ضمن المجال الØÙŠÙˆÙŠ Ù„Ø±ÙˆØ³ÙŠØ§ التاريخية، أي دول ومناطق Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي سابقاً، ÙŠØªØØ±Ùƒ الرئيس الروسي Ùلاديمير بوتين ÙØ§Ø±Ø¶Ø§Ù‹ على خصومه مخاو٠لا بدّ منها لردعهم
على بعد أمتار من قصر الكرملين، يق٠غورغي جوكو٠على ØØµØ§Ù†Ù‡ ÙÙŠ تمثال٠شيّد له
"يعر٠باقي العالم أنّ غزو روسيا أمر لا يمكن تصوّره. يمكن للروس تصوّر ذلك. يتذكّرون أنَّ ألمانيا كانت مشلولة ÙÙŠ العام 1932. بØÙ„ول العام 1938ØŒ كانت قوية للغاية. 6 سنوات ليست طويلة جداً. ÙˆÙÙŠ ØÙŠÙ† أنَّ مثل هذا التطور غير Ù…Ø±Ø¬Ù‘Ø Ø§Ù„Ø¢Ù†ØŒ من وجهة النظر الروسية، ولكن يجب أن ÙŠÙØ¤Ø®Ø° على Ù…ØÙ…Ù„ الجد على المدى الطويل - التخطيط للأسوأ والأمل ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„".
(مجموعة التقييم الاستراتيجي "ستراتÙور" – نيسان/أبريل 2012)
ÙÙŠ 11 أيار/مايو 1939ØŒ هاجم اليابانيون المواقع Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ÙŠØ© المنغولية قرب نهر خالخين غول. النزاع Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ÙŠ ÙƒØ§Ù† من الأسباب المباشرة للهجوم، إذ كانت اليابان تصرّ على أنَّ Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ بين منغوليا ودولة مانتشو-قوه، التي أنشأتها الإدارة العسكرية اليابانية ÙÙŠ العام 1932 ÙÙŠ أراضي منشوريا، يجب أن تمر عبر النهر، ÙÙŠ ØÙŠÙ† تمسك الجانب المنغولي بأن Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ يجب أن تمتد من 20 إلى 25 كم شرق النهر.
بعد ذلك بأيام، ÙÙŠ 14 أيار/مايو، كان الجيش الياباني قد Ø§ØØªÙ„Ù‘ÙŽ كامل الأراضي "المتنازع عليها"ØŒ نظراً إلى أن منغوليا لم تكن تمتلك قوات قادرة على دعم ØÙ‚ها ÙÙŠ الأراضي، وأعلن أنها تنتمي إلى مانتشو-قوه، أي اليابان Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ية، لكن، ووÙقاً Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ية "المساعدة المتبادلة" الموقعة ÙÙŠ 12 آذار/مارس 1936 بين Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي وجمهورية منغوليا الشعبية، قام السوÙيات بنقل أجزاء من الÙيلق الخاص الـ57 إلى منطقة خالخين غول. تواصلت المعارك بين القوات السوÙياتية والمنغولية من جهة والقوات اليابانية من جهة، وانتهت ÙÙŠ أيلول/سبتمبر 1939 Ø¨Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ القوات اليابانية تماماً من الأراضي المنغولية.
قائد تلك المعركة من الجهة السوÙياتية كان غيورغي جوكوÙ.
الأثر
بانتصاره ÙÙŠ معركة "خالخين غول"ØŒ أرغم جوكو٠اليابان على Ø§Ù„Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ من منغوليا، وأسقط أيضاً أيَّ خطة أو Ùكرة يابانية مستقبلية للهجوم على Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي انطلاقاً من تلك الجبهة، كما كان هتلر يطلب دائماً من القيادة اليابانية أن تكون عاملاً مساعداً له ÙÙŠ هجومه من الجهة الأخرى على موسكو بدءاً من دول الشرق الأوروبي.
