تأتي Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات الدولية لإيجاد المخرج الملائم لتناقضات القوى الإقليمية وصراعها، عبر Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن صيغة ØÙŠØ§Ø¯ÙŠØ© الدولة السورية ÙÙŠ غربي آسيا.
ما إن وقّع الرئيس المصري السابق، أنور السادات، على Ø§ØªÙØ§Ù‚ية كامب ديڤيد مع "تل أبيب"ØŒ ØØªÙ‰ بدأت الأبواب المغلَقة أمامها ÙÙŠ Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا Ø¨Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØªØ§ØØŒ ثمّ تسقط Ø§Ù„ØØ¬Ø¨ على Ù†ØÙˆ واسع، بعد توقيع الزعيم الÙلسطيني ياسر Ø¹Ø±ÙØ§Øª على Ø§ØªÙØ§Ù‚ية أوسلو، الأمر الذي أوجد Ù…Ø¨Ø±Ù‘ÙØ±Ø§Ù‹ ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ لكل عواصم العالم، التي كانت تلتزم الموقÙÙŽ من القضية الÙلسطينية استناداً إلى عدالتها، بإقامة علاقات طبيعية بـ"إسرائيل"ØŒ ولَمْ تبقَ سوى عقبة ÙˆØÙŠØ¯Ø© أمام الأخيرة كي تتسيَّد المنطقة بصورة كاملة، ولَم تكن هذه العقبة سوى دمشق، التي راهنت على عنصر الزمن وتØÙˆÙ„اته، Ø¨Ø±ÙØ¶Ù‡Ø§ التوقيع على Ø§ØªÙØ§Ù‚ية الاستسلام، على الرغم من كل Ø§Ù„Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª غير Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§Ø´ÙØ±Ø© مع "تل أبيب" بعد انهيار الإمبراطورية السوڤياتية. ولَم يكن هذا Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„Ø±Ø§ÙØ¶ إلا يقيناً بأن ذلك سيقودها إلى الانهيار، عبر Ùقدانها دورَها الإقليمي، واعتقاداً Ù…ÙØ§Ø¯Ù‡ أن Ùلسطين Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„ة، كلبنان والأردن ولواء إسكندرون، أرضٌ سورية سÙÙ„ÙØ®Øª منها.
لم يكن المل٠السوري بعيداً عن لقاء الرئيسين رئيسي وبوتين ÙÙŠ موسكو، Ùهما يقودان بلديهما معاً، ÙÙŠ Ø®ÙØ¶Ù… صراعات دولية وإقليمية، ÙÙŠ مواجهة مشاريع الدولة العميقة ÙÙŠ الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ أياً يكÙÙ† ساكن البيت الأبيض. وهما خاضا تجربة القتال المشترك ضد المجموعات الإرهابية Ø§Ù„Ù…Ù‡Ø¯Ù‘ÙØ¯Ø© للأمن القومي لكÙلا البلدين، وقتالهما معاً ÙÙŠ سوريا يصدّ عنهما انتقال هذه المجموعات إليهما ÙÙŠ ØØ§Ù„ Ù†Ø¬Ø§Ø Ù‡Ø°Ù‡ المجموعات ÙÙŠ تنÙيذ المشروع الأميركي، الذي Ø¨ÙØ¯Ùئَ العمل عليه منذ مطلع القرن Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠØŒ إلاّ أن الموق٠تجاه مستقبل الأزمة السورية وكيÙية ØÙ„ها مؤجَّل، وخصوصاً ما يتعلّق بالموق٠بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.
