لقد قسّمت أسباب Ø§Ù„ØØ±Ø¨ Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© على اليمن وسوريا ÙˆØ£ØØ¯Ø§Ø«Ù‡Ø§ ونتائجها أمّة العرب وأهل المنطقة إلى معسكرين رئيسيين واضØÙŠÙ†: معسكر المقاومة ÙˆØ§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± ومعسكر العدوان والهيمنة والتدمير.
"نؤكّد أنّنا جزء من المعادلة التاريخية التي أعلنها السيد ØØ³Ù† نصر الله؛ أنَّ تهديد القدس يعني ØØ±Ø¨Ø§Ù‹ إقليمية، ونؤكّد ثباتنا على موقÙنا المبدئي الدينيّ تجاه قضايا الأمة، ÙˆÙÙŠ مقدّمتها الوقو٠إلى جانب شعبنا الÙلسطيني"- السيد عبد الملك بدر الدين الØÙˆØ«ÙŠ
لم تÙÙ‚Ø¯Ù‘ÙØ± قوى الهيمنة الغربيّة أنّ الأمور ستسير على هذا النØÙˆØ› Ùقد بدا أنّ ما أطلقت عليه دوائر الإعلام الاستخباريّ ÙÙŠ الغرب اسم "الربيع العربيّ" هو ÙØ±ØµØ© تاريخيّة سهلة لتغيير وجه هذه المنطقة من العالم، وتØÙˆÙŠÙ„ها إلى مزارع متناثرة ÙŠØÙƒÙ…ها مقاولون صغار Ù…Ùوّضون بعقود٠غربيّة تضمن لهم امتيازات قليلة ووضيعة، ولكيان Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي سيادةً باسم قوى الاستعمار، وبالوكالة عنها.
وما دام شعار "Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø©" جميلاً وبرّاقاً وملØÙ‘اً ÙÙŠ الشارع العربي إلى هذه الدرجة، Ùلا بد لتلك القوى من أنْ تصادره كما صادرت كل المعاني والرموز ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ·Ù„ØØ§Øª النبيلة ÙˆØÙˆÙ‘لتها إلى أدوات خبيثة تستخدمها ÙÙŠ تركيب مشاريعها وصياغتها.
إذاً، Ùلتكن "Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø©"ØŒ ولكنْ ØØ±ÙŠÙ‘Ø© من؟ ÙˆÙƒÙŠÙØŸ وأين Ùلسطين ÙˆØØ±Ù‘يتها ÙÙŠ هذا الشعار؟ وماذا عن Ùلسطين ÙˆØ§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘ري منها؟ كان رائعاً وعظيماً بالنسبة إلى السيد الأميركيّ وأداته الإسرائيلية أنّ الكثير ممّن يهتÙون Ù„Ù„ØØ±ÙŠØ© ÙÙŠ شوارع العرب لا يهتمّون بمثل هذه الأسئلة ونتائجها.
موسم الصيد الاستعماريّ
شكّلت سوريا Ø§Ù„Ù…ÙØµÙ„ الأهمّ ÙÙŠ هذا المشروع، لأنّ دمشق هي آخر عاصمة عربيّة بقيت ØªØ±ÙØ¹ رسميّاً وعمليّاً لواء المقاومة ÙˆØ§Ù„ØªØØ±ÙŠØ±ØŒ وظلّت ملاذاً وسنداً عسكريّاً وسياسيّاً Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª Ø§Ù„ØªØØ±Ø± العربية، وخصوصاً أنّ سَوْقَ سوريا Ù…Ùكبّلةً وممزّقةً إلى Ø§Ù„ØØ¸ÙŠØ±Ø© الغربية يعني ضرب القضية الÙلسطينية ÙÙŠ القلب، ÙˆÙ…ØØ§ØµØ±Ø© شعب Ùلسطين الثائر أبداً ÙÙŠ زاوية ضيّقة، تمهيداً لخنقه كي يعلن الاستسلام.