الهزيمة اليابانية ÙÙŠ معركة "خالخين غول" التي قادها جوكو٠شكلت رادعاً لأي ØªØØ±Ùƒ للقوات اليابانية الØÙ„ÙŠÙØ© لهتلر من الشرق ÙÙŠ ØØ²ÙŠØ±Ø§Ù†/يونيو 1941ØŒ بالتزامن مع بدء عملية "بربروسا". ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ØŒ كانت المدن الروسية الكبرى ستتعرض لخطر ØÙ‚يقي ÙÙŠ عدم القدرة على الصمود خلال Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الأخيرة Ù„Ù„ØØ±Ø¨ØŒ وذلك ÙÙŠ مواجهة هجمات ÙƒØ§Ø³ØØ© من جبهتين (اليابان وألمانيا)ØŒ ولا سيما أنَّ السوÙيات تعرضوا لنكسة ÙÙŠ الجبهة الغربية ÙÙŠ بداية الهجوم النازي، مع انهيار الخطوط Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠØ© الأولى Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي، وتقدم القوات النازية Ù†ØÙˆ موسكو ومدن٠أخرى، مثل ستالينغراد ولينينغراد.
ولكن جوكو٠تدخل أيضاً وقاد الجبهة Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø·ÙŠØ© ÙÙŠ معركة "يلنيا"ØŒ وتمكن من إيقا٠هجوم الجيش النازي على موسكو وتوجيه ضربة مضادة. ÙˆÙÙŠ وقت لاØÙ‚ØŒ Ø¯ØØ± القوات الألمانية وطردها من مشار٠العاصمة إلى Ù…Ø³Ø§ÙØ© تزيد على 200 كيلومتر، وتمكَّن من إيقا٠التقدم النازي Ù†ØÙˆ لينينغراد.
ÙˆÙÙŠ العام 1943ØŒ كان جوكو٠يØÙ‚Ù‚ النصر ÙÙŠ معركة ستالينغراد، كما أشر٠على ØªØØ±ÙŠØ± مدينة كيي٠الأوكرانية وبيلاروسيا وجزء كبير من بولندا من قبضة النازيين، ليترأس ÙÙŠ المرØÙ„Ø© الأخيرة من Ø§Ù„ØØ±Ø¨ القوات السوÙياتية التي اقتØÙ…ت برلين ÙÙŠ العام 1945.
"Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الأولى Ù„Ù„ØØ±Ø¨"
رغم أنّ Ø¬ÙˆÙƒÙˆÙØŒ ÙˆÙÙŠ مرØÙ„Ø© لاØÙ‚ة، استغلّ عوامل القوة السوÙياتية ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØØ´ÙŠØ¯ والتنظيم والمبادرة، واستطاع عند خطوط Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ الأخيرة صد الهجمات، ومن ثم الزØÙ Ù†ØÙˆ برلين، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ المراØÙ„ الأولى Ù„Ø£ÙŠÙ‘Ù ØØ±Ø¨ ظلّت تشكل هاجساً بالنسبة إلى قادة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي.
لذا، وبعد انتهاء Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية، كان تركيز Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي، ضمن المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، ينصبّ على تجنّب أي هجوم Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦ ÙÙŠ أي مرØÙ„Ø© أولية من ØØ±Ø¨ Ù…ØØªÙ…لة. الاهتمام المكثَّ٠بهذه الاستراتيجية التي عملت عليها مصادر القرار السوÙياتية، مردّه إلى التجربة الكارثية التي Ø£ØØ¯Ø«ØªÙ‡Ø§ عملية "بربروسا" النازية ضدّ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ ابتداءً من العام 1941ØŒ ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ ÙÙŠ مراØÙ„ها الأولى.
