خالد اليماني -المصدر: اندبندنت عربيّة
كثر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ مراكز الدراسات والبØÙˆØ« ووسائل الإعلام العالمية عن دخول أميركا مرØÙ„Ø© Ø§Ù„Ø§ØØªØ¶Ø§Ø± السريري، وأÙول نجمها الذي سطع بعد نهاية Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالمية الثانية، ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ بعد نهاية Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الباردة وانهيار جدار برلين عام 1989ØŒ وسقوط Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي بعده بعامين.
ومع انهيار الثنائية القطبية، برزت أميركا، القوة العظمى Ø§Ù„Ø£ÙˆØØ¯ ÙÙŠ العالم، ÙˆØªÙØ±Ø¯Øª بنموذجها السياسي وتطورها الاقتصادي وتقدمها التكنولوجي وتÙوقها العسكري، ما عزز ÙˆØØ¯Ø© الدول المنضوية ÙÙŠ ØÙ„٠شمال الأطلسي ÙˆØªØØ§Ù„ÙØ§ØªÙ‡ العالمية الواسعة. ÙˆÙÙŠ المقابل، واجهت أميركا ØªØØ¯ÙŠØ§Ù‹ دؤوباً لمكانتها العالمية من قبل روسيا والصين.
ÙˆØØªÙ‰ السادس من يناير (كانون الثاني) 2021ØŒ لم يجد المØÙ„لون الدوليون مادة لإشباع تناولهم Ù„Ùكرة نهاية العصر الأميركي، ØØªÙ‰ جاءت التطورات التي راÙقت الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 لتقدم مادة دسمة ما زالت تتوالى هزاتها الارتدادية، وتتضارب التوقعات بين قدرة المؤسسات على استعادة الهيبة الأميركية أو ÙØ´Ù„ها. أخيراً وبمناسبة الذكرى الأولى Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« الكونغرس، قال المÙكر السياسي ÙØ±Ø§Ù†Ø³ÙŠØ³ Ùوكوياما ØµØ§ØØ¨ كتاب "نهاية التاريخ"ØŒ الذي يمجد العصر الأميركي، "إن صورة المثل الأميركي كمنارة عالمية للديمقراطية قد تشوّهت كثيراً".
Ùللمرة الأولى ÙÙŠ التاريخ السياسي الأميركي، ÙŠÙØ¨Ø¯ÙŠ Ø±Ø¦ÙŠØ³ أميركي معارضة شديدة Ù„ØÙ‚يقة هزيمته ÙÙŠ الانتخابات، ولم يكتÙ٠الرئيس الـ45 دونالد ترمب Ø¨Ø±ÙØ¶ الإقرار بهزيمته، بل ذهب إلى اعتبار أن الانتخابات "Ø³ÙØ±Ù‚ت منه"ØŒ والأسوأ من كل هذا ØªØØ±ÙŠØ¶ أتباعه على التمرد ومهاجمة الكابيتول مقر الديمقراطية الأميركية ورمز ÙˆØØ¯Ø© الأمة، والطلب من نائبه Ø±ÙØ¶ نتائج الانتخابات ØÙŠÙ†Ù…ا تعرض ÙÙŠ الكونغرس. ولما كان الأمر غير مسبوق ÙÙŠ تاريخ الديمقراطية الأميركية، Ùقد Ø£ØØ¯Ø« خضّة ÙÙŠ المجتمع الأميركي ما زال يعاني آثارها، وباعتقادي لن ÙŠØªØØ±Ø± من مخاوÙها ولو بعد ØÙŠÙ†.
ومن خلال Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ سوابق الأزمات الدستورية ÙÙŠ الدولة الأميركية، يمكن الإشارة إلى Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأهلية الأميركية التي مزقت البلاد نهاية القرن التاسع عشر، إلا أن الإجراءات التي اعتمدها الرئيس الـ16 أبراهام لينكون الذي قاد البلاد خلال سنوات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأهلية (1861-1865) Ù†Ø¬ØØª ÙÙŠ الØÙاظ على Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ وتعزيز الØÙƒÙˆÙ…Ø© الÙيدرالية ضد Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØµØ§Ù„ØŒ والتي Ø¯ÙØ¹ لينكون ØÙŠØ§ØªÙ‡ ثمناً لها.