ÙÙŠ اليمن، بدت الأمور بغاية السهولة ÙÙŠ بادئ الأمر؛ ÙØ³Ø±Ø¹Ø§Ù† ما جهّزت الأدوات الأميركية ÙÙŠ الإقليم "مبادرة عربية" تقضي بالقبض على زمام الأمور، عن طريق Ø¥Ø²Ø§ØØ© علي عبد الله ØµØ§Ù„ØØŒ وتنصيب نائبه الضعي٠والمطيع عبد ربه منصور هادي، Ù„ØªØµØ¨Ø Ù„Ù„Ø³Ø¹ÙˆØ¯ÙŠØ© الكلمة الأولى والأخيرة ÙÙŠ اليمن. بدا أنّ كلَّ شيء يسير على ما يرام، بما ÙÙŠ ذلك وضع مضيق باب المندب وعموم Ø§Ù„Ø¨ØØ± الأØÙ…ر ÙÙŠ الأيدي الأميركية - الإسرائيلية.
لم يكن أشدّ المتشائمين ÙÙŠ قصور الرياض ليتوقّع أنّ اليمن ذاهب باتجاه أنْ ÙŠØµØ¨Ø Ø¹Ù…ÙˆØ¯Ø§Ù‹ جديداً لخيمة Ù…ØÙˆØ± المقاومة، ضارباً ÙÙŠ أعتى جبال العرب وأكثرها عزّةً وشموخاً، ÙØ³Ø±Ø¹Ø§Ù† ما تنبّه Ø´Ø±ÙØ§Ø¡ اليمن إلى المشروع الاستعماري الجديد وأدواته الداخلية والعربية، وقرّروا أن يأخذوا بلدهم إلى موقعه الصØÙŠØØŒ إلى ØÙŠØ« يجب أنْ يكون ÙÙŠ Ø¶ÙØ© Ùلسطين. وقد كان لهذا العمل ارتداداته المزلزلة ÙÙŠ واشنطن والإقليم.
Ø§Ø³ØªÙ†ÙØ± الأميركيّ أدواته ÙÙŠ المنطقة على جميع الجبهات، وكان ØÙ…د بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، ØµØ±ÙŠØØ§Ù‹ ÙˆÙØ¬Ù‘اً ÙÙŠ كلامه، ØÙŠÙ† قال إنّ الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© أمرتهم والسعودييّن بالإجهاز على الدولة السورية، لأنّ مشروع واشنطن الجديد ÙÙŠ المنطقة يقتضي ذلك، وأنَّهم صرÙوا مليارات الدولارات ÙÙŠ سبيل هذا الهدÙ.
لم يكن ÙØÙˆÙ‰ ØØ¯ÙŠØ« ابن جاسم هو المهمّ ÙˆØ§Ù„ÙØ¬Ù‘ Ùقط، بل كانت Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª Ø¨ØØ¯Ù‘ ذاتها أيضاً نجمة هذا Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ ÙˆÙ‡Ø°Ù‡ Ø§Ù„ÙØ¬Ø§Ø¬Ø©: "تهاوشنا على الصّيدة مع السعوديين". إذاً، Ù†ØÙ† طرائد هذا المستعمر، وهؤلاء أدوات صيده!
وكما ÙÙŠ سوريا، كذلك ÙÙŠ اليمن، أعلن Ù…ØÙ…ّد بن سلمان ØØ±Ø¨Ù‡ على اليمنيين "Ø§Ù„Ø¹ÙØµØ§Ø©"ØŒ وشكّل له الأميركي "ØªØØ§Ù„ÙØ§Ù‹ عربيّاً" ضمّ كل أدوات الصيد الاستعماري ÙÙŠ المنطقة، وبدأت ØØ±Ø¨ التدمير الممنهج ÙÙŠ اليمن بمساعدة لوجستية وعسكرية واستخباراتية أميركية وإسرائيليّة وغربية، على مرأى ومسمع العالم الصامت الَّذي ØØ¬Ø¨ الشمس عن Ùقراء الكوكب بشعارات Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ÙˆØÙ‚وق الإنسان.
