Ø¨Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ù‚ Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¨ÙŠÙ† (هذا) Ùˆ(هذه)ØŒ نستطيع Ø§Ù‚ØªÙØ§Ø¡ أثر "الجنوسة اللغوية"ØŒ ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ جنس الكلمة ÙÙŠ اللغة العربية ÙƒÙ…ÙØ±Ø¯ مؤنث، أو Ù…ÙØ±Ø¯ مذكر. ولأننا عادة ما نبدأ Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ«Ù†Ø§ ØÙˆÙ„ها بعبارة: (هي Ø§Ù„ØØ±Ø¨) أو (هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨)ØŒ تلبس هذه Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø¯Ø© ثوب الأنوثة الناعمة ÙÙŠ اللغة ووجهها الغاضب ÙÙŠ الواقع، ولأن من يصنعها ÙÙŠ الغالب هو المذكر، لذلك نراه يلقي عليها دائماً رداء الذكورة الخشن.
Ø§Ù„ØØ±Ø¨ أنثى إذن، لكن ما أشد ÙØªÙƒÙ‡Ø§ بقرينتها الأنثى (المرأة)ØŒ وما أقسى قيدها ØÙˆÙ„ المعاصم ÙˆØ§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§ØØŒ عندما ØªÙØ±Ø¶ الصراع ÙˆØ§Ù„Ø¹Ù†ÙØŒ وتهدد كل شيء ØØªÙ‰ الوجود... هذا تماماً ما ØªÙØ¹Ù„Ù‡ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الدائرة اليوم بضراوة على الأرض السورية، والتي ما زالت مستمرة أمام أعيننا منذ عشر سنوات، وشتان بين أن تكون Ù…ØªÙØ±Ø¬Ø§Ù‹ أو أن تكون منخرطاً بالمأساة، ÙØ§Ù„ÙØ±Ù‚ يصيب لبّ الØÙŠØ§Ø©ØŒ وطريقة عيشها. لذا سأكون مباشراً ÙÙŠ عرض معاناة المرأة السورية من دون اللجوء إلى الكنايات أو الاستعارات، ذلك أنّ رشّ السكر على كل ما هو موجع ومرّ، يبدو ضرباً من الخيال وهدراً للوقت ليس إلا، كما وأنني مؤمن أن هذه المعاناة ستستØÙŠÙ„ ملØÙ…Ø© لا Ù…ØØ§Ù„ة، وأن هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ستنتهي ولو بعد ØÙŠÙ†.
ليس من الصعب أن Ù†Ø¹Ø±ÙØŒ Ø¨ÙØ¶Ù„ بعض القراءات والتØÙ„يلات السياسية، كي٠تبدأ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ وكي٠تدور Ø±ØØ§Ù‡Ø§ØŒ ولكننا لا نعر٠ببساطة متى وأين تنتهي، وسيظلّ٠السؤال Ø§Ù„Ù…Ù„Ù‘Ø ÙˆØ§Ù„Ø°ÙŠ لا مناص منه هنا، هو كي٠مرّت هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على جسد الشعب السوري، بل وكي٠غيّرت من خريطته الاجتماعية، وما المكان الذي باتت المرأة السورية ØªØØªÙ„Ù‡ على هذه الخريطة؟
لست هنا بصدد استخدام مقايس الألم لإعطاء تراتبية لأكثر المتأثرين تضرراً، ذلك أن Ù…ÙØ±Ø²Ø§Øª Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ونتائجها، تنعكس على الجميع دون استثناء بشراً كانوا أم ØØ¬Ø±Ø§Ù‹. لكنني ÙØ¶Ù„ت ÙÙŠ مقالي هذا أن ألقي الضوء على المرأة السورية من دون غيرها، كونها الأم والأخت والزوجة والابنة، علَّ العالم يعي، من خلال هذا Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ØŒ ويلات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙˆÙØ¯Ø§ØØ© تأثيراتها. Ùقد Ù†Ø²Ø Ø£ØºÙ„Ø¨ÙŠØ© "العنصر المذكر" من Ø³Ø§ØØ© الØÙŠØ§Ø© السورية إلى Ø³Ø§ØØ§Øª الموت، ÙÙŠ المعارك أو ÙÙŠ بلاد الهرب واللجوء، لتجد المرأة السورية Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ مرغمة على أخذ "دور البطولة" المطلقة ÙÙŠ البنية الاجتماعية الجديدة Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆØ¶Ø©ØŒ وما أقساه من دور، ÙŠØÙ…ّلها مسؤوليات جساماً؛ معنوية ومادية على ØØ¯Ù‘ سواء، ÙØªØ±Ø§Ù‡Ø§ تصنع من الدمع خبزاً تطعم به جوع الأيام...
