ميشال نصر - خاص الأفضل نيوز
حبس أنفاس في المنطقة، عشية انطلاق المفاوضات في سلطنة عمان، بين واشنطن وطهران، بدفع ووساطة من السعودية وبغداد وموسكو. أما في لبنان، أحد أبرز ساحات المنازلة بين الطرفين، فهدوء على جبهة السلاح، وهجوم على خط الإصلاح ومحاربة الفساد، من جلسات حكومية ماراتونية، إلى "كبسات رئاسية" لمرافق الفساد، رسمت خطوطها، وربما حدودها، زيارة مساعدة ويتكوف إلى بيروت، مورغان أورتاغوس.
فالتطورات الإقليمية التي ستترك آثارها على أكثر من دولة وملف، وفقًا للمتابعين، بدأت أولى تداعياتها اللبنانية حتى قبل الإعلان الرسمي عن لقاء سلطنة عمان، من لهجة مورغان أورتاغوس الهادئة خلال لقاءاتها الرسمية في بيروت، والتي يقال أنها جاءت بناء لقرار من الإدارة، لعدم إفشال الترتيبات التي كانت جارية "تحت الطاولة" بين واشنطن وطهران، رغم أنها عادت وصعدت من كلامها خلال إطلالاتها الإعلامية المتعددة.
وفي هذا الإطار تكشف المعلومات أن أورتاغوس ستنضم إلى رئيسها ستيفين ويتكوف، في عمان، كفرد من أعضاء الوفد الأميركي المفاوض، علمًا أنها سبق وشاركت في اللقاءات والقمم التي عقدت في واشنطن فيما خص الملف الإيراني، سواء خلال زيارتي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أو وزير أمنه الاستراتيجي.
وتتابع المصادر، بأن أورتاغوس تصنف من الشخصيات الأساسية في الفريق، والتي تلعب دورًا كبيرًا على صعيد الساحتين اللبنانية والسورية، وكذلك في الملف الإيراني، وهو ما ظهر جليًّا في إطلالاتها الإعلامية الأخيرة، والتي أضاءت على مدى عمق معرفتها بتفاصيل ذلك الملف.
وتشير المعطيات إلى أن ثمة كلام في الكواليس، عن إمكان "سحبها" من تفاصيل الملف اللبناني، أقله خلال الفترة القادمة للتفرغ لموضوع المفاوضات، الذي ستخوضه واشنطن ليس فقط عبر ويتكوف، إنما من خلال لجان متخصصة في أكثر من مجال، جرى إعدادها لمواكبة تقدم المفاوضات.
وإلى هذا السبب، يضاف أمر آخر وفقًا لمطلعين، هو تحريض فريق لبناني ضدها، في واشنطن، على خلفية الإحراج الذي سببته خلال زيارتها الأولى، والذي دفع بالمبعوث الخاص إلى المنطقة ستيفن ويتكوف التدخل معها شخصيًّا، وإبلاغها ضرورة عدم التصريح إلى حين انتهاء زيارتها إلى بيروت.
في كل الأحوال، يبدو أن الضغط الممارس لا يطال أورتاغوس فقط، إذ علم أن القيادة الأميركية المركزية طلبت من رئيس اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مغادرة مقر عمله في السفارة الأميركية في عوكر، والالتحاق بمقر قيادته، دون تحديد موعد لعودته، تزامنًا مع الحديث عن تعليق اللجنة لعملها وإن بشكل غير معلن.
رأت أوساط متابعة أنها تصب في خانة القرار الأميركي، بتقديم بوادر حسن نية عشية المفاوضات للجانب الإيراني، من هنا فإن التركيز الفعلي والأساسي، والضغط خلال هذه المرحلة، بات أكبر بشكل واضح على صعيد ملف الإصلاح، وإقرار القوانين المطلوبة، وهو ما حرك الحكومة باتجاه التسريع في إقرار مشروعي قانون السرية المصرفية الجديد، وقانون إعادة هيكلة المصارف، لإحالتهما إلى المجلس النيابي، ورمي الكرة في ملعب ساحة النجمة، وسط الريبة الدولية من أن تمرير إقرارهما قد يكون مع وقف تنفيذهما بحكم الأمر الواقع، إلى ما بعد إنجاز استحقاق الانتخابات النيابية.
أما الوجه الآخر للتحرك، وفقًا للأوساط، فهو "الكبسات" التي بدأها رئيس الجمهورية جوزاف عون، والتي طالت أمس أحد مواطن الفساد المعشش في مؤسسات الدولة، مصلحة تسجيل السيارات في الدكوانة، وقبله إلى مرفا بيروت، في ظل الحملة التي بدأت منذ أيام، والحديث عن وضعه الأمني، وما يرافق ذلك من ضرورة إقرار قوانين تتعلق بالتهرب الجمركي والضريبي والذي يُدخل مئات ملايين الدولارات على خزينة الدولة، وكذلك إقرار هيكلية تنظيمية جديدة لإدارة أمن الفرق، يرجح أنها ستكون "جهاز أمن المرفأ" على غرار "جهاز أمن المطار"، في إطارِ توحيد الأجهزة الأمنية العاملة في المرفا تحت قيادة واحدة، خاتمة ، بأن "غارة" الرئيس عون بالأمس لن تكون وحيدة، وأن ثمة "بنك أهداف" لدى الدوائر المعنية في رئاسة الجمهورية والفريق الاستشاري، "جايي الدور عليها".