لم يعمل ابن سلمان Ø¨Ù†ØµÙŠØØ© جدّه عبد العزيز، الذي قيل إنّه أوصى أولاده بالتعامل مع اليمن Ø¨ØØ°Ø± شديد، وبعدم التورّط بغزوه ØªØØª أيّ Ø¸Ø±ÙØŒ لا لأنّ ابن سلمان لا يقرأ التاريخ أو لا ÙŠÙهمه، بل لأنّ القرار ليس من مهام Ø£ØØ¯ ÙÙŠ قصور جزيرة العرب. إنّها الأوامر.
الصيّاد يتØÙˆÙ‘Ù„ إلى طريدة
كان ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ أنّ المشروع الاستعماري ÙÙŠ سوريا يستهد٠تقطيع أوصال Ù…ØÙˆØ± المقاومة ÙÙŠ الإقليم، ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ±Ø§Ø¯ بقواه للإجهاز عليها ÙÙØ±Ø§Ø¯Ù‰. وقد عبّرت الأدوات السورية عن هذا الأمر Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØØŒ ØÙŠÙ† أعلن برهان غليون، رئيس ما يسمى "المجلس الوطني السوري"ØŒ ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ القنوات الإعلامية، ÙÙŠ أواخر العام 2011ØŒ هد٠"نقل سوريا إلى Ø§Ù„Ø¶ÙØ© الأخرى" ÙˆÙكّ ØªØØ§Ù„ÙØ§ØªÙ‡Ø§ مع إيران وقوى المقاومة ÙÙŠ المنطقة، ÙÙŠ ØÙŠÙ† أعلن الناطق باسم ما سÙمّي "الجيش السوري Ø§Ù„ØØ±Ù‘" Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ قناة "الجديد" اللبنانية، أنّ الهد٠التالي بعد "النظام" ÙÙŠ دمشق، هو "ØØ²Ø¨ الله". ولم يكن Ø§Ù„ØØ²Ø¨ قد أرسل مقاتلاً ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ إلى سوريا ÙÙŠ ذلك الوقت المبكر من العام 2012.
دخل Ù…ØÙˆØ± المقاومة المعركة بما استطاع من جهد٠وقوّة إلى جانب الجيش العربي السوري والقوات Ø§Ù„Ø±Ø¯ÙŠÙØ© له، ÙÙŠ الوقت الذي كانت السعودية والدويلات Ø§Ù„Ù…ØªØØ§Ù„ÙØ© معها تدكّ بالصواريخ والقنابل كلّ شيء ÙŠØªØØ±Ù‘Ùƒ - أو لا ÙŠØªØØ±Ùƒ - منذ آلا٠السنين (كالأوابد التاريخية الأثرية) ÙÙŠ اليمن.
ÙˆØªØØª ØÙ…Ù… Ø§Ù„Ù‚ØµÙØŒ كان اليمنيون يقاتلون ÙˆØØ¯Ù‡Ù… Ø¨Ø¨Ø³Ø§Ù„Ø©ÙØŒ ØÙŠØ« لا Ù…Ù†ÙØ° لأيّ داعم٠أو نصير ميداني بسبب Ø§Ù„ØØµØ§Ø± الخانق الذي ØªÙØ±Ø¶Ù‡ قوى العدوان، وكانت تظاهرات الغضب لأجل Ùلسطين تعمّ شوارع صنعاء وصعدة وغيرها من مدن اليمن. كان الشعار ÙŠØ±ØªÙØ¹ عالياً هناك، معلناً تموضع اليمن Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ قلب Ù…ØÙˆØ± المقاومة ضد قوى Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال والهيمنة وأدواتها ÙÙŠ المنطقة.
جاء نصر سوريا ÙˆØ¥ÙØ´Ø§Ù„ المشروع الغربي - الإسرائيلي Ùيها نتيجة منطقيّة للقتال الضاري الَّذي خاضه السوريون ومØÙˆØ± المقاومة ÙˆØØ¬Ù… التضØÙŠØ§Øª التي قدّموها هناك. وبدلاً من أنْ تسقط سوريا، ويتمزّق Ù…ØÙˆØ± المقاومة ÙÙŠ بلاد الشام والعراق، ÙˆØªØØ§ØµÙŽØ± Ùلسطين من كلّ جانب، اضطرّ كيان Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيلي إلى دخول Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على سوريا بأشكال مباشرة وغير مباشرة، لأنّ طلائع قوى Ù…ØÙˆØ± المقاومة باتت على ØØ¯ÙˆØ¯ Ùلسطين Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø© عند القنيطرة السورية؛ تنشئ النقاط وتجهّز Ù„ØØ±Ø¨Ù يبدو أنّها باتت خبيرةً ÙÙŠ اجتراع Ø³ÙØ¨Ù„ النصر Ùيها.
