نسلّط في اليوم العالمي للثلاسيميا الضوء على هذا النوع من فقر الدم الوراثي، الذي كان يُعدّ حكماً بالموت قبل أن تُحدث التطورات الطبية فرقاً جذرياً جعل التعايش معه أمراً ممكناً.
الثلاسيميا، أو أنيميا البحر الأبيض المتوسط، مرض جيني يُنتقل من الأهل إلى الأطفال، ويؤدي إلى انخفاض عدد كريات الدم الحمراء أو كمية الهيموغلوبين في الجسم. ويُعزى انتشاره الواسع في منطقتنا إلى زواج الأقارب، ما يزيد من فرص وراثته بين الأجيال.
عرفه العالم أولاً باسم “فقر دم كولي”، نسبةً إلى الطبيب الأميركي توماس كولي الذي وصفه عام 1927. ويصنّف هذا المرض إلى درجات متفاوتة، منها ما لا يحتاج إلى علاج، ومنها ما يستدعي نقل دم منتظماً وعلاجاً للتخلص من الحديد الزائد.
تبدأ أعراضه منذ الولادة أو تظهر في السنوات الأولى من حياة الطفل، وتشمل الإرهاق، الشحوب، بطء النمو، وانتفاخ البطن، وغيرها. كما أنّ بعض حاملي الجين قد لا تظهر عليهم أي علامات.
وتتراوح المضاعفات بين تشوهات في العظام وتضخم الطحال إلى مشاكل في القلب، ناهيك عن خطر العدوى بسبب ضعف الجهاز المناعي، وزيادة الحديد في الدم بفعل نقل الدم المتكرر.
ورغم هذه التحديات، بات من الممكن اليوم أن يعيش المرضى حياة طبيعية نسبياً، بفضل التقدّم في العلاجات مثل نقل الدم المنتظم، والأدوية المخفِّضة للحديد، وحتى زراعة الخلايا الجذعية في بعض الحالات.