‚Ø§ÙØ©Ù‹ØŒ تلك سلطة».
ما يطرØÙ‡ معرض الكتاب ÙÙŠ إهدن، هو كسر Ù„Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± الثقاÙÙŠØŒ ÙØªÙˆÙ‚يع الكتب وجلسات القراءات المطوّلة لن تكون Ø§Ù„ØØ¯Ø« الأبرز كما جرت العادة، بل إنّ هذا المعرض كناية عن مأدبة اجتماعيّة ثقاÙيّة تنبض ØÙŠØ§Ø©Ù‹. هذا ما ÙŠØªÙ‘Ø¶Ø Ù…Ù† النّقاشات واللقاءات التي تقارب العديد من المسائل والمعضلات التي ØªÙØ·Ø±Ø ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ اليوميّة ÙÙŠ ظلّ الأزمة الراهنة. ØÙŠÙ† نسأل نزار عاقلة، Ø£ØØ¯ منظمي المعرض، عن تكالي٠الأخير خصوصاً نظراً إلى مدّته الطويلة، يجيبنا بأنّه لا يختل٠عن أي مشروع آخر، Ùقد ØØ¯Ø¯Øª تكالي٠المعرض بالدولار الأميركيّ، شاملةً معها أتعاباً رمزية للموظÙين شبه المتطوعين. ويشير إلى الدور الكبير الذي لعبه أصدقاء المعرض، قدامى المتطوعين والمنظمين الذين يدعوهم اليوم «Ù…غتربين»ØŒ ÙÙŠ تغطية أكثر من ثلثيّ المجموع العام Ù„Ù„ØªÙƒØ§Ù„ÙŠÙØŒ Ùيما يبقى الجزء الآخر رهن مساعدات متشعّبة الأشكال من هنا وهناك. ÙˆÙÙŠ ما يخصّ مبادرة تزيين المعرض بلقاءات ØÙˆØ§Ø±ÙŠÙ‘Ø© وتوÙيره Ù…Ø³Ø§ØØ© ØØ±Ù‘Ø© لا سوق Ø£Ùكار وآراء معلّبة ومجهّزة، يؤكد عاقلة بأن جميع هذه الØÙ„قات سيقوم معظمها على نقاش دائم ما بين الجمهور ÙˆØ§Ù„Ù…ØªØØ§ÙˆØ±ÙŠÙ† وكلّ الأسئلة التي تدور ÙÙŠ أذهانهم. أما ÙÙŠ ØÙ‚Ù„ الكتب، Ùيشدّد عاقلة على التنوّع الكبير الذي يشهده المعرض من دور نشر لبنانيّة وعربيّة. ولدى سؤاله عن أسعار الكتب المØÙƒÙˆÙ…Ø© بأسعار الدولار المتÙلّتة، ÙŠÙˆØ¶Ø Ø¹Ø§Ù‚Ù„Ø© أن Ø§Ù„ØØ³ÙˆÙ…ات التي ØªØØ¯Ù‘دها دور النّشر لن تكون هذه السّنة لسدّ التكالي٠كما ÙÙŠ الماضي، بل ستØÙˆÙ‘Ù„ مباشرةً وكليّاً Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© القارئ، راجياً Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ وشجاعةً لدى هذا الأخير. ويختم عاقلة ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ØŒ مشدداً على الدور الأساسي الذي يلعبه المعرض ÙÙŠ Ùكّ الارتباط Ø§Ù„ØØ§Ù„يّ ما بين Ø§Ù„Ø«Ù‘Ù‚Ø§ÙØ© ÙˆØ§Ù„Ø±ÙØ§Ù‡ÙŠÙ‘ة، وأن Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© لن تبقى أسيرة طبقة Ù…ØØ¯Ù‘دة، بل ستكون، كما عليها أن تكون دوماً، للجميع. وهنا يستشهد عاقلة بزياد Ø§Ù„Ø±ØØ¨Ø§Ù†ÙŠØŒ ÙˆØ§ØµÙØ§Ù‹ نظرته Ù„Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ©: «Ø¨Ø¯Ù‡Ø§ تصير متل طعمة الزعتر أو المنقوشة ØªØØª سنان النّاس».
Ù†ØÙ† أمام تنوّع شيّق وجديد للأÙكار والبرامج ضمن معارض الكتب
ÙˆÙÙŠ ما يخصّ برنامج المعرض، Ù†ØÙ† أمام تنوّع شيّق وجديد للأÙكار والبرامج ضمن معارض الكتب. من جهة، ستكون لتواقيع الكتب ØØµÙ‘تها الكاÙية والواÙية بدءاً من توقيع كتاب «Ø¶ÙŠØ¹ØªÙŠ: تراب الذّكريات» لألبير الجوخدار، وكتاب جوزي٠مخلو٠(بانسيون أبو ÙˆØÙŠØ¯)ØŒ وصولًا إلى توقيع رشيد الضّعي٠كتابه الجديد «Ø§Ù„وجه الآخر للظّل» ÙÙŠ «Ø£ÙˆØªÙŠÙ„ بلمون» (11/8). من جهة أخرى، ما يكسر كلاسيكيّة المعارض الثقاÙية، هو Ù…Ø³Ø§ØØ§Øª النّقاش واللّقاءات الØÙˆØ§Ø±ÙŠÙ‘ة، الدواء الØÙ‚يقيّة ÙÙŠ ظلّ شلّ الأصوات والآراء. ثلاثة لقاءات سنكون على موعد معها ضمن المعرض: الأوّل «Ø³Ø¤Ø§Ù„ وجواب عن Ø§Ù„ØµÙ‘ØØ© Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø©» مع الاختصاصي أسامة قطيط تديره الاختصاصية وردة بو ضاهر، يليه توقيع كتاب ألبير الجوخدار الثاني بعنوان «Ø§Ù„إعلام اللّبناني بين Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆØ±» مع الإعلامي سامي كليب وتديره الإعلامية ماريا يمين، ÙÙŠ 13 آب. الثّالث والأخير لقاء بعنوان «Ø¨ÙŠÙ† الأمس واليوم» ØÙˆÙ„ كتاب «ØØ±ÙƒØ© الشّباب الزّغرتاوي» لخليل مرقص الدّويهي. اللقاء الذي ÙŠÙقام يوم 18 آب ÙÙŠ «Ø£ÙˆØªÙŠÙ„ بلمون» يجمع الدويهي وسايد بو الØÙ†Ù‘ ÙØ±Ù†Ø¬ÙŠÙ‘ة، ويديره الشاعر Ùوزي يمّين.
ÙÙŠ الختام، المقاومة الثّقاÙيّة تعني اليوم انغماساً كاملاً ÙÙŠ الØÙ‚Ù„ ØØªÙ‘Ù‰ تصير أجسادنا أبناء القضيّة لا عقولنا Ùقط. اليوم، وكلّ يوم، تجديد Ø§Ù„Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ ÙˆØ±ÙØ¹ رايات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ أعلى وأعلى إلى أن نطال بها السّماء: «Ù„Ù† تكون Ø§Ù„Ø«Ù‘Ù‚Ø§ÙØ© آخر دروعنا بل السّي٠الذي سنقاتل به ونغرسه ÙÙŠ قلب الواقع».
«Ø§Ù„معرض الخامس عشر للكتاب» ÙÙŠ إهدن: ØØªÙ‰ 14 آب (أغسطس) ـــــ إهدن (Ø³Ø§ØØ© الميدان Ù€ شمال لبنان)