وجاءت معركة "سي٠القدس" لتكش٠عمليّاً وميدانيّاً نتائج Ø§Ù„ØØ±Ø¨ السورية على قوى المقاومة، ولتثبت Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ الشّعار الذي أطلقه Ø£ØØ¯ أبرز قادة هذا المØÙˆØ±Ø› السيد ØØ³Ù† نصر الله: "سنكون ØÙŠØ« يجب أنْ نكون".
ÙˆÙÙŠ هذا الوقت، كان الجيش اليمنيّ واللجان الشعبية يقاتلون على Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ السّعودية، وداخلها Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ØŒ وبدأت قوى المقاومة ÙÙŠ صنعاء بدكّ Ù…Ùهَج قلوب قوى العدوان والهيمنة العالمية داخل المملكة، ÙÙŠ "أرامكو" بقيق وجدة والظهران ورأس تنّورة، بالصواريخ البالستية وأسراب الطائرات المسيّرة التي تØÙ…Ù„ رعباً يمانيّاً غير منتظر، ليجنّ جنون الغرب الذي توقّع أنّ المعركة ÙÙŠ اليمن أسهل بكثير من نظيرتها ÙÙŠ سوريا.
اليمن: العدو ÙˆØ§ØØ¯ÙŒ والهد٠أيضاً
إذا كانت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على سوريا غيّرت وجه المنطقة، ÙˆØ£ÙØ¶Øª إلى صعود Ù…ØÙˆØ± المقاومة ÙˆÙ…ØØ§ØµØ±Ø© أصل العدوان ودرّته الجاثمة على صدر Ùلسطين Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„ة، ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على اليمن أكملت قوس المقاومة، وأعادت الشرق إلى مكمن القوة، ووضعته، بمن Ùيه، ØªØØª اختبار Ø§Ù„Ø´Ø±Ù ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘ة، ÙˆÙƒØ´ÙØª ما تبقى من عورات أدوات Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال ÙÙŠ المنطقة.
لقد اتّبعت قوى العدوان على اليمن الأساليب الإسرائيلية Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ÙÙŠ القتل والتدمير ÙˆØ§Ù„ØØµØ§Ø± والتجويع وتأليب العالم ÙÙŠ المنابر الدولية، ومن خلال منصات الإعلام العالمي، على مقاومي اليمن ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ وشيوخه ونسائه، ورصّت الجوقات Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ من "النّخب" العربية التي ØªÙØØ±Ù‘Ø¶ على قوى المقاومة ÙÙŠ Ùلسطين ولبنان وسوريا والعراق ÙÙŠ مواجهة اليمنيين، واستماتت ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± أقوال أكاسرة Ø§Ù„ÙØ±Ø³ من عمق التاريخ، وكل Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª "المشروع الإيراني" Ø§Ù„Ù…ÙØ®ØªØ±ÙŽØ¹ إسرائيليّاً، وشعارات النزاعات الطائÙية المذهبية التي ØªØØ±Ù الصراع عن ØÙ‚يقته، وتشوّه نضال الشعب اليمني المظلوم وتضØÙŠØ§ØªÙ‡ØŒ ÙÙŠ الوقت الذي كانت مآتم العزاء وصالات Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø والمدارس ومؤسسات الشعب اليمنيّ تتلقّى ØÙ…Ù… القذائ٠والصواريخ السعودية والإماراتية، الأميركيّة الصنع والتوجيه، لتتعدّى أرقام شهداء اليمن عشرات الآلاÙ.