بناءً عليه، إن "Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الأولى Ù„Ù„ØØ±Ø¨" أخذت اهتماماً واسعاً لدى السوÙيات بعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية، باعتبارها المرØÙ„Ø© التي يجب ØªÙØ§Ø¯ÙŠ Ùيها أي هجوم كاسØ. وكانت الدراسة التي أجراها الجنرال إس. ب. Ø¥ÙŠÙØ§Ù†ÙˆÙ ØÙˆÙ„ هذا الموضوع، والتي Ù†ÙØ´Ø±Øª ÙÙŠ العام 1974ØŒ جزءاً من اهتمام أوسع داخل المؤسسة العسكرية السوÙياتية بمشكلة تقييم التهديد وتجنّب الهجوم Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦ØŒ إذ ØªØØ¯Ø«Øª تلك الدراسة وغيرها عن نقاط القوة والضع٠ÙÙŠ السلوك السوÙياتي ÙÙŠ الØÙ…لات العسكرية على المستويين العملياتي والتشغيلي - الاستراتيجي ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© المبكرة من Ø§Ù„ØØ±Ø¨ وما بعدها.
ووÙقاً للتØÙ„يل التاريخي السوÙياتي Ù„Ù„ØØ±Ø¨ الوطنية العظمى، وخلال مرØÙ„تها الأولى والمتوسطة، Ø£ÙØ¬Ø¨Ø±Øª القوات السوÙياتية على القتال ÙÙŠ Ø¯ÙØ§Ø¹ استراتيجي أو تضييق Ù…Ø³Ø§ØØ© عملياتها الهجومية الاستراتيجية ضمن الهجمات المضادة على القطاعات الرئيسية. ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الثالثة من Ø§Ù„ØØ±Ø¨ (1944-1945)ØŒ وعندما ØØµÙ„ت القوات السوÙياتية على المبادرة والتجمعات اللازمة للقوة، بدأ هجوم بعدة عمليات استراتيجية Ù†ÙÙØ°Øª على التوالي على قطاعات Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ ما زاد ØØ¬Ù… العمليات الاستراتيجية تبعاً لذلك.
وكان المطلوب من القوات المنتشرة ÙÙŠ المناطق العسكرية Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ÙŠØ© خوض المراØÙ„ الأولى من المعركة Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠØ© بمهمة Ù…ØØ¯Ø¯Ø©ØŒ هي Ø¥ØØ¯Ø§Ø« استنزا٠لقوات العدو وتأخير تقدمها، ØØªÙ‰ تقوم قوات الص٠الثاني السوÙياتي بشن هجوم مضاد، لكنَّ المØÙ„لين العسكريين السوÙيات عزوا Ø§Ù„Ø¥Ø®ÙØ§Ù‚ات ÙÙŠ الجبهة الغربية لروسيا مع بداية الهجوم النازي إلى Ø§Ù„ÙØ´Ù„ ÙÙŠ تقييم المعلومات الاستخبارية Ø§Ù„ØªØØ°ÙŠØ±ÙŠØ©ØŒ ÙˆØ¥ØØ¬Ø§Ù… القيادة السياسية عن اتخاذ تدابير ØªØØ¶ÙŠØ±ÙŠØ© معقولة ÙÙŠ مناطق Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ الغربية Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الجمهوريات الاشتراكية السوÙياتية، ÙˆØ§ÙØªÙ‚ار Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹ÙŠÙ† السوÙيات إلى أدنى مستوى من المعايير المناسبة للاستعداد.
Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الاستراتيجية الروسية: الجغراÙيا الأوسع
استناداً إلى ما قدَّمته التجربة السوÙياتية ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية وما بعدها على صعيد Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§ØØ§Øª ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø®ÙØ§Ù‚ات، يظهر أنّ Ù…Ùهوم Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن المجال الØÙŠÙˆÙŠ Ù„Ù„Ø¯ÙˆÙ„Ø© يلزمه الاستعداد الكامل للمواجهة. هذا الاستعداد ØªØªØØ¯Ù‘َد صلابته بإمكانية Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø© السريعة والعملية للتغيرات الجيوسياسية المØÙŠØ·Ø© به، والتي يمكن أن تشكّل خطراً ÙÙŠ المستقبل، ولو كان خطرها الآني غير ظاهر.