ÙˆÙÙŠ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، خرج الرئيس الـ37 ريتشارد نيكسون من البيت الأبيض مستقيلاً من دون ملاØÙ‚ات قضائية، على الرغم من اتهامه Ø¨ÙØ¶ÙŠØØ© "ووترغيت" المتصلة بالتجسس على خصومه ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الديمقراطي، وذلك بناءً على Ø§ØªÙØ§Ù‚ مع الرئيس التالي جيرالد Ùورد الذي كان نائباً للرئيس، رغبة ÙÙŠ الØÙاظ على صورة الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© وعدم تشويهها. تاريخ الرئاسة الأميركية التي مر عليها 46 رئيساً، مليء بالتجاوزات، وأبرزها Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ø الجنسية، مثل ÙØ¶ÙŠØØ© الرئيس الـ42 بيل كلينتون، ولكن هذه Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ø لم تبلغ نهاياتها الدستورية. وتبقى مقدرة المؤسسات الديمقراطية التي ØªÙˆÙØ± عبر نظام الضوابط والتوازنات لكل ÙØ±Ø¹ من ÙØ±ÙˆØ¹ الØÙƒÙˆÙ…ة، سلطات ÙØ±Ø¯ÙŠØ© للتØÙ‚Ù‚ بألا ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„ÙØ±ÙˆØ¹ الأخرى قوية للغاية، وهي الدليل على ØªÙØ±Ø¯ النموذج السياسي الديمقراطي الأميركي.
استطلاعات الرأي التي انتشرت بداية العام Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ ÙÙŠ الإعلام الأميركي عكست ØØ§Ù„ الانقسام ÙÙŠ المجتمع الأميركي، إذ أكد ثلثا الأشخاص الذين استطلعت آراءهم شبكة "سي بي أس نيوز"ØŒ أن "Ø£ØØ¯Ø§Ø« السادس من يناير كانت علامة على زيادة العن٠السياسي، وأن الديمقراطية الأميركية لا تزال مهددة"ØŒ أما استطلاع صØÙŠÙØ© "واشنطن بوست" Ùقد أكد أن اعتزاز الشعب الأميركي بديمقراطيته تراجع إلى 54 ÙÙŠ المئة مقابل 90 ÙÙŠ المئة ÙÙŠ عام 2002. ومن جهة أخرى، لا يزال ثلثا ناخبي ترمب يعتقدون أن جو بايدن ليس الرئيس الشرعي، وأن هناك 26 ÙÙŠ المئة من الأميركيين يريدون عودة الرئيس السابق ÙÙŠ انتخابات 2024. وخلص استطلاع أجرته مؤسسة "شوين كويرمان" Ù„Ù„Ø£Ø¨ØØ§Ø« إلى أن أكثر من نص٠الأميركيين يعتقدون أن الديمقراطية الأميركية Ù…ÙØ¹Ø±Ù‘ضة لخطر الانقراض
.
ØØ§Ù„ الانقسام السياسي هذا هو ما وعد الرئيس بايدن بمعالجته وترميم الانشقاق الرأسي ÙÙŠ النظام السياسي الأميركي، وهو انقسام يشبه إلى ØØ¯ كبير ذلك الذي واجهه الرئيس لينكولن خلال Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأهلية للØÙاظ على Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯. Ùهل سيكون بمقدور الرئيس بايدن أن يكون لينكولن العصر الأميركي المتجدد ÙÙŠ قيادة Ø¯ÙØ© Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª العميقة والضرورية، لرأب الصدع قبل الانتخابات النصÙية للكونغرس ÙÙŠ نوÙمبر (تشرين الثاني) المقبل، مع Ø§ØØªÙ…الات العودة القوية Ù„Ù„ØØ²Ø¨ الجمهوري إلى ØºØ±ÙØªÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙ†ØºØ±Ø³ØŒ ما سيعوق جهود الرئيس والديمقراطيين لمعالجة Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ø§Ù„ØºØ§Ø¦Ø±Ø© ÙÙŠ المنظومة السياسية الأميركية قبل انتخابات 2024.