ومع أن الجميع يبتغي بلا شك دور البطولة والريادة ÙÙŠ مختل٠المجالات، ويسعون إليه بكل إصرار، لكن البطولة ÙÙŠ خضم هذه Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« باتت بالنسبة لسيدات سوريا عبئاً يثقل الكاهل، وقيداً يلت٠ØÙˆÙ„ الأعناق. إذ يبدو أنّ Ø§Ù„Ø¸Ø§ÙØ± بكأس البطولة هذا لا يتجرع منها إلا الخسارات المرّة..
ورغم ذلك... لم يكن الاستسلام هو الØÙ„ بالنسبة إلى نساء سورية، بل اخترن العزيمة على المواجهة وكنَّ قادرات على التكي٠والتأقلم مع الأزمة وتبعاتها رغم Ø§Ù„ÙƒÙ„ÙØ© العالية. ولقد قلب "الأمر الواقع" الجديد الكثير من المقاييس، Ùما كان مستهجناً ومرÙوضاً ÙÙŠ الماضي، بات ÙÙŠ زمن Ø§Ù„ØØ±Ø¨ مقبولاً واعتيادياً. ولمَ لا، وقد تصدرّت المرأة السورية عناوين الأخبار والصØÙ نتيجة الأعمال الجديدة التي امتهنتها ÙÙŠ ظلّ الأزمة والتي تجاوزت الأعمال "الأنثوية" التي ØØ¯Ø¯ØªÙ‡Ø§ التقاليد المتوارثة سابقاً. ÙØ¨ØªÙ†Ø§ نراها اليوم سائقة لوسائل النقل العامة، بائعة لليانصيب، عاملة ÙÙŠ المقاهي ÙˆÙÙŠ مشاريع البناء، مناوبة ليلية Ù„ØØ±Ø§Ø³Ø© المنشآت، والأهم من كل ذلك، نراها تق٠على طوابير المواد الأساسية ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬Ø§Øª اليومية الشØÙŠØØ© منذ ساعات Ø§Ù„ÙØ¬Ø± الأولى، لتصير "السوبرمان" المنقذ Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ عائلتها Ø§Ù„Ù…Ù†ØªØ¸ÙØ±ÙŠÙ†.
ولقد مثّلت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ السورية بØÙ‚ Ø¹Ø§ØµÙØ© شديدة أدّت إلى زعزعة Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… كثيرة، من بينها Ù…Ùهوم "الأدوار الجندرية" التقليدية السائد ÙÙŠ المشهد العربي، ÙˆÙØ±Ø¶Øª تغييراً ØØªÙ…ياً ÙÙŠ ركائز ومسلمات هذا المÙهوم، ÙˆÙÙŠ تطبيقاته أيضاً، ذلك لأن "Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø©" إلى هذا التغيير لم تكن قوية ÙˆØØ³Ø¨ØŒ بل وعامة أيضاً لدى جميع ÙØ¦Ø§Øª الشعب السوري ومكوناته، ومن الطبيعي أن ÙŠØ¯ÙØ¹ الجميع الثمن لتلبيتها، ØØªÙ‰ لو كان هذا الثمن استبدال الكثير من الأÙكار والقيم التي كانت Ùيما مضى سائدة وراسخة.
ورغم ذلك... لم يسرق تغيّر الأدوار هذا، ولا جØÙŠÙ… Ø§Ù„ØØ±Ø¨ Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ من الأنثى السورية سماتها الرقيقة، بل زاد عليها الكثير من Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù†ÙŠØ© السامية، وعلَّمها كي٠تصنع من جرØÙ‡Ø§ عكازاً تتكئ٠عليه لتتجاوز Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± الأليم Ù†ØÙˆ المستقبل. ØØªÙ‰ لقد بات معظم النساء السوريات والعراقيات والليبيات واللبنانيات –المكلومة قلوبهن من الÙقد– يسعين جاهدات إلى بثّ Ø«Ù‚Ø§ÙØ© Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø ÙˆØ§Ù„ØºÙØ±Ø§Ù† ÙÙŠ وجدان أجيال المستقبل، بعيداً من العن٠والثأر والرغبة بالاقتصاص. ÙØ¥Ø¹Ø§Ø¯Ø© البناء والترميم بنظرهنَّ، ØªØØªØ§Ø¬ مستقبلاً خالياً من تكرار أخطاء هذه المأساة، وهذه لعمري ÙˆØ§ØØ¯Ø© من أبهى صور التضØÙŠØ© وأعلى مستويات الوطنية والانتماء.
