هنادي عيسى- خاصّ الأفضل نيوز
يعتبر النجم العربي وليد توفيق من أبرز المطربين الذين مروا في الساحة الغنائية العربية، حيث قدم مئات الأعمال الفنية سواء الغنائية والتمثيلية وآخرها أغنية " كبرت البنوت" وفي حواره مع "الأفضل نيوز" يتحدث أبو الوليد عن تاريخه الفني وآخر أعماله:
-لماذا ابتعدت عن طرح ألبومات غنائية جديدة منذ عام 2010؟
-السوق الغنائي العربي دُمّر، والأمر يتلخص في أننا كعرب، وبالتحديد دول شمال إفريقيا والشام، ليست لدينا حقوق فكرية وأدبية، فأول ما نطرح الألبوم في الأسواق يتعرّض للقرصنة، على عكس دول الخليج التي تسنّ قوانين صارمة لحماية الحقوق. فالمطرب الخليجي حقه مُصان، ولذلك يعمل وينتج ألبومات كما يشاء، وإذا حاول أي مطرب منا أن يغني في الخليج فلن تكون له مكانة المطرب صاحب البلد، ربما في الماضي كنا نطرح أغنية خليجية كانت تحقق نجاحاً مبهراً لقلة الأصوات الخليجية، لكن الآن هناك مطربون خليجيون استطاعوا أن يحققوا نجومية في الوطن العربي أجمع مثل حسين الجسمي.
ومن الأسباب أيضاً التي أضرّت بالصناعة، تنافس الشركات الإنتاجية على القنوات الفضائية، فإذا لم تكن نجماً من نجوم تلك الشركة، لن يكون لك مكان في تلك القنوات، وبالتالي لن يرى الجمهور أعمالك الجديدة.
فأنا مثلاً، أشتغل الآن أكثر من فترة شبابي، لكن حين تُحجم تلك القنوات عن عرض أعمالي، أخرج من المسرح وأختفي. فمثلاً في الماضي حينما كنت أحيي حفلة غنائية في مصر، كان الوطن العربي كله يعرف الخبر ويشاهد الحفلة، علما أن السوشيل ميديا باتت تعوض هذا الاحتكار.
-وكيف ستتغلب على تلك الأزمة؟
-كنت أول من نادى بفكرة الأغنية الـ «سينغل»، فحين تعمل على ألبوم يتضمن 10 أغنيات أو 12 أغنية، وتصور أغنية أو أغنيتين، جمهورك فقط هو الذي سيستمع إلى الألبوم كاملاً، أما جمهور الأغنية عموماً فسيستمع إلى الأغنية المصورة ويترك سائر الأغاني، أي في النهاية الأغنية هي الأساس. كما أن لدينا الآن مجالاً جديداً هو الإنترنت الذي نستطيع من خلاله أن نقدّم أعمالنا وننشرها كما لم نكن.
-هل تاريخ وليد توفيق يساعده على البقاء حالياً في الساحة الغنائية رغم كثرة المتنافسين؟
-بكل تأكيد، خاصة تاريخي السينمائي. ورغم أنني لم أقدم سوى 12 فيلماً، إلا أن تلك الأفلام لها تأثير كبير في نجاحي وشهرتي في الوطن العربي.
-لماذا؟
-ربما تهمّش القنوات إذاعة أغنياتي لأنني لست عضواً في شركاتها، لكنهم سيكونون مجبرين على عرض الأفلام، لأنها لا تتضمن وليد توفيق وحده، وإنما يشاركني فيها نجوم آخرون... فحتى اليوم، لا تزال تُذاع أفلام: «وداعاً للعزوبية»، «أنا والعذاب وهواك»، «قمر الليل»، و «من يطفئ النار» الذي لا يزال يحتفظ بشهرته وشعبيته الجارفة في الوطن العربي.
-هل ترى أن أغنياتك القديمة ما زالت تحافظ على مكانتك؟
-بالتأكيد لها تأثير كبير، فأغنية «انزل يا جميل ع الساحة» ما زالت واحدة من أهم الأغاني في تاريخ الأغنية. وللعلم، ستدخل الأغنية قريباً موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، للنجاح الكبير الذي حققته منذ أن قدمتها، ولقدرتها على الحفاظ على نجاحها حتى وقتنا هذا.
-كيف حافظ وليد توفيق على نجوميته كل هذه الفترة؟
-تعبت وسهرت، وأعمل ليل نهار من أجل الحفاظ على مكانتي، وأتواصل أيضاً مع كل الأجيال، السابقة واللاحقة، وأعرف جيداً حدودي، وأعلم ما المطلوب مني، ولا أضع حواجز أمام جمهوري أو المتعاونين معي، فمنذ أن ظهرت وليس لديَّ مدير أعمال، لديَّ فقط أصدقاء يساعدونني في عملي.
-لماذا ابتعدت عن السينما 20 عاماً؟
-أنا إنسان مزاجي، إضافة إلى أن أحوال السينما قد تدهورت بعد حرب العراق وانخفض الإنتاج وظهرت أفلام المقاولات، وأنا أرفض تلك الأعمال، فحين قررت الدخول إلى عالم السينما، كانت لديَّ خطة واستطعت تنفيذها، وهي أن ترتقي السينما باسم وليد توفيق، والحمد لله تمكنت من ذلك حتى آخر فيلم قدمته مع رانيا فريد شوقي عام 1995 «وداعاً للعزوبية».
-حدثنا عن آخر إصداراتك " كبرت البنوت"؟
-الأغنية كتب كلماتها ولحنها الممثل جورج خباز منذ سنوات عديدة وقد صورتها كليب تحت إدارة المخرج المصري إيهاب عبداللطيف، وأظهر في العمل كأب يعبر بطريقة طريفة عن رفضه للشاب الذي أحبته ابنته، فعندما يأتي الشاب لطلب يدها يرفض استقباله، ما يؤدي إلى تدخل ابنته وسط أجواء عفوية، ثم تتوالى المشاهد لتُظهر مراسم زواجها.
إنَّ حماستي لإعادة تقديم أغنية "كبرت البنوت"، سببها حب ورغبة في تقديم الأغنية بشكل فيه نوع من الفرحة، و ذات يوم كنت أشاهد الممثل جورج خباز على التلفزيون وسمعته يغني "كبرت البنوت" بطريقته الحزينة، لذلك أحببت أن أقدمها بطريقتي عندما أشتريت حقوقها العلنية منه فأضفت عليها لمسة .
أحببت تقديم شيء مختلف كما فعلت في أغنية "بلاش تبوسني في عنيا"، لموسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب، وقدمتها بشكل حديث ومختلف، لذا قمت بوضع بعض اللمسات على أغنية "كبرت البنوت"، وسجلتها بوجود خباز داخل الاستديو وكان متحمسًا لتقديمها بشكلها الجديد وكانت أجواء التسجيل مليئة بالحب والفرح". والأغنية قدمت بكل حب وطاقة إيجابية، ويمكن أن يكون التحدي هو فكرة تقديم أغنية سبق تقديمها على المسرح وحققت ملايين المشاهدات، ففكرة تقديمها بشكل جديد ومختلف عما قُدم جعلني أشعر بالتحدي وأيضًا شعور الأب بابنته عند الزواج لم أشعر به من قبل فكانت هذه المرة الأولى لي، التي ترافقني فيها هذه المشاعر والأحاسيس، لكن الحمد لله لاقت الأغنية تفاعلًا كبيرًا فور طرحها وحازت على إعجاب الناس".