يمكن القول إنَّ مهمّات متشابكة ومتعدّدة كانت ÙÙŠ انتظار بوتين ÙÙŠ ØØ§Ù„ وصوله إلى السلطة ÙÙŠ روسيا، Ùقد كانت تركة يلتسين من Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ·Ø§Ø· الاقتصادي للدولة ØªÙØ±Ø¶ عليه مهمّات مستعجلة Ù„ØÙ„Ù‘ هذا الملÙ. ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ كانت المؤسَّسة العسكرية ÙÙŠ أسوأ ØØ§Ù„اتها، مع تراجع الانضباط والمخصّصات المالية لعناصر الجيش. كانت رؤية بوتين تقوم على تخصيص المردود الاقتصادي الناجم عن Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª لاستنهاض المؤسسة العسكرية من جديد، Ùكان Ø¯ÙØ¹ الرواتب ÙÙŠ موعدها للجنود هو المهمة رقم 1.
بعد ÙØªØ±Ø© وجيزة من توليه الرئاسة، أصدر الرئيس الروسي بالإنابة Ùلاديمير بوتين مرسوماً ÙÙŠ 10 كانون الثاني/يناير 2000 يتبنى Ùيه "Ù…Ùهوم الأمن القومي الجديد Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الروسي". وبعد أقلّ من شهر من انتخابه رئيساً للبلاد، وقع بوتين ÙÙŠ 21 نيسان/أبريل من العام ذاته مرسوماً يتبنى Ùيه "العقيدة العسكرية Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الروسي". الوثيقتان المهمتان اللتان تلخّصان الإطار الأمني ​​العام والاستراتيجي وتÙكير الدولة، استبدل بهما Ù…Ùهوم الأمن القومي السابق الصادر ÙÙŠ 17 كانون الأول/ديسمبر 1997 والعقيدة العسكرية ÙÙŠ 2 تشرين الثاني/نوÙمبر 1993ØŒ وهما تعكسان تطور الÙكر الاستراتيجي لروسيا ÙÙŠ الاستجابة للبيئة الجيوسياسية والجيو-استراتيجية المتغيرة.
يذكر معهد "كارينغي"ØŒ خلال دراسته Ù„Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الاستراتيجية الروسية، أن مجال دراسات الأمن القومي يقدم ØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§Øª متعددة Ù„Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الاستراتيجية، ولم يتÙÙ‚ بعد على تعري٠مقبول عالمياً لدى العلماء والممارسين السياسيين. ومع ذلك، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ معظم Ø§Ù„ØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§Øª تتÙÙ‚ على أنَّ Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الاستراتيجية هي نتاج جغراÙيا الدولة وتاريخها ورواياتها المشتركة التي تشكل النظرة العالمية السائدة لمؤسسة الأمن القومي Ùيها، والتي توجّه بدورها استجاباتها Ù„Ù„ØªØØ¯ÙŠØ§Øª والتهديدات.
Ø¥Ø¶Ø§ÙØ©Ù‹ إلى ذلك، يمكن القول إنَّ بوتين أضا٠إلى هذا الموروث من Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ الاستراتيجي، ومن ذلك مقارنته السياسة الخارجية بلعبة الجودو ÙÙŠ أكثر من مناسبة، لأنّ من المهم أن تعر٠متى تتلقى الضربات وتصبر، ومتى تتنÙَّس، ومتى تهجم.
