ميشال نصر - خاص الأفضل نيوز
مع انتهاء المعارك البلدية والاختيارية، إلى ما انتهت إليه، من تعزيز مواقع، وإعادة رسم خطوط التوازنات بين الأطراف الداخلية، عادت عقارب الساعة السياسية إلى دورانها، مع تسابق الملفات إلى احتلال الصدارة، في ظل بداية تحولات، قد تكون طلائعها في سقف كلام أمين عام حزب الله العالي، وزيارة وفد من كتلة الوفاء للمقاومة إلى قصر بعبدا، ربما بهدف "شرح" ما ورد على لسان الشيخ قاسم.
ومن الملفات العالقة، موضوع الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال، والتي سادت موجة إيجابية خلال الأيام الماضية حول قرب إطلاقهم، بعد تسجيل بعض الحلحلة، التي فرضتها التطورات الإقليمية والمساعي المبذولة، للتخفيف من الاحتقان القائم على الجبهة اللبنانية، خصوصاً بعد قرار "تل أبيب" بإعادة نشر قواتها العسكرية على طول الحدود، بشكل مفاجئ .
مصادر دبلوماسية مواكبة أشارت إلى أن الإيجابية التي يبنى عليها مرتبطة بعوامل إقليمية ودولية، أكثر منها محلية، وكنتيجة غير مباشرة للاتصالات الجانبية التي يجريها الطرفين الأميركي والإيراني على هامش المفاوضات النووية، والمرتبطة ببعض ملفات المنطقة ذات الطابع الأمني.
وتتابع المصادر، أن التعقيدات في ملف الأسرى ارتبطت أساسًا، بوضع واشنطن و"تل أبيب" شروط ومطالب لا يملك الجانب اللبناني صلاحية أو إمكانية التعامل معها، لارتباطها بدول وأطراف أخرى، وهو ما أضعف الموقف المفاوض اللبناني، موردة في هذا المجال الشروط الثلاثة التالية:
- تقديم معلومات حول مصير الصحافي الأميركي المفقود في سوريا أوستن تايس، وقد شكل هذا الملف فاتحة التعاون، إذ دخلت على خطه إحدى الجمعيات الأميركية، عبر شخصية أميركية من أصول لبنانية، نجحت في إقناع الطرف الإسرائيلي بإطلاق أحد عناصر حزب الله، خلال دفعة التبادل الأولى كبادرة حسن نية، مقابل معلومات تم الحصول عليها، سمحت بإحراز بعض التقدم، قبل أن تدخل طهران مباشرة على الخط، من خلال إرسالها مسؤولًا سوريًّا رفيعًا مطلعًا على دقائق الملف إلى بيروت ولقائه فريقًا أمنيًّا أميركيًّا في عوكر، حيث أدلى بمعطيات سمحت بتحديد إحداثيات لمواقع محتملة، أوصلت فريقًا قطريًّا إلى العثور على ثلاث جثث في موقعين داخل سوريا، نقلت إلى الولايات المتحدة، دون أن يتم الإعلان حتى الساعة عن نتائج فحوص الحمض النووي، وسط تكتم شديد.
- الملف الثاني، مرتبط بالمجندة الإسرائيلية السابقة، من أصول روسية، والتي تعمل كباحثة، اليزابيت تسوركوف، التي انقطع الاتصال معها خلال زيارة لها إلى العراق، وتحديدًا بالقرب من بغداد، ليتبين لاحقاً نتيجة المعلومات الاستخباراتية وجودها لدى كتائب حزب الله العراقي، التي ما زالت حتى اليوم لا تقدم إجابات دقيقة حول الأمر، أو تقدم أي معلومات حاسمة حول مصيرها، رغم الضغوط الكبيرة التي مارسها ويمارسها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني.
- الملف الثالث، مرتبط بمعرفة مصير ومكان رفات، رئيس الطائفة اليهودية في لبنان، شلومو مراد جاموس، الذي كان يقيم ويعمل كتاجر منسوجات وعقارات، والذي اختفى وانقطعت أخباره في بيروت قبل 41 عاماً، تحديدًا في آب 1984 ، بعد خطفه من مكتبه قبل حرقه، على يد فصيل حزبي لبناني، وفقًا للتقارير الإسرائيلية. وقد تم إدراج اسمه، بعد حملة ضغط إعلامية قادتها عائلته، فرضت بموجبها على الحكومة الإسرائيلية، شموله بأي صفقة تبادل.
أوساط لبنانية كشفت، من جهتها، أن تعقيدات كثيرة لا زالت تحيط بملف الأسرى، إذ أنه من الصحيح أن الدولة اللبنانية قدمت لائحة اسمية ب 15 اسمًا، سامها حزب الله، لا زالوا محتجزين لدى إسرائيل، إلى كل من الوسيط الأميركي، وإلى لجنة مراقبة وقف النار، إلا أن هذا الرقم قد لا يكون دقيقًا، خصوصًا أن آخر إحصاء بين وجود أكثر من 70 مفقودًا حتى الساعة، من عناصر حزب الله، لم يعثر على أي أثر أو أشلاء لهم، بعد انتهاء عمليات البحث، وسط ترجيحات بأن يكون قد تم أسرهم من قبل إسرائيل خلال المعارك، دون الإعلان عن ذلك.