لا شيء هنا، على كلّ٠المستويات، يختل٠عن مظاهر ØØ±Ø¨Ù إسرائيلية٠على غزّة أو جنين أو لبنان، أو ØØ±Ø¨Ù أميركية٠على العراق أو سوريا، سوى استبدال أسماء المواقع، ÙÙ€"إسرائيل" اضطرّت إلى أنْ ØªØØ¶Ø± بقوة هنا أيضاً ÙÙŠ غر٠عمليات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على اليمن، ÙˆØªØ¯Ø§ÙØ¹ عن Ø§ØØªÙ„الها Ù„Ùلسطين، وعن ØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ الذين ÙŠØÙ…ون Ø§ØØªÙ„الها Ù„Ùلسطين ويعملون بكل قوة من أجل تØÙ‚يق هد٠سيادتها ÙÙŠ المنطقة، إلى درجة اختراعهم دÙيناً جديداً ÙŠÙØµÙ†Ù‘٠كلّ مقاوÙÙ…Ù ÙÙŠ ÙØ¦Ø© "الأغيار" الذين لا يستØÙ‚ون العيش إلى جانب "أبناء إبراهيم" الجدد.
لقد قسّمت أسباب Ø§Ù„ØØ±Ø¨ Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© على اليمن وسوريا ÙˆØ£ØØ¯Ø§Ø«Ù‡Ø§ ونتائجها أمّة العرب وأهل المنطقة إلى معسكرين رئيسيين واضØÙŠÙ†: معسكر المقاومة ÙˆØ§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± ومعسكر العدوان والهيمنة والتدمير، ولم تترك سوى هامش صغير للرماديين من Ø§Ù„Ù…Ù†ØªÙØ¹ÙŠÙ† الصغار والجبناء، الذين يساوون بين المجرم والضØÙŠØ©ØŒ ويستكثرون على اليمني أو السوري أن ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ عن Ù†ÙØ³Ù‡ وينهض ليختار مكاناً كريماً ØªØØª شمس العالم، ولا يرون أيّ شبØÙ Ù„Ùلسطين وقضيتها ÙÙŠ كلّ هذا الصراع الدّامي الذي يدور ØÙˆÙ„ها ولأجلها. وقد تجلّت مظاهر هذا التقسيم والانقسام العموديّ ÙÙŠ ØØ±Ø¨Ù عسكريّة وسياسية وإعلامية واقتصادية على كلّ٠قوى وشعوب المقاومة؛ ØØ±Ø¨ ØØªÙ‰ الموت قتلاً أو جوعاً.
معجزة المقاوَمة
وبعد أنْ استسلموا لأمر المقاوَمة الواقع ÙÙŠ بلاد الشام، ÙˆØØªÙ‰ قبل ذلك، ربّما لم يتوقّع Ø£ØØ¯ ÙÙŠ العالم الغربي وأدواته من قوى العدوان أنّ هذا اليمن الذي جرى العمل على إضعاÙÙ‡ وإÙقاره واستتباعه بأدوات الهيمنة الإقليمية لعقود طويلة، سيتØÙˆÙ‘Ù„ خلال سنوات قليلة، ÙˆØªØØª القص٠والقتل والعدوان المستمر على مدار الوقت، إلى قوة٠مقاوَمة٠إقليمية باسلة وشديدة البأس، تقلب معادلات المستعمر رأساً على عقب ÙÙŠ المنطقة؛ هذا اليمن الذي باتت صواريخه تظلّل مضيق باب المندب الØÙŠÙˆÙŠÙ‘ØŒ وتشر٠على قواعد قوى الهيمنة ÙÙŠ الخليج، وعلى مصادر الطاقة المكرّسة لخدمة هذه القوى، والمستخدَمة على مدى عقود من الزمن ضد شعوب المنطقة وقضاياها.
