قاسم قصير - خاصّ الأفضل نيوز
تتزايد الدعوات في الداخل اللبناني من أجل نزع سلاح حزب الله والمقاومة بحجة تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار ، وتتذرع بعض الأطراف اللبنانية بأن استمرار وجود سلاح الحزب في كل المناطق اللبنانية هو السبب في استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية.
كما تنتشر تقارير دبلوماسية وإعلامية بأن الولايات المتحدة الأميركية لن توافق على استعادة الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة إعمار المناطق التي دمرها العدو الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة إلا في حال نزع سلاح الحزب والموافقة اللبنانية على التطبيع مع العدو الصهيوني .
كما تشير بعض المصادر الإعلامية الى أن هناك اتجاها لدى بعض القوى السياسية والحزبية والكتل النيابية لتشكيل إطار سياسي ونيابي لبناني موسع يعمل للضغط على رئاسة الجمهورية والحكومة اللبنانية من أجل اتخاذ إجراءات عاجلة لنزع سلاح حزب الله ولو بالقوة ، مما يعني أخذ البلاد الى صراع سياسي وشعبي وأمني كبير قد يكون له تداعيات خطيرة .
كل هذه المعطيات تأتي في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة ولا سيما في سوريا وفلسطين والخوف من حصول عمليات تهجير واسعة للفلسطينيين الى الدول العربية وتدخل العدو الإسرائيلي في الأحداث في سوريا تحت عنوان : " حماية الأقليات " وإمكان تطور الأوضاع نحو حرب أهلية في سوريا ، إضافة الى استمرار التحضيرات الإسرائيلية لشن عدوان واسع على إيران وحصول تطورات جديدة في العراق تطيح باستقرار البلاد ، إضافة لبروز خلاف إسرائيلي – تركي حول ما يجري في سوريا والمنطقة.
إزاء كل هذه المعطيات الخطيرة فإن الدعوات لنزع سلاح حزب الله ستؤدي لاشتعال الفتنة الداخلية بما يخدم العدو الإسرائيلي واستمرار احتلاله للأراضي اللبنانية وانتهاكاته للسيادة اللبنانية ومنع إعمار المناطق التي دمرت .
وكل ذلك يتطلب الذهاب الى حوار وطني شامل يطرح كل القضايا السياسية والوطنية ومنها الاستراتجية الدفاعية أو استراتيجية الأمن الوطني كما قال رئيس الحكومة نواف سلام في البيان الوزاري ، وبموازة ذلك يتم طرح القضايا السياسية الكبرى ومنها استكمال تطبيق اتفاق الطائف وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وتشكيل مجلس الشيوخ وانتخاب برلمان غير طائفي وتطبيق اللامركزية الادارية .
من الواضح أن لبنان والمنطقة يمران حاليا في مرحلة خطيرة والتطورات قد تؤدي الى مخاطر كبيرة على لبنان وهذا يتطلب رؤية وطنية مشتركة بدل الذهاب الى صراعات داخلية تخدم العدو الصهيوني وتؤدي الى استمرار الاحتلال الإسرائيلي .
فهل يسارع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وبالتنسيق مع رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وبقية القوى السياسية والنيابية للدعوة الى حوار وطني شامل ؟ أو نغرق مجددًا في الصراعات الداخلية والتي تجر البلاد الى فتنة كبيرة وحرب أهلية؟