على الرغم من Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬ طهران وموسكو، Ø¥ØØ¯Ø§Ù‡Ù…ا إلى الأخرى، من أجل مواجهة التهديدات الأميركية المتواصلة، ومن خلÙهما بكين التي تشترك معهما ÙÙŠ مواجهة التهديدات، وخصوصاً بشأن سوريا والقوقاز ÙˆØ£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù† ودول آسيا الوسطى، التي ØªÙØ¹ÙŽØ¯Ù‘ Ø³Ø§ØØ§Øª مشتركة للعمل، Ø¥ØØ¯Ø§Ù‡Ù…ا مع الأخرى، عسكرياً وأمنياً، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى اشتراك البلدين ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ· والغاز اللذين ÙŠÙØ¹ÙŽØ¯Ù‘ان الموردَين الأهم لاقتصاديهما، واستثمارهما ÙÙŠ بناء البلدين ونهضتهما، ÙØ¥Ù† هناك Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Ù‹ وتبايناً واضØÙŠÙ† بينهما، ومَسكوتاً عنهما ØØªÙ‰ الآن، Ùيما يتعلّق بالموق٠بشأن "إسرائيل" واعتداءاتها المتكررة، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى الموق٠بشأن Ø§Ù„ÙƒÙØ±Ø¯ ومشروعهم القائم ÙÙŠ منطقة الجزيرة السورية.
ينطلق موق٠طهران من شرعيتين لا يمكنها التخلي عنهما، الأولى هي شرعية التأسيس بعد انتصار ثورتها، وتبنّيها القضيةَ الÙلسطينية Ù…ØÙˆØ±Ø§Ù‹ مركزياً Ù„ØØ±ÙƒØªÙ‡Ø§ØŒ سياسياً وعسكرياً. وهي لا يمكنها التخلي عنها، وإلاّ Ø§ÙØªÙ‚دت Ø£ØØ¯ÙŽ Ø£Ù‡Ù… أركان البناء الذي أسَّست عليه Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡Ø§ نظاماً سياسياً Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ§Ù‹ بصورة كاملة للنظام السياسي الشاهنشاهي السابق. والثانية تنطلق من شرعية الدور الإقليمي الذي تستØÙ‚Ù‡ ÙˆÙقاً لتاريخها الإمبراطوري ÙˆØ«Ù‚Ø§ÙØªÙ‡Ø§ المجتمعية، وهي لا تستطيع أن تØÙ‚ّقه ÙÙŠ ظل وجود الدور الإسرائيلي Ø§Ù„Ù…ÙØµØ·ÙŽÙ†ÙŽØ¹ غربياً، وتَقَوّى ذاتياً، ومن إيمانها بأن إسقاط الدور الإسرائيلي، الذي ÙŠÙØ¹ÙŽØ¯Ù‘ وتر آخيل الغرب ÙÙŠ غربي آسيا والعالم أجمع، Ø³ÙŠØ¯ÙØ¹ إلى Ø§Ù†ÙƒÙØ§Ø¡ كل المشاريع الغربية المتلاØÙ‚ة، خلال أكثر من قرنين من الزمان.
دخلت قوى منطقة غربيّ آسيا ÙÙŠ صراع كبير على الأدوار الإقليمية وارتباطاتها الدولية، وتمØÙˆØ±Øª بين ثلاث قوى أساسية، عبر صراع دموي كبير من أجل ملء Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº المتزايد نتيجة Ø§Ù„Ø§Ù†ÙƒÙØ§Ø¡ الأميركي المستمر. Ùكان Ù…ØÙˆØ± طهران دمشق بيروت صنعاء ÙÙŠ مواجهة Ù…ØÙˆØ± "تل أبيب" أبو ظبي الرياض بصورة أساسية، بعد غياب الدور المصري، ومØÙˆØ± تركيا قطر وقوى الإسلام السياسي المنتشرة ÙÙŠ كل Ø³Ø§ØØ§Øª الصراع.
Ø£ØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¯Ø®ÙˆÙ„ العسكري الروسي Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§Ø´ÙØ± ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ السورية، دوراً Ù…ØÙˆØ±ÙŠØ§Ù‹ لموسكو ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ المØÙ„ية السورية، ذات Ø§Ù„Ø¨ÙØ¹Ø¯ÙŠÙ† الإقليمي والدولي، ÙˆØ£ØªØ§Ø Ù„Ù‡Ø§ ÙØ±ØµØ© تاريخية ÙÙŠ العمل على ملء هذا Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº القائم ÙÙŠ منطقة غربي آسيا، ÙˆØ¯ÙØ¹Ù‡Ø§ إلى العمل على إعادة تركيب نظام إقليمي جديد، بديل عن الانقسام الثلاثي بين المشاريع الثلاثة، من أجل أن تثبت قدرتها على إمكان الجمع بين المتناقضات التي لا يمكن لها أن تجتمع، وخصوصاً مع "تل أبيب"ØŒ التي عجزت ØØªÙ‰ الآن عن اختراق المجتمعَين العربي والإسلامي، على الرغم من اختراقها الواسع لمعظم الدول العربية ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية، ÙˆØ§Ù†ÙØªØ§Ø معظم عواصم العالم عليها.
