خلال إقامته في باريس، رسم فان غوخ أربع لوحات لدوّار الشمس تظهر الزهرات ممددة على الأرض أو الطاولة، مبرزًا براعته في اللون والتفاصيل الدقيقة. وجد متعة خاصة في رسم هذه الأزهار، حتى إن صديقه غوغان شاركه إعجابه بها.
في 1888، انتقل فان غوخ إلى آرل جنوب فرنسا هربًا من ضجره في باريس، وهناك انطلق بشهية كبيرة للرسم، كما كتب لشقيقه تيو. في آرل رسم خمس لوحات أخرى لدوّار الشمس، أضفى عليها درجات متنوّعة من الأصفر، مؤمنًا بأن التماوج في لون واحد لا يقلل من أناقة العمل.
النقاد اليوم يجمعون هذه اللوحات في سلسلة واحدة، رغم أن فان غوخ لم يقصد ذلك. فقد أرادها ضمن ثلاثيات تبرز تآلف الأزرق والأصفر، وكتب عن رغبته في رسم 12 ثلاثية، لكنها لم تتحقق. عند وفاته، كان قد أنجز سبع مجموعات، لم يبق منها سوى خمس متاحة للعرض، موزعة بين متحف لندن الوطني ومتحف فان غوخ في أمستردام ومؤسسات أخرى، وهي هشّة وثمينة جداً حتى أن أصحابها يرفضون إعارتها لأي معرض.