ومع يقيننا بأن عامل الوقت وجلل المهمة الماثلة أمام بايدن قد لا ÙŠÙ…Ù†ØØ§Ù†Ù‡ قدرة كبيرة على المناورة، نظراً لتعقيدات Ø§Ù„Ù…Ù„ÙØ§Øª الكثيرة الداخلية منها والخارجية القابعة أمامه ÙÙŠ المكتب البيضاوي، ولكن خبرة الرجل الطويلة وانغماسه ÙÙŠ المؤسسة السياسية الأميركية وعمله الطويل ÙÙŠ الكونغرس، قد تؤهلانه للقيام بهذه المهمة التاريخية. Ùمن جهة هناك المعركة الوطنية لمواجهة انتشار Ø¬Ø§Ø¦ØØ© كورونا ومتØÙˆØ±Ø§ØªÙ‡Ø§ØŒ وعودة عجلة الاقتصاد الأميركي إلى دورانها الطبيعي، وهناك خطة "بايدنومكس" أو "إعادة البناء بشكل Ø£ÙØ¶Ù„"ØŒ وهي المشروع الاقتصادي والاجتماعي الأهم ÙÙŠ العقود الأخيرة على المستوى الداخلي، ويستهد٠الاستثمار ÙÙŠ البنية الأساسية الأميركية المتقادمة، وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي والاستثمار ÙÙŠ التعليم ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« العلمي لإعادة التألق للعصر الأميركي.
أما Ø§Ù„Ù…Ù„ÙØ§Øª الخارجية التي تواجه هذه الإدارة Ùهي كثيرة، وتق٠روسيا والصين وإيران ÙÙŠ الصدارة، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى تركيز الإدارة على استعادة ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª أميركا عبر الأطلسي، والعمل الجماعي ÙÙŠ ØÙ„٠شمال الأطلسي، والقيادة الأميركية للمنظمات الدولية، وقد لخصها الرئيس بايدن ÙÙŠ خطاب السياسة الخارجية ÙÙŠ 4 ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ± (شباط) 2021 ÙÙŠ وزارة الخارجية. وهذه الموضوعات سبق ÙˆØ£ÙØ±Ø¯Øª لها Ù…Ø³Ø§ØØ© تقييمية ÙÙŠ مقالي بعنوان "عام بايدن الأول"ØŒ والذي أبرزت Ùيه انتهاز هذه الدول لهذه Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التاريخية للوضع الداخلي الأميركي لممارسة أقصى درجات الضغط لتØÙ‚يق مكاسب دولية، مستغلة الغياب الأميركي ØÙŠÙ†Ø§Ù‹ØŒ والارتباك ÙÙŠ الرسائل التي تخرج من البيت الأبيض ÙÙŠ Ø£ØØ§ÙŠÙŠÙ† أخرى.
ÙˆÙÙŠ الØÙ‚يقة، ÙØ¥Ù† معارك بايدن ÙˆØªØØ¯ÙŠØ§ØªÙ‡ جلها تتركز ÙÙŠ الكونغرس وعند الطبقة السياسية، وما ÙŠÙØ§Ù‚Ù… تعقيدها زيادة Ø§Ù„Ø§ØØªÙ‚ان والتمترس السياسي بين Ø§Ù„ØØ²Ø¨ÙŠÙ† الديمقراطي والجمهوري، هذا ÙÙŠ الوقت الذي لا يزال الديمقراطيون Ùيه يمسكون بزمام المبادرة السياسية، أو يكادون. ÙÙÙŠ كل Ø§Ù„Ù…Ù„ÙØ§Øª المعروضة على الكونغرس مثل ØØ²Ù…Ø© الإغاثة المتعلقة Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø§Ø¦ØØ©ØŒ وبرامج الضمان الاجتماعي، ومبادرات المناخ، والبنية Ø§Ù„ØªØØªÙŠØ©ØŒ ÙˆØ¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠØ© التصويت، ÙØ¥Ù† الجمهوريين يعتقدون أن Ø§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ الهائل سيؤدي إلى مزيد من التضخم وزيادة الدين القومي، Ùيما يؤكد الديمقراطيون أن Ø§Ù„ØØ²Ù…Ø© ستساعد ÙÙŠ تخÙي٠التضخم ÙˆØ±ÙØ¹ مؤشرات النمو الاقتصادي طويل الأجل.