ولئن كانت إيجابيات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بالعموم شبه معدومة، إلَّا أن نوراً Ø®Ø§ÙØªØ§Ù‹ كان يتبدَّى دائماً ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© تضامن الجهود النسائية ÙÙŠ سوريا مع بعضها، من خلال زيادة عدد الجمعيات والمؤسسات التي ØªÙØ¹Ù†Ù‰ بالأسرة بشكل عام، وبالمرأة بشكل خاص، لتمكينها وتأهيلها على الوجه الذي يتماشى مع متطلبات الوضع الراهن. الأمر الذي يساعد على تثقي٠المرأة وتØÙيزها لمواجهة صعاب Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ وإطلاق مشاريعها الخاصة لتعزيز ما لديها من نقاط قوة واكتساب أخرى جديدة، ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لتجاوز العقبات وخلق بنية اجتماعية ووضع اقتصادي آمنين ولو نسبياً، وهذا ما ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± جلياً قدرة المرأة على Ø§ØØªÙˆØ§Ø¡ الأزمات، وإيجاد الØÙ„ول البديلة للخروج من الصراعات بأقل الخسائر، والسير قدماً باتجاه بر الاستقرار.
إنَّ الصراع، كما أثبت التاريخ ÙÙŠ مناسبات عديدة، أمر Ù…ØØªÙˆÙ… على طريق تطور الأمم، من اليابان إلى ألمانيا ومروراً بالصين وروسيا وغيرها من الدول. إذ تساعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بشكل أو آخر على استكشا٠الذات والتعر٠الى كنوزها وقدراتها المخبأة والتي توارت Ø¨ÙØ¹Ù„ الزمن ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ¨ÙˆØØ©. وهذا ما نتطلع إليه بخصوص الأزمة السورية، ÙØ§Ù„وقت الصعب لابد سينتهي، آخذاً معه الكثير من العادات والتقاليد البالية والأدوار النمطية، وتاركاً نساء قويات –رغم الألم– قادرات على صون مكانتهنَّ المجتمعية، وتØÙ‚يق استقلاليتهن المادية، وموجودات ÙˆÙØ§Ø¹Ù„ات على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ø´Ù‡Ø¯ السوري العام.
لقد ÙØ·Ù†Øª المرأة السورية منذ بدايات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأولى إلى ضرورة أن تنأى Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ عن الاستسلام لدور الضØÙŠØ© والبكاء على أطلال ماضيها الجميل والمرÙَّه، وهبّت مباشرة للتطلع Ù†ØÙˆ مستقبل تكون Ùيه شريكةً ØÙ‚يقيةً، ليس Ùقط ÙÙŠ المØÙ† بل ÙˆÙÙŠ أوقات السلم والأمن والبناء. ÙØ§Ù„قليل الذي كان ÙŠÙØ·Ù„ب منها قبل Ø§Ù„ØØ±Ø¨ لم يعد طموØÙ‡Ø§ المثالي الوØÙŠØ¯ØŒ لأن الØÙ„Ù… الذي تشكله اليوم، يشي بغد٠تكون Ùيه عنصراً ÙØ¹Ø§Ù„اً ÙÙŠ عملية البناء والقيادة، أسوةً بنساء ألمانيا بعد Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية، ومَن Ø£ÙØ¶Ù„ من المرأة لتكون مثلاً أعلى لنظيرتها المرأة ÙÙŠ الظرو٠المتماثلة؟
أخيراً... يقولون إن "الهزيمة يتيمة... أما النصر Ùله أل٠أب"ØŒ وأنا بدوري أضي٠على هذه المقولة: "أما النصر Ùله أل٠أم أب"ØŒ Ùلا نصر يتم من دون وجود Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø£Ù†Ø«ÙˆÙŠØ© ÙÙŠ طياته، ولا Ø£Ù„Ù…Ù‘Ø Ù‡Ù†Ø§ إلى النصر بالمعنى التقليدي، ذلك الذي ÙŠØ¸ÙØ± به الجنود على الجبهات ÙˆÙÙŠ Ø³Ø§ØØ§Øª المعارك؛ بل النصر الذي تشارك المرأة Ùيه انطلاقاً من إيمانها بأن Ø§Ù„ØØ±Ø¨ وإن كان يصنعها الرجال، ÙØ¥Ù† مسؤولية النجاة منها تترتب على عاتق الجميع، نساء ورجالاً، كل من موقعه... وكل Ø¨ØØ³Ø¨ استطاعته.
أما الختام... Ùللمرأة السورية والعراقية والليبية واللبنانية بشكل خاص والعربية بشكل عام منّا أل٠تØÙŠØ© وسلام.