إنّ Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… بوتين ØÙˆÙ„ الأمن القومي الروسي تنطلق من نظرته إلى "جغراÙيا روسيا وتاريخها"ØŒ وهو ما ÙŠÙØ³Ù‘ر نظرته إلى Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي على أنه كان ضرورة تاريخية ØØªÙ…ية. لذلك، علّق على انهياره بالقول إنه كان "نهاية روسيا التاريخية ØªØØª اسم Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي" (نتاج 1000 عام)ØŒ Ùˆ"أكبر كارثة جيوسياسية ÙÙŠ القرن العشرين"ØŒ Ùˆ"مأساة". هذه Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª لا تØÙ…Ù„ ÙÙŠ مضامينها تمنيات ÙØØ³Ø¨ أو رغبة ÙÙŠ العودة إلى الماضي، ØÙŠØ« لا "يوجد من ÙŠØØ·Ù… Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي من الداخل"ØŒ كما قال، Ùنظرة بوتين إلى ماضي Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي ليست نظرة عاطÙية، بل نظرة واقعية ÙŠØØ§ÙˆÙ„ تطبيق Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ها الأمنية بشكل مباشر.
ÙˆÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« معهد "كارينغي" عن هذا الأمر بكونه نتيجة Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بظلم "الغرب الأوروبي" لروسيا، كسÙمة بارزة لوجهة النظر التي تشترك Ùيها مؤسّسة الأمن القومي الروسية على نطاق واسع. وبوتين هو ممثل نموذجي لهذه المؤسسة التي يترأس العديد من أعضائها ØØ§Ù„ياً Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ والسياسة الخارجية، كما يترأسون أيضاً السياسة الداخلية والاقتصاد. ÙˆÙÙŠ هذا السياق، ليس من الصعب، ÙˆÙÙ‚ المعهد، Ùهم "ØÙ†ÙŠÙ† الرئيس الروسي إلى Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي".
من نهر "خالخين غول" إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ± الأسود
على بعد أمتار من قصر الكرملين، يق٠غورغي جوكو٠على ØØµØ§Ù†Ù‡ ÙÙŠ تمثال٠شيّد له. يشكّل القائد السوÙياتي الذي وضع خطة لم يعمل بها لـ"سØÙ‚" (ذكرت عبارة "سØÙ‚" ÙÙŠ الوثيقة التي Ø±ÙØ¹Øª إلى ستالين) الجيش النازي ÙÙŠ أماكن تجمعه، قبل أن ÙŠØªØØ±Ù‘Ùƒ باتجاه موسكو، مصدر إلهام لسيّد القصر. هذا ما ØªØªØØ¯Ø« عنه الوقائع السياسية والأمنية والعسكرية للاستراتيجية الروسية المتبعة ÙÙŠ المجال الØÙŠÙˆÙŠ Ù…Ù† البلقان إلى القوقاز وآسيا الوسطى. تلك السياسة هي تصورات "Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الاستراتيجية" التي أرساها بوتين منذ Ù„ØØ¸Ø© وصوله إلى الØÙƒÙ…ØŒ من خلال مسارات سياسية وقانونية تتداخل Ùيها السياسة والأمن ÙÙŠ المجال الØÙŠÙˆÙŠ Ø§Ù„Ø³ÙˆÙياتي السابق.
ضمن المجال الØÙŠÙˆÙŠ Ù„Ø±ÙˆØ³ÙŠØ§ التاريخية، أي دول ومناطق Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي سابقاً، ÙŠØªØØ±Ùƒ الرئيس الروسي ÙØ§Ø±Ø¶Ø§Ù‹ على خصومه مخاو٠لا بدّ منها لردعهم. ÙˆÙÙŠ نظرة سريعة إلى ما ØØµÙ„ ÙÙŠ كازاخستان أخيراً، وهي أكبر دول آسيا الوسطى، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ ØªØØ±Ùƒ القوات الروسية جاء ÙÙŠ Ù„ØØ¸Ø©Ù ØØ§Ø³Ù…Ø© استخدم Ùيها بوتين Ù…Ùهوم "الأمن الوقائي" لمنع خصومه الغربيين من التÙكير ÙÙŠ استغلال تلك المنطقة ضمن استراتيجية Ù…ØØ§ØµØ±Ø© روسيا.