ويتواصل ØØ§Ù„ Ø§Ù„Ø§ØØªÙ‚ان ØÙŠØ§Ù„ موضوع التØÙ‚يقات ÙÙŠ Ø£ØØ¯Ø§Ø« السادس من يناير 2021 ÙÙŠ الكونغرس، Ùلجنة التØÙ‚يق Ø§Ù„Ù…ÙØ´ÙƒÙ‘لة من سبعة ديمقراطيين وجمهوريين اثنين، من المقرر أن تصدر تقريرها الأول خلال الصي٠المقبل. ويعتقد الديمقراطيون أن تØÙ‚يقاتها "مهمة لمستقبل الديمقراطية"ØŒ Ùيما يرى الجمهوريون أنها "مضيعة للوقت" ويتهمون خصومهم الديمقراطيين باستخدام التØÙ‚يق "ÙƒØ³Ù„Ø§Ø Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠ ØØ²Ø¨ÙŠ Ù„Ø¥ØØ¯Ø§Ø« مزيد من الانقسام ÙÙŠ البلاد". ÙØ¥Ù„Ù‰ أي مدى يمكن للديمقراطيين الذهاب بتØÙ‚يقهم خشية أن ÙŠØ¯ÙØ¹ باتجاه مزيد من تعميق الشرخ المجتمعي والسياسي؟ Ùيما يرى المراقبون أن نتائج الانتخابات النصÙية ÙÙŠ نوÙمبر المقبل قد تعطل جهود التØÙ‚يق لو تمكن الجمهوريون من العودة القوية راكبين تيار الشعبوية الترمبية
وما يزيد المشهد السياسي ÙÙŠ داخل الكونغرس تعقيداً، مواصلة سيطرة الرئيس ترمب على Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الجمهوري ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„Ø© امتلاكه، واختطاÙÙ‡ لتيار اليمين الأميركي Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظ، أو Ø§Ù„ØªÙ„ÙˆÙŠØ Ø¨Ø´Ù‚ صÙÙˆÙÙ‡ وتكوين تيار سياسي جديد يميني متطرÙ. وتتØÙظ قيادات Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الجمهوري ÙÙŠ الكونغرس ÙÙŠ موضوع ÙØªØ النقاش ØÙˆÙ„ تأثير الظاهرة الترمبية الشعبوية لخطورتها على مستقبلهم السياسي. ÙØ¥Ù† أصواتاً جمهورية شجاعة، ولكن نادرة، تنتقد ØØ§Ù„ Ø§Ù„Ø§Ø®ØªØ·Ø§ÙØŒ مثل ليز تشيني نائبة رئيس لجنة التØÙ‚يق ÙÙŠ Ø£ØØ¯Ø§Ø« الكونغرس، التي قالت أخيراً، "إن البلاد Ø¨ØØ§Ø¬Ø© Ù„ØØ²Ø¨ جمهوري قوي للمضي قدماً، لكن ØØ²Ø¨Ù†Ø§ يجب أن يختار إما أن نكون مخلصين لدونالد ترمب أو نكون مخلصين للدستور، لكننا لا نستطيع أن نكون الاثنين معاً".
وقد تعرّضت السيدة تشيني هذا الأسبوع لانتقاد شديد من قبل اللجنة الوطنية Ù„Ù„ØØ²Ø¨ الجمهوري، التي اعتبرت ما تقوم به النائبة الجمهورية داخل لجنة التØÙ‚يق ÙÙŠ Ø£ØØ¯Ø§Ø« السادس من يناير 2021ØŒ "اضطهاداً لمواطنين عاديين كانوا منخرطين ÙÙŠ التعبير عن خطاب سياسي مشروع"ØŒ وكان رد السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية ÙÙŠ مجلس الشيوخ Ù„Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن السيدة تشيني ولجنة التØÙ‚يق تأكيده أن Ø£ØØ