محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
عندما تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان نهاية شهر تشرين الثاني من العام الماضي، لم يشعر اللبنانيون أن الحرب انتهت، بل تبدلت أشكالها، رغم أن القلق من عودة الحرب لا يزال قائماً لدى كل من عايشها لمدة 66 يوماً.
اليوم تؤكد إسرائيل من جديد أن حربها على لبنان لا تزال قائمة، وهي من ضمن الحرب الدائرة في كل المنطقة، والتي باتت إسرائيل تتصرف فيها بشكل حرّ مدعومة من رئيس أميركي اسمه دونالد ترامب، أكد مقربون منه أمس أن إدارته لا تريد عودة الحرب في قطاع غزة لكنها ستدعم إسرائيل بحال قررت العودة إلى الحرب.
تتصرف إسرائيل وكأن المنطقة مفتوحة لأجلها، فلا حدود رسمية لأي دولة يتم احترامها، والدليل إعداد استراتيجية دفاع إسرائيلية جديدة بُنيت على هذا الواقع الجديد بحيث بات خط الدفاع الأول للعدو الإسرائيلي داخل الدول التي يعتبر هو أنها تشكل خطراً عليه، أي لبنان وسوريا ومدينة غزة، وبناء عليه تعمل إسرائيل على قاعدة التدخل في كل مكان بما يخدم أمنها، ولكن هل لها مصلحة بالعودة إلى الحرب التقليدية التي كانت سائدة العام الماضي ونهاية العام 2023؟
بحسب مصادر سياسية متابعة فإن رئيس حكومة العدو أوقف الحرب على غزة بسبب رغبة ترامب لا رغبته هو، فنتنياهو يسعى لأن يكون العام الحالي عام حرب أيضاً، وهو يعتبر أن الفرصة مناسبة للحصول على مكاسب كانت تسعى إليها إسرائيل طيلة 80 عاماً وهي قادرة على تحقيقها خلال أشهر تسبق الانتخابات في الكنيسيت الإسرائيلي في تشرين الأول من العام الجاري، وبالتالي فهو يؤيد العودة للحرب بشرط أن يرضى ترامب وإدارته، وهو ما لم يكون سهلاً لأسباب تتجاوز الرغبة الإسرائيلية، وتتعلق بمسألة الميزانية الأميركية والدفع على الحروب بالوقت الذي يستطيع فيه ترامب تحصيل ما هو أكثر من خلال الضغط والسياسة.
في لبنان لا يختلف الحال، فلو كانت إسرائيل مقتنعة أنها قادرة على تحقيق أكثر مما حققت من خلال الحرب لما أوقفتها، ولو كان ترامب مقتنعاً أن الحرب العسكرية ستعطيه ما لا يستطيع الحصول عليه بالسياسة والضغط لكان طلب استمرارها، ولكن الظروف الميدانية والمالية والسياسية أوقفوا الحرب، وحولوا شكلها إلى حرب اغتيالات واحتلال برضى أميركي.
تؤكد المصادر أن عودة الحرب بشكلها السابق هو الخيار الأبعد، ولكنها بشكلها الحالي مستمرة ولن تكون قصيرة، إذ تكشف المصادر أن لبنان لم يتلقّ أي إجابة واضحة حول طلبه وقف الاعتداءات الإسرائيلية عليه، لا بل هناك إشارات تدل على الرضى والدعم الذي تناله إسرائيل مقابل استمرار ضرباتها لما تقول أنها مخازن ونقاط عسكرية وعمليات اغتيال، وآخرها ما حصل اليوم في الجنوب حيث يقول العدو أنه اغتال شخصية قيادية في قوة الرضوان في المقاومة، بما يجعل اللجنة المعنية بمراقبة وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار "شاهد ما شفش حاجة" من اعتداءات إسرائيل طبعاً.