إنّها معجزة يمانيّة بكل المقاييس؛ أنْ ÙŠØ¬ØªØ±Ø Ù‡Ø°Ø§ الشعب العربي الأبيّ الذي ÙŠÙØ´ÙƒÙ‘Ù„ أصل العرب ونسبهم الأوّل أدوات انتصاره من العدم، Ø¨ÙØ¹Ù„ عقول أبنائه وعلمهم واجتهادهم وإصرارهم وإيمانهم بعدالة قضاياهم، أنْ ÙŠØ±ÙØ¹ لواء Ùلسطين Ø¨ÙŠØ¯Ù Ø¬Ø±ÙŠØØ©Ù مدمّاة، ويشهر باليد الأخرى بندقيّته ÙÙŠ وجه ÙˆØÙˆØ´ العالم، ويمضي إلى الأمام منتصراً ومÙنكّلاً بقوى العدوان التي اعتقدت أنّ بإمكانها أن تسطو على هذا البلد وعلى قراره ومستقبله، وتØÙˆÙ‘له إلى ممرّ ومقرّ وقاعدة للطامعين بوطننا وثرواتنا، وأنْ تسرق العروبة من أهلها وتقدّمها هدية لكيان Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الصهيونيّ على Ù…Ø°Ø¨Ø Ø§Ù„ØªØ·Ø¨ÙŠØ¹.
لم تعد صنعاء بعيدة عن دمشق، Ùقد طوّع أهل الشام واليمن الجغراÙيا، كما طوّعوا معادلات Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ØŒ ووضعوا القدس وغزّة والجليل ÙÙŠ قلب كلّ معاركهم Ø§Ù„ØØ§Ù„ية والقادمة، علامةً خضراء على الخرائط، ÙˆÙ‡Ø¯ÙØ§Ù‹ أساسيّاً لا رجعة عنه، لأنّ المستعمر وأدواته علّمونا ذلك أيضاً، ولأنهم قرروا ذلك: إنّ Ùلسطين ÙÙŠ دمشق وبيروت وبغداد وطهران وصنعاء، ÙØ¥Ù†Ù’ انتصرنا على أيّ جبهة من هذه الجبهات، تنتصر "إسرائيل" ÙÙŠ Ùلسطين وعلى Ùلسطين.
وقد قرأ أهل المقاومة ÙÙŠ اليمن والشام والمنطقة الكتاب جيّداً هذه المرة، وعملوا وقرّروا أنْ ليس أمامنا سوى النصر انطلاقاً من بيوتنا المدمّرة وصولاً إلى Ùلسطين. ولعلّ Ø§Ù„Ø¨ØØ± الأØÙ…ر، بما ÙŠØÙ…Ù„ من بوارج وسÙÙ† قلقة باتت تشكّ ØØªÙ‰ ÙÙŠ موجة٠غاضبة، لعلّ برج Ø®Ù„ÙŠÙØ© الشاهد على سطوة الرأسمالية ÙÙŠ منطقتنا، والذي ØØ¬Ø¨ اليمنيّ أنواره التي تعمي عيون الÙقراء Ø¨Ø§Ø®ØªØ¨Ø§Ø±Ù ÙˆØ§ØØ¯ØŒ لعلّ "أرامكو" ورمزيّتها ÙÙŠ قلوب ناهبي العالم وعقولهم، لعلّ الإسرائيليّ الذي بات كلّ الليالي التي تلت استهدا٠الإمارات، ÙŠØØ³Ø¨ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ© بين صنعاء وإيلات، بعد أنْ قاس Ù„Ø£Ù„Ù Ù…Ø±Ù‘Ø©Ù Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ© بين صنعاء وأبو ظبي، بل لعلّ اليمنيّ Ø§Ù„ØØ§ÙÙŠ الذي ارتمت ØªØØª قدمه درّة الصناعات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ÙŠØ© الأميركيّة خانعةً ذليلة، وأهداها Ù„Ù„Ø±ÙŠØ Ø¨ÙˆÙ„Ù‘Ø§Ø¹Ø©Ù ØµØºÙŠØ±Ø©ØŒ لعلّهم جميعاً شهود على أنّنا لم نعد طرائد ÙØ²Ùعَة، وأنّ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على المقاومة على امتداد الأرض العربية ÙØªØØª الباب أمام عصر Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ±ØŒ أمام زمن استعادة الكرامة العربية من ØÙŠØ« يجب، من المكان الذي سطعت Ùيه شمس العرب على العالم ذات يوم، من اليمن والشام.
جو غانم
المصدر: الميادين نت