وقبل ذلك، أرسلت موسكو عشرات الآلا٠من جنودها غرباً، ÙÙŠ رسالة ØªØØ°ÙŠØ±ÙŠØ© إلى "الناتو" ÙˆØªØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡ على الجبهة الأوكرانية. هذا الأمر ÙŠÙØ¶Ø§Ù إلى استعادة روسيا لشبه جزيرة القرم كمنطقة استراتيجية تعتبر Ù…Ù†ÙØ°Ø§Ù‹ إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ± الأسود لا يمكن Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠØ· Ùيها Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© نظام موال٠للغرب. ÙˆÙÙŠ القوقاز، أدت روسيا دورها Ø§Ù„ÙØ§Ø¹Ù„ ÙÙŠ Ø¥ÙŠÙ‚Ø§Ù Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بين أذربيجان وأرمينيا، ÙˆÙÙŠ توقيت ذلك، ووÙÙ‚ مصالØÙ‡Ø§. صØÙŠØ أنَّ الاستقرار ÙÙŠ القوقاز مهم لروسيا، لكن الأهم هو إغلاق أيّ ثغرة يستطيع الأميركي أن يستغلها Ù„Ù„ØØ¶ÙˆØ± أمنياً وعسكرياً ÙÙŠ تلك المنطقة.
ما ØØµÙ„ ÙÙŠ بيلاروسيا والقوقاز وأوكرانيا وكازاخستان دليل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù„Ù‰ أن موسكو جادة ÙÙŠ ØÙ…اية Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الروسي، ÙˆÙÙŠ ØÙ…اية المجالين الأمني والسياسي Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي أيضاً، ÙÙŠ إطاره الجغراÙÙŠ الذي كان قائماً، ولا سيما أن هذه Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ØØ© الجغراÙية تشكَّلت روابطها المتداخلة اقتصادياً وثقاÙياً قبل ولادة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي Ù†ÙØ³Ù‡. Ø§Ù„ØªØØ±ÙƒØ§Øª الروسية هذه جاءت Ø¨ÙØ¹Ù„ التنبّه إلى ضرورة ØªÙØ¹ÙŠÙ„ المبادرة العسكرية سريعاً، لمنع أيّ تسلل غربي Ù†ØÙˆ ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡Ø§ØŒ كما ÙØ¹Ù„ جوكو٠مع اليابان ÙÙŠ "خالخين غول".
ورغم سقوط الردع ÙÙŠ أوكرانيا Ø¨Ù„ØØ¸Ø© معينة، وانهيار خطوط Ø¯ÙØ§Ø¹ أولى نتيجة "ثورة ملونة" (جزء من تغيّر أدوات Ø§Ù„ØØ±Ø¨)ØŒ ÙØ¥Ù† روسيا استعادت زمام المبادرة من خلال ضم شبه جزيرة القرم وما راÙÙ‚ ذلك ÙÙŠ السنوات الأخيرة، ما مكّنها من Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± العسكري ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ± الأسود، Ù„ØªÙØ±ÙŠØº المخاطر العسكرية الغربية من الكثير من مضامينها وجديتها ÙÙŠ التهديد، وهذا شبيه بقوة وتنظيم جوكو٠ÙÙŠ صده للهجمات عن موسكو ولينينغراد وستالينغراد بعد انهيار الجبهة الغربية Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي.
ÙÙŠ ÙˆØ§ØØ¯Ø© من ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª بوتين Ø§Ù„Ù„Ø§ÙØªØ©ØŒ كان قد لام ØºÙˆØ±Ø¨Ø§ØªØ´ÙˆÙØŒ الرئيس الأخير Ù„Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي، على توسع الناتو شرقاً وجنوباً، ولا سيما أن الناتو Ø§Ù†Ø¯ÙØ¹ إلى توقيع Ø§ØªÙØ§Ù‚يات "الشراكة من أجل السلام" مع Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ السوÙياتي القديم تطويقاً لروسيا، إذ مهدت تلك Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚يات لانضمام جمهوريات سوÙياتية لـ"الناتو" من ضمنها دول البلطيق الـ3 (لاتÙيا وإستونيا وليتوانيا)ØŒ وما يجري اليوم ÙÙŠ أوكرانيا هو استكمال لهذه السياسة Ø¨Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯.