تختل٠رؤية موسكو لـ"تل أبيب" عن رؤيتَي شريكتيها طهران ودمشق، Ùهي أول من اعتر٠بواقع وجود "الدولة" الإسرائيلية عام 1948ØŒ ÙƒÙ…ØØ§ÙˆÙ„Ø© Ù„Ø§ØØªÙˆØ§Ø¦Ù‡Ø§ من جهة، وبسبب وجود عدد كبير من المستوطنين الإسرائيليين، الروس الأصل، ÙÙŠ "المجتمع الإسرائيلي"ØŒ من جهة ثانية، ووجود كبار المسؤولين من أصل روسي أو سلاÙÙŠØŒ Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى سيطرتها على Ø§ØØªÙŠØ§Ø·ÙŠØ§Øª هائلة من Ø§Ù„Ù†ÙØ· والغاز شرقيّ المتوسط، ووجود تيار اقتصادي ضخم داخل روسيا Ù…ÙØ³ÙŠØ·ÙŽØ± عليه من يهود متعاطÙين مع "إسرائيل"ØŒ ويعمل على ØÙ…ايتها.
يأتي التباين بين طهران وموسكو ودمشق بشأن ØªØµÙˆÙ‘ÙØ±Ø§Øª هذه الأطرا٠لمستقبل الدولة السورية. والأمر لا ÙŠÙ†ØØµØ± ÙÙŠ طبيعة العلاقة بـ"تل أبيب" Ùقط، بل يذهب بعيداً ÙÙŠ نظرته إلى الشأن السوري الداخلي، وخصوصاً ما يتعلق بالقرار 2254ØŒ الصادر عن مجلس الأمن عام 2015ØŒ واختلا٠الرؤى بشأن ØªÙØ³ÙŠØ± بنوده، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى قضية السوريين Ø§Ù„ÙƒÙØ±Ø¯ ودورهم ÙÙŠ تركيبة الدولة السورية.
تنطلق موسكو ÙÙŠ Ùكرتها بشأن إعادة تشكيل نظام إقليمي جديد، ÙÙŠ أبعاده الأمنية والاقتصادية، من Ùكرة المشروع الأوراسي، الذي صاغه ألكسندر دوغين، واستعادة المشروع الإمبراطوري الروسي، وخصوصاً بعد الوصول إلى المياه Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¦Ø© شرقيّ المتوسط ÙÙŠ طرطوس ÙˆØÙ…يميم، والعمل على ضم سائر دول المنطقة إلى هذا النظام، بما ÙÙŠ ذلك "إسرائيل". وهي، ÙÙŠ ذلك، ØªÙØ«Ø¨Øª للجميع ØÙسن إدارتها للصراعات Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø© ÙÙŠ المنطقة، وتØÙˆÙŠÙ„ها إلى منطقة تعاون بين دوله، وتقديم الضمانات إلى الدول الغربية ÙƒØ§ÙØ© بشأن توÙير البيئة الآمنة لـ"إسرائيل". وهذا ما كان ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ بشأنه قبل الاستجابة للتدخل العسكري ÙÙŠ سوريا، ÙˆØØµØ± مهمته ÙÙŠ Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© الإرهاب، ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على ÙˆØØ¯Ø© سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، والامتناع عن الدخول ÙÙŠ الصراع بين Ù…ØÙˆØ±ÙŠ Ø·Ù‡Ø±Ø§Ù† دمشق Ùˆ"تل أبيب"ØŒ مع Ø§Ù„ØØ¯ من أضراره البشرية بالإنذار Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø¨Ù‘Ù‚.
