كمال ذبيان - خاصّ الأفضل نيوز
ينشر رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون التَّفاؤل بمستقبل لبنان، مرتكزًا على الدَّعم الدّوليِّ والتَّأييد العربي، للخروج من أزماته، وهي ليست قليلة، تبدأ باستمرار احتلال العدوِّ الإسرائيليِّ لأراض لبنانيَّة، وإعادة إعمار ما تهدَّم في أثناء الحرب، وتطبيق القرار ١٧٠١، واحتكار الدولة للسِّلاح، كما لقرار الحرب والسِّلم.
فهذه العناوين الَّتي يسردها الرئيس عون، ويعلن عنها أمام زوَّاره، وتنقلها وسائل الإعلام، هي ما يعمل لها العهد الجديد بالتَّعاون مع الحكومة برئاسة نواف سلام، وهي وردت في خطاب القسم والبيان الوزاري، ولا اعتراض عليها من أيِّ طرف سياسيِّ، وغالبيَّة الكتل النّيابيّة ممثَّلة بالحكومة، وملتزمة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النَّار مع العدوِّ الإسرائيليِّ، وهو ما نفَّذه لبنان، وبقي على إسرائيل أن تكمل انسحابها الذي كان من المفترض أن يكون انتهى في ١٨ شباط الماضي، وتوقَّفت الاعتداءات على لبنان، لكن العدوَّ الإسرائيليَّ مستمرٌّ في غاراته وقصفه لأهداف يدَّعي أنَّها مخازن أسلحة لـ "حزبِ اللّه" أو مسؤولين فيه.
فالرَّئيس عون يؤكِّد بأنَّه يتلقَّى ضمانات وتطمينات دوليَّة، بأنَّ لبنان لن يكون ساحة حرب جديدة، لكن عليه التزامات يجب أن يقوم بإنجازها، بتسليم "حزب اللَّه" لسلاحه، ليس جنوب اللّيطاني فقط، بل شماله وكلّ لبنان، وهو ما يرفضه رئيس الجمهوريَّة الذي يقول لزوَّاره، بأنَّ هذا الموضوع دقيق ومرتبط باستراتيجيّة الأمن الوطني، التي تحدَّث عنها في خطاب القسم، وسيأتي الوقت الذي سيتمُّ الحوار حولها واتخاذ القرار.
ويبتعد الرَّئيس عون عن كلِّ ما يزعزع السِّلم الأهلي، ويهزُّ الوحدة الوطنيَّة، وهو في هذا المجال يعمل على أن تكون جميع المكونات شركاء في السّلطة والقرار، وهذا ما يعطي قوَّة للبنان الذي بوحدة شعبه يحقِّق المعجزات، وهو من هذا المنطلق يتحدَّث عن تفاؤله بلبنان الذي تجلَّى بوحدته في الإفطار الذي أقامه رئيس الجمهوريَّة في قصر بعبدا، وهو ما عكسه في كلمته الَّتي شدَّد فيها على وحدة اللّبنانيّين.
فالتَّفاؤل الذي يُبديه رئيس الجمهوريّة، نابع من ما ينقله اليه موفدون لدول لا سيما المؤثرة في لبنان والمنطقة، بأنَّه سينعم بالاستقرار، وأنَّ المطلب الأميركي بتشكيل ثلاث لجان مدنيّة لها ثلاث مهمات وهي: ترميم الحدود البريَّة وإخراج الاحتلال الإسرائيلي من النقاط الخمس وإطلاق سراح معتقلين أو أسرى لبنانين، وأنَّ المسألة لا تتعدّى هذه العناوين، ولم يطلب الأميركيون التَّطبيع بين لبنان والعدوِّ الإسرائيليّ، وإنَّ رئيس الجمهوريَّة أبلغ الموفدة الرِّئاسيَّة الأميركيّة مورغان أورتاغوس، بأنَّ لبنان ملتزم باتفاقيًة الهدنة، وتحت سقفها يعمل ما بعد تطبيق القرار ١٧٠١، ولا يمكنه تحمّل توقيع "اتفاق أبراهام"، وردت الإدارة الأميركية متفهّٓمة موقف لبنان، الذي أمامه مهمَّات صعبة عليه تحقيقها.
من هنا، فإنَّ الرَّئيس عون، يؤكِّد لزوَّاره، بأنَّ الكرة في ملعبنا للتَّوافق والتَّفاهم والوحدة، ومن خلال هذه الأجواء، يمكن فرض شروطنا، لكن علينا أن نبدأ من مكان ما، وباشرت الحكومة التَّعييناتِ، ووضع آليَّة لها، وسيتبع ذلك بدء الإصلاح، وهو طريق الإنقاذ، ويتطلَّع الخارج على لبنان، كيف سيطبق إصلاحات مطلوبة دوليًّا وعربيًّا، وسبق لحكومات سابقة أن تبنَّت الإصلاح، لكنَّها لم توفِّره، والعهد الحالي برئاسة عون ومع الحكومة، ستقوم ورشة إصلاح في كل الشُّؤون، ومن ضمن الأولويَّات، وأبرزها التَّعيينات في الإدارة، التي ستعكس الإصلاح داخلها، ومحاربة الفساد، والقضاء على الرَّشوة، وكلَّفت الحكومة لجنة وزاريّة للبحث في "الحوكمة الرّشيدة" واستخدام وسائل تقنيَّة تساعد الإدارة في عملها، وتستعجل إنجاز معاملات المواطنين، بإقامة "حكومة إلكترونيّة" موازية للحكومة أو السُّلطة التَّنفيذيَّة.