كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
يعود الموفد الرئاسي الأميركي توم باراك إلى لبنان، مطلع الأسبوع المقبل، ليناقش مع الرؤساء الثلاثة، جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، للاطلاع منهم على الرَّد اللبناني، على ما ورد في الرَّد الأميركي، حول موقف لبنان من الورقة الأميركية التي قدمها براك، وتسلم الرد قبل نحو أسبوعين.
وزيارة باراك هذه المرة، ستكون مفصلية، وفق مصادر سياسية متابعة للحراك الذي يقوم به، بعد أن تلقى ردًّا موحَّدًا من المسؤولين اللبنانيين، أشاد به براك، واعتبره إنجازًا تحقق في الموعد المحدد لاستلامه الرد، الذي ركز على ضرورة تطبيق القرار 1701، واتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه لبنان والتزم به منذ 27 تشرين الثاني الماضي، وتسلم الجيش اللبناني أكثر من 85% من سلاح "حزب الله" جنوب الليطاني، وهذا ما أبلغه قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل إلى جميع المسؤولين، وإلى براك وتعرضه "القوات الدولية" العاملة في الجنوب، إضافة إلى أعضاء اللجنة العسكرية الخماسية المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار.
وما يهم براك من الرَّد اللبناني الرسمي، هو المهلة الزمنية التي سيتم فيها تسليم "حزب الله" لسلاحه، والتي يريدها الموفد الأميركي أن لا تطول، وتتم خلال ثلاثة أشهر، وتنتهي في نهاية تشرين الأول من هذا العام، وهو التوقيت الذي سبق لرئيس الجمهورية جوزاف عون، أن أعلن أن تسليم السلاح سيكون منتهيًا، أواخر العام الحالي 2025، ولم يعلن المساحة الجغرافية التي سيتم تسليم فيها السلاح، إن كانت في جنوب الليطاني أم شماله، وأن براك يريده في كل لبنان، وهذه نقطة يوجد خلاف حول تفسير ما ورد في القرار 1701، الذي يؤكد على جنوب الليطاني.
من هنا، فإنَّ زيارة الموفد الأميركي، ستكون حاسمة لجهة تبلغها عن الفترة الزمنية التي يحتاجها الجيش اللبناني لاستلام السلاح، أو نزعه إذا لم يسلمه "حزب الله" تلقائيًّا، وهو ما لن يفعله بعد، تؤكد مصادر فيه، قبل أن ينفِّذ العدو الإسرائيلي المطلوب منه، وهو لم يفعل بعد، فلم ينسحب من النقاط الخمس، كما من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي لمدينة الغجر، إضافة إلى 13 نقطة تحفظ عليها لبنان أثناء ترسيم الخط الأزرق بعد حرب تموز 2006، إضافة إلى نقطه B1 البحرية، التي لم يفاوض منها لبنان، عند البحث في ترسيم الحدود البحرية، وتحديد البلوكات النفطية.
والوقت لا يعمل لصالح لبنان، الذي لا يمكنه تنفيذ الطلب الأمريكي، حول الفترة الزمنية، التي سبق للموفد الأميركي أن أعلن في زيارته الأخيرة، بأنه ترك الموضوع للسلطة اللبنانية، لتبحث هذا الموضوع مع "حزب الله"، الذي عليه أن يتحول سياسيًّا، ويخلع عنه الثوب العسكري، كما نصحه براك الذي اعترف بـ "حزب الله" كمكوِّن سياسيٍّ وشعبيٍّ في لبنان، إنما عليه أن يتخلّى عن السِّلاح، وأن العدو الإسرائيلي مصرٌّ على أن لا يكون في جواره سلاح يهدِّد وجود إسرائيل، لا سيما "الصواريخ البالستية" و"اس - 300" وغير ذلك.
فهل لبنان مستعدّ وحضَّر نفسه لإبلاغ براك عن المهلة الزمنية لتسليم "حزب الله" لسلاحه؟.