تدرك موسكو أن دمشق لا يمكنها أن تذهب إلى إقامة علاقة بـ"تل أبيب" ÙÙŠ إطار معاهدة سلام مثل كثير من الدول العربية. ÙØ¯Ù…شق، أياً تكن، لا تستطيع التعاطي مع Ùلسطين إلا باعتبارهاً الجزء الأهم منها، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى Ø§ØØªÙ„ال منطقة الجولان. ÙˆÙŠÙØªÙˆÙ‘َج ذلك باستعادة الدور الإقليمي، وهو العامل الأهم ÙÙŠ ØÙ…ايتها من أطماع المØÙŠØ· الإقليمي، وخصوصاً "تل أبيب"ØŒ التي ØªÙØ¹ÙŽØ¯Ù‘ ÙÙŠ نظرها تهديداً وجودياً، وليس ØØ¯ÙˆØ¯ÙŠØ§Ù‹.
من هنا، تأتي Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات الدولية لإيجاد المخرج الملائم لتناقضات القوى الإقليمية وصراعها، عبر Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن صيغة ØÙŠØ§Ø¯ÙŠØ© الدولة السورية ÙÙŠ غربي آسيا. والأمر يتطلّب منها ألاّ تذهب Ù†ØÙˆ معاهدة سلام مع "إسرائيل"ØŒ وإنما التوق٠عن Ø§Ù„Ø§ØµØ·ÙØ§Ù Ø§Ù„ÙØ§Ø¹Ù„ ÙÙŠ المØÙˆØ± المقاوم، ÙÙŠ مقابل استعادة الجولان وسيطرتها على سائر الأراضي السورية Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø© والأراضي خارج السيطرة، ومن دون قطع علاقاتها بطهران، كما كانت الشروط السابقة ÙÙŠ بداية Ø§Ù„ØØ±Ø¨ عليها، لكن بلا مخالب عسكرية، وكل ذلك ÙÙŠ مقابل عودتها إلى جامعة الدول العربية، وتدÙÙ‘ÙÙ‚ الاستثمارات الخليجية والأوروبية من أجل إعادة البناء والإعمار، على Ù†ØÙˆ متراÙÙ‚ مع خروج الأميركيين من منطقة الجزيرة، وخروج قوات Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال التركي من الشمال السوري Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„.
تستثمر القوى، التي تعمل على إخراج سوريا من Ø§ØµØ·ÙØ§Ùها الإقليمي، الضغوطَ الاقتصادية الهائلة على السوريين ÙÙŠ الداخل، وعدم القدرة على إيجاد مخارج من ØØ§Ù„Ø© الاستعصاء الداخلي، ÙˆØªÙØ§Ù‚Ù… الأزمات واستمرار Ø§Ù†ØØ¯Ø§Ø± الخدمات، والمتراÙقة مع نقص الموارد، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى تزايد عمليات Ø¥ÙØ±Ø§ØºÙ‡Ø§ من قدراتها وخبراتها الشبابية.
على الرغم من كل الضغوط الاقتصادية، والرسائل المتعددة Ø§Ù„Ø£Ø·Ø±Ø§ÙØŒ Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى المغريات المالية، ÙØ¥Ù† خيارات دمشق لم ØªÙØºÙ„ÙŽÙ‚ بعدÙ. Ùهي لا تستطيع التØÙˆÙ„ إلى دولة ØÙŠØ§Ø¯ÙŠØ©ØŒ لأن الØÙŠØ§Ø¯ØŒ ÙÙŠ مثل ØØ§Ù„تها، هو Ø§ØµØ·ÙØ§Ù مخال٠ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØØµÙ‘Ùلة، وهو أكثر تهديداً لها ÙÙŠ المستقبل، وخصوصاً بخسارتها دورها الإقليمي الكامل، والذي لا يمكن أن تستعيده إلاّ باستمرار أداء دورها التاريخي من بوابة Ùلسطين، وليس من أي باب آخر، شرط أن تعمل بعمق على تغيير البيئة الداخلية بصورة جذرية كاملة. وأقصى ما يمكن أن تقدّمه هو هدنة ØªØªÙŠØ Ù„Ù‡Ø§ ÙØ±ØµØ© استعادة البناء والدور، Ùهل تستطيع ذلك؟
Ø£ØÙ…د الدرزي
المصدر: الميادين نت