محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
يقول محيطون برئيس الحكومة المكلف نواف سلام أنه لم يصدق الكتل النيابية التي أجرى مشاوراته معها في المجلس النيابي عندما ترفّعت عن المطالب الوزارية وأكدت نيتها تسهيل عمله في تشكيل الحكومة، وذلك رداً على من يتهم سلام بأنه "يعيش" في عالم آخر غير لبنان، وغير مطّلع على التعقيدات الداخلية الموجودة فيه، لكن الرجل كان ولا يزال يعوّل على الخارج الذي شكّل نقطة دخوله إلى الحياة السياسية اللبنانية لكي يساعده بتشكيل الحكومة وتخطّي المطالب الكثيرة للكتل النيابية.
بحسب المحيطين بالرجل فإن رئيس الحكومة المكلف اختلف أيضاً مع رئيس الجمهورية جوزاف عون عندما حاول كسر الأعراف الراعية للتوزيع الطائفي على الحقائب السيادية الأربع، كما اختلف مع الكتل السنية، والكتل المسيحية ويكاد يختلف مع الثنائي الشيعي بعد التفاهم على بعض الأمور، لذلك فإن خياراته اليوم لا تبدو كثيرة بحال رغب فعلاً بتشكيل حكومة سريعاً، وقد تكون أهم خياراته هي تشكيلة الأمر الواقع.
تُشير مصادر سياسية متابعة إلى أن تحدي حكومة الأمر الواقع يكمن بنقطتين أساسيتين، الأولى والأهم هي بالموافقة الخارجية عليها، فهذه الموافقة قد تعطيها الزخم المطلوب لتُقبل داخلياً، وكما فُرض قبلها على القوى السياسية يمكن أن تُفرض، والنقطة الثانية بقبول رئيس الجمهورية لها وبتوقيعه عليها، وحتى اللحظة لا يبدو بحسب المصادر أن أياً من الأمرين قد تحقق.
لا تستبعد المصادر شيئاً بما يتعلق بالحكومة وقرار نواف سلام، فهذه المرحلة التي يعيشها لبنان تحت مظلة اللجنة الخماسية أو أعضاء أساسيين فيها تبدو مفتوحة على كل الخيارات، وبالتالي بإمكان رئيس الحكومة المكلف إما تشكيل حكومة أمر واقع يُرضي فيها الثنائي ويعطي فيها للجميع ما يعتبره منصفاً، وإما تشكيل حكومة أمر واقع لا يرضي فيها الثنائي فيرضي خصومه، وإما تكون لا ترضي أحداً من القوى السياسية.
وتُشير المصادر إلى وجود خشية من الثنائي الشيعي من احتمال تكرار الانقلاب على التفاهمات مع سلام، خصوصاً أن هناك رأياً داخل الثنائي يعتبر كل ما يجري بعد توقف الحرب هو أمر مخطط ومرسوم وسيُستكمل لذلك لا بد من توقع كل شيء في شكل الحكومة وتوازناتها، مع أن السؤال الأساسي الذي يفرض نفسه في دوائر قرار الثنائي هو ما العمل بحال تحقق هذا السيناريو.
حتى لحظة كتابة هذه السطور لم يكن سلام قد خرج من تفاهمه مع الثنائي، لكن بحسب المصادر فإن أزمة وزارة المال تكبر شيئاً فشيئاً خلال عملية التفاوض، فكل من يُرفض له طلباً من قبل سلام يرفع بوجهه مسألة وزارة المال وتقديمها للشيعة، وهكذا فعل جبران باسيل الذي يطالب بالحصول على وزارة الطاقة، وهكذا فعل سمير جعجع الذي يُريد 4 حقائب من بينها حقيبة سيادية.