خطوط الطول ودوائر العرض التي ترسمها روسيا
تشي Ø§Ù„ØªØØ±ÙƒØ§Øª العسكرية الروسية ضمن ØØ¯ÙˆØ¯ Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي سابقاً، والمستندة إلى تقييم ÙØ¹Ù‘ال للمعلومات الاستخبارية، بأن موسكو تولي أهمية كبيرة لمرØÙ„Ø© "Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الأولى من Ø§Ù„ØØ±Ø¨"ØŒ ضمن إطار Ø§Ù„ØªØØ±Ùƒ لمنع خطر وشيك أو عملية ØªØØµÙŠÙ† Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Øª التي لم تعد تقتصر على تواجد القوات الروسية ضمن ØØ¯ÙˆØ¯ روسيا، بل ØØ¶ÙˆØ±Ù‡Ø§ العملي ÙÙŠ أي جبهة تتوقَّع أن تكون ثغرة لأعدائها، بتمكين قواتها ÙÙŠ المرØÙ„Ø© الأولى والمتوسطة من أي ØØ±Ø¨Ù Ù…ØØªÙ…لة، وعدم المقامرة بالمرØÙ„Ø© الثالثة على أبواب موسكو وسان بطرسبرغ، أو بخلل٠داخلي يهدد دعائم الØÙƒÙ….
أعاد بوتين خلال ØÙƒÙ…Ù‡ لروسيا رسم خط٠وهمي ØÙˆÙ„ البلاد ضمن النطاق الجغراÙÙŠ السوÙياتي، يشبه ÙÙŠ عمله دوائر العرض وخطوط الطول. هذا الخط غير موجود عملياً، لكن له أهمية بالغة ÙÙŠ ØªØØ¯ÙŠØ¯ معالم النظام الدولي، بØÙŠØ« ÙŠØØ¯Ø¯ ØØ¯ÙˆØ¯ المخاطر التي لا يعدّ بعدها كما قبلها، ÙØªØ¹Ø±Ø¶ النظام ÙÙŠ كازاخستان لخطر "الثورات الملونة" يعني تواجداً عسكرياً، وكذلك ÙÙŠ بيلاروسيا (هنا، تبرز أهمية Ø§ØªÙØ§Ù‚يات Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ المشتركة كتلك التي أبرمت مع منغوليا ÙÙŠ العام 1936!). اندلاع ØØ±Ø¨ بين أرمينيا وأذربيجان يعني قوات روسية ستتواجد Ù„ÙØ¶Ù‘٠الاشتباك ÙˆÙÙ‚ ما ÙŠØÙظ مصالØÙ‡Ø§ ÙÙŠ القوقاز. أمّا انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى "الناتو"ØŒ Ùيعني Ø§Ù„ØØ±Ø¨!
الردع المسبق والأمن الوقائي من قبل موسكو ÙÙŠ المجال السوÙياتي الجغراÙÙŠ السابق ÙŠÙ‡Ø¯ÙØ§Ù† إلى تعطيل أي خطط٠هجومية من قبل الخصوم. ولعلّ التطورات الأخيرة ÙÙŠ أوكرانيا وكازاخستان أدخلت روسيا ÙØ¹Ù„اً ÙÙŠ مرØÙ„Ø© "Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الأولى من Ø§Ù„ØØ±Ø¨". ÙˆÙÙŠ هذه المرØÙ„ة، تبدو Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Øª الروسية على الجبهة الغربية متماسكة ومستعدة، وكذلك Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ آسيا الوسطى
عباس الزين
المصدر: الميادين نت