بعد أقل من ثلاثة أسابيع على العملية التي Ù†ÙØ°ØªÙ‡Ø§ القوات الأميركية ÙÙŠ تشرين الأول (أكتوبر) 2019 وقتلت Ùيها زعيم تنظيم "داعش" السابق أبو بكر البغدادي، خرج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب معلناً أن "الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© لديها عين على الرجل الثالث ÙÙŠ التنظيم" وهدّد قائلاً إنّه "ÙÙŠ ورطة كبيرة لأننا نعلم أيضاً من هو". وقبل ذلك بأيام قليلة ØµØ±Ø ØªØ±Ø§Ù…Ø¨ أن "واشنطن تراقب القائد الجديد لتنظيم "داعش" الإرهابي" ÙÙŠ إشارة ÙˆØ§Ø¶ØØ© إلى زعيمه الجديد أبو إبراهيم القرشي الذي عينه مجلس شورى التنظيم ÙÙŠ منصبه بعد مقتل البغدادي بأيام قليلة Ùقط.
إذاً، كانت واشنطن "تعلم وتراقب" لكنها لم تتخذ قرار Ø¥Ø²Ø§ØØ© أبو إبراهيم القرشي من المشهد إلا بعد عامين ÙˆÙ†ÙŠÙØŒ ولسوء ØØ¸ ترامب لم ÙŠØØ¯Ø« ذلك ÙÙŠ عهده بل ÙÙŠ عهد خلÙÙ‡ جو بايدن. ØªÙØªØ هذه Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø±Ù‚Ø© الباب على مصراعيه أمام تساؤلات كثيرة ØÙˆÙ„ طريقة تعامل واشنطن مع تنظيم "داعش"ØŒ وما هو السرّ ÙÙŠ اختيار توقيت عمليات استهدا٠قادته، وهل يتعلق ذلك بوقائع ميدانية ولوازم لوجستية يقتضي ØªÙˆØ§ÙØ±Ù‡Ø§ لتنÙيذ مثل هذه العمليات المعقدة أم أن الاستثمار السياسي ÙÙŠ الداخل الأميركي هو الذي يتØÙƒÙ… Ø¨ÙØ±Ø¶ أجندة Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙ‡Ø¯Ø§ÙØ§Øª ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ أوقاتها بما يناسب Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© السياسية والانتخابية لساكن البيت الأبيض، أيّاً يكن؟
عندما أعلن ترامب عن مقتل البغدادي ÙÙŠ أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2019 كان ÙŠÙØµÙ„Ù‡ عام كامل عن موعد الانتخابات الرئاسية ÙÙŠ أميركا والتي كان يأمل من خلالها Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على ولاية ثانية، وقد قيل الكثير عن رهان ترامب على مقتل البغدادي لتعزيز شعبيته قبيل تلك الانتخابات، Ù…ØØ§ÙˆÙ„اً ÙÙŠ ذلك على ما يبدو استنساخ تجرية سلÙÙ‡ باراك أوباما الذي أدى مقتل أسامة بن لادن دوراً مؤثراً ÙÙŠ إعادة انتخابه لولاية ثانية. غير أن Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙÙŠ تكريس هذا الترابط بين أجندة الاغتيالات ومواعيد الانتخابات يعود إلى الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الذي أعلن ÙÙŠ عهده عن مقتل المؤسس Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ÙŠ لتنظيم "داعش" أبو مصعب الزرقاوي عام 2006.
ولا يمكن التكهّن بالأسباب التي منعت ترامب من أن يكون أول رئيس أميركي يكون له Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙÙŠ مقتل زعيمين متتاليين لتنظيم "داعش" ÙÙŠ عهده، خصوصاً أنه ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ أن بلاده تعلم وتراقب الزعيم الجديد. Ùلماذا لم يأمر ترامب بقتل أبي ابراهيم القرشي لاستغلال ذلك ÙÙŠ انتخاباته الرئاسية. من شأن عدم ØØ¯ÙˆØ« ذلك أن يضع٠العلاقة بين Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙ‡Ø¯Ø§ÙØ§Øª الأميركية لرؤوس الإرهاب ومتطلبات المعارك الانتخابية، خصوصاً أن ترامب كان أمام ÙØ±ØµØ© تاريخية قد لا تتكرر لأي رئيس أميركي آخر.
ولكن هناك من يجادل ÙÙŠ أن القرار العملي الذي يقضي بتنÙيذ قائمة الاغتيالات ØØªÙ‰ بعد صدور قرار بشأنها من البيت الأبيض إنما يعود إلى قادة البنتاغون الذين يكون لديهم هامش للمناورة ÙÙŠ عدم تنÙيذ بعض هذه الأوامر لأنها لا تتطابق مع المعطيات الميدانية أو Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ±Ø§ØªÙŠØ¬ÙŠØ© للولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وإن كانت تخدم Ù…ØµÙ„ØØ© البيت الأبيض وأجندته الانتخابية. وقد تعرض ترامب لمثل هذا الموق٠عندما أعلن أنه أمر باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد عام 2017 لكن وزير Ø¯ÙØ§Ø¹Ù‡ آنذاك Ø±ÙØ¶ تنÙيذ الأمر.
ويأتي مقتل أبو إبراهيم القرشي قبل انتخابات الكونغرس النصÙية بأقلّ من عام ØÙŠØ« من المقرر إجراؤها ÙÙŠ 22 تشرين الثاني (نوÙمبر) من العام الجاري، ولكن هل يكÙÙŠ هذا التقارب الزمني بين Ø§Ù„ØØ¯Ø«ÙŠÙ† لخلق رابط سببي بينهما؟ مما لا شك Ùيه أن الهاجس الانتخابي يمثل هاجساً دائماً ÙŠØÙˆÙ… ØÙˆÙ„ جميع قرارات وإجراءات الرؤساء الأميركيين المسكونين برغبة تجديد انتخابهم لولاية ثانية، لذلك لا يمكن استبعاد البعد الانتخابي ÙÙŠ قرار بايدن Ø¨ØªØØ¯ÙŠØ¯ موعد تنÙيذ عملية اغتيال القرشي ÙÙŠ هذا التوقيت القريب من الانتخابات النصÙية لعله ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ إعادة رص صÙÙˆÙ Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الديموقراطي لعدم خسارة مقاعد ÙÙŠ الانتخابات المقبلة، وهو ما بدأت مؤشراته بالظهور من خلال إعلان 23 من أعضاء مجلس النواب الديموقراطيين عدم ترشØÙ‡Ù… من جديد.
وما له صلة بالموضوع أن بايدن يواجه اتهامات كثيرة Ø¨Ø§ÙØªÙ‚اره إلى Ø§Ù„ØØ²Ù… ÙÙŠ السياسة الخارجية لبلاده، الأمر الذي قاده إلى الوقوع ÙÙŠ مطبات كثيرة بدءاً Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª النووية مع إيران ومروراً بعدم رسم استراتيجية ÙˆØ§Ø¶ØØ© للتعامل مع المل٠السوري وليس انتهاءً بطريقة تعاطيه مع Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³ÙŠÙ† الروسي والصيني، ويبدو أن بايدن لم يجد سوى بوابة Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على الإرهاب كي ÙŠØ±ÙØ¹ ÙÙŠ وجه هذه الاتهامات ما يستدل به على "ØØ²Ù…Ù‡" من دون أن يواجه ØªØØ¯ÙŠØ§Øª خارجية تترك تداعيات جسيمة على مستقبله السياسي.
وقد يكون أبو إبراهيم القرشي Ù†ÙØ³Ù‡ أدى الدور الرئيسي ÙÙŠ Ù„ÙØª انتباه بايدن إلى ضرورة التخلص منه، وذلك عندما أمر بالقيام بأكبر عملية عسكرية لـ"داعش" منذ هزيمته ÙÙŠ الباغوز ربيع عام 2019ØŒ Ù…ØØ§ÙˆÙ„اً إعادة استنساخ خطة "هدم الأسوار" التي Ù†ÙØ°Ù‡Ø§ سلÙÙ‡ البغدادي ÙˆØ£ØªØ§ØØª له إعادة التنظيم إلى Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø ÙƒÙ„Ø§Ø¹Ø¨ رئيسي.
ولعل بايدن لم يستطع أن يهضم ØµÙØ¹Ø© سجن غويران التي لا تزال ملابساتها ونتائجها غير ÙˆØ§Ø¶ØØ© ØØªÙ‰ الآن، وربما أوØÙ‰ له قادة البنتاغون بضرورة غسل آثار هذه Ø§Ù„ØµÙØ¹Ø© بأسرع وقت قبل أن يستغلها تنظيم "داعش" ÙÙŠ إعادة Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ استراتيجية الرعب ضد خصومه. وقد يكون الرد الأميركي باختيار زعيم تنظيم "داعش" لتصÙيته بعد أقل من أسبوعين على عملية سجن غويران خطوة تØÙ…Ù„ دلالتين Ù…Ø®ØªÙ„ÙØªÙŠÙ†: Ùهي من جهة تؤكد قدرة الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© على رد الصاع صاعين، ولكنها من جهة أخرى قد تكون دليلاً على درجة توجّع واشنطن ÙˆØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ ÙÙŠ "قوات سوريا الديموقراطية" من ØµÙØ¹Ø© غويران.
قد يكون القرشي تجاوز الخطوط الØÙ…راء، الأمر الذي أدى إلى استعجال واشنطن ÙÙŠ اتخاذ قرار التخلص منه، وقد يكون بايدن وجد ÙÙŠ ذلك ÙØ±ØµØ© للقيام بخطوة من شأنها أن تضمه إلى سجل الرؤوساء الأميركيين الذين قتلوا زعماء تنظيمات إرهابية ÙÙŠ عهودهم -وهو الذي يكاد أن يتØÙˆÙ„ لازمةً ÙÙŠ السياسة الأميركية- وقد تساهم أيضاً ÙÙŠ تعزيز ØØ¸ÙˆØ¸ ØØ²Ø¨Ù‡ الانتخابية.