رأى وزير المال ياسين جابر، "إنَّنا نعيش اليوم على خط مصيري وسط التحديات المتلاحقة، واليوم، المطلوب أكثر من أي يوم مضى الحكمة والالتفاف الوطني الجامع الذي يوفره الاستقراران -الأمني والسياسي ، وحينها ستشهدون ونشهد أن الطاقات اللبنانية العامة والخاصة ومبادراتهم الطموحة لقادرة على إحداث الفرق الذي نتطلع إليه".
الوزير جابر كان يتحدث خلال رعايته الاحتفال الذي الذي نظمته المدرسة الإنجيلية الوطنية في النبطية لتخريج طلابها الناجحين في الصفوف النهائية بحضور شخصيات وأهالي الطلاب .
وقال جابر في كلمته: "بالأمس وقفنا في مدرسة السيدة للراهبات الأنطونيات، واليوم في المدرسة الإنجيلية وفي مدينة النبطية بالذات -هذه المدينة التي يصنفها بعض الضعفاء أنها غريبة عن الرهبانية والإنجيل، ولا يعرفون أنها حصن من حصون الوحدة الوطنية ، وقَّعنا لنحتفل معاً ومن كل أطياف المدينة وطوائفها ومذاهبها بفرح تخرج دفعات من الطلاب الذين كتبوا بالدم والدموع ووسط الدمار امتحاناتهم واستحقوا النجاحات التي يحصدونها اليوم، ولنبرهن لمن يجهل أو يحاول تجاهل التاريخ، أن هذا في هذه الأرض -بترابها ومائها وهوائها وبثقافة شعبها -تتكرس معادلة الانفتاح وتسقط نظريات وتنظيرات بعض أصوات التقوقع والجنوح نحو غلق الأبواب أمام اللبنانيين بعضهم على البعض الآخر".
وقال: "النبطية التي أعطت العلماء والمميزين، معتصرة إبداعاً جُبل بالأمل والألم والتضحية، لن تحيد كما الجنوب عن أسس نهائية لبنان المستعادة سيادته على كامل ترابه الموفور الكرامة الجامع لكل أبنائه المتعاضدين، الساعي إلى التطور، المتطلع دوماً إلى مستقبل أفضل آمن ومزدهر".
وأضاف: "نحن نعيش اليوم على خط مصيري وسط التحديات المتلاحقة، فإذا أحسنَّا التعامل إزاءها بحكمة تقودها اليوم جهود القيادات الرسمية المتضامنة التي تجسدها رئاسات الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة مجتمعة، وبالتفاف وطني جامع، سنتجاوز الأخطار، وستفتح أمامنا واحة استقرار آمنة وواعدة حين نبدأ بتلمس بشائر إعادة الإعمار، وثمار الخطوات الإصلاحية التي وضعتها الدولة على السكة الصحيحة وها هي اليوم في صلب ورشة استنهاض المؤسسات وتطويرها وتحديثها وعودة الحقوق إلى أصحابها وفي مقدمها استعادة
المودعين لودائعهم وصيانة المال العام واستعادة ثقة المجتمع الدولي ببلدنا، وجذب الاستثمارات وتنشيط كل القطاعات الاقتصادية، ووضع خطوات ثابتة على طريق عدالة اجتماعية آمنة، لنُسقط سوياً كل التصنيفات السلبية التي وسمتها به بعض مؤسسات الائتمان الدولية، ولتستعيد مكانة مرموقة وسمعة طيبة وسط دول العالم".
وقال: "ثقوا أن استعادة نهوض لبنان اقتصادياً لن يكون مستحيلاً، إذا أحسننا تجنب تداعيات الأحداث الجارية ... لذا المطلوب اليوم أكثر من أي يوم مضى الحكمة والالتفاف الوطني
الجامع الذي وحده يوفر الاستقرارين- الأمني والسياسي، وحينها ستشهدون ونشهد أن الطاقات اللبنانية العامة والخاصة ومبادراتهم الطموحة لقادرة على إحداث الفرق الذي نتطلع إليه" .
وختم: "وبالعودة إلى مناسبة اليوم- يوم الفرح -أتوجه إلى القيمين على هذا الصرح التربوي الموقر، وإلى الطلاب المتميزين وإلى أهاليهم والحضور الكريم لأقول إنه لمن دواعي الامتنان أن أقف أمامكم اليوم للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس هذه المؤسسة المرموقة وللاحتفال بتخرج دفعة عام .۲۰۲۵ مخصاً بالشكر إدارة هذه المدرسة وأساتذتها على تنشئة جيل جديد من الأفراد المتعلمين الذين يستعدون لمواجهة تحديات المستقبل، والامتنان الخالص لرعاة هذه المؤسسة المرموقة سينودس الكنائس الإنجيلية الوطنية في سورية ولبنان الذين دائماً كانوا ملتزمين برسالتها على مدار القرن الماضي، حتى في خضم الاضطرابات التي شهدتها بلادنا. وبالنسبة للخريجين، أود أن أؤكد أن التخرج لا يمثل نهاية رحلة شاقة بل هو بداية فصل جديد رائع. بغض النظر عن مشاعركم تجاه فترة دراستكم أنتم الآن على استعداد لمواجهة العالم. ستكونون دائمًا في عملية نمو وتغيير وتعلم ، وعليكم أن تسعوا لأن تكونوا أفضل نسخة من أنفسكم. والشكر موصول لمدير هذه المؤسسة، مبروك للخريجين، الشكر مجدداً للقيمين على هذا الصرح والشكر موصول لمدير هذه المؤسسة الراقية الأستاذ شادي الحجار والعقبى لمئوية قادمة ودائماً في النبطية المعطاءة علماً وعلماء".
وتخلل الاحتفال كلمة لمدير المدرسة الإنجيلية شادي الحجار. ولأمين سر لجنة الشؤون التربوية والتعليمية في السينودس الدكتور جوني عواد
ثم سلم جابر والحجار شهادات تقديرية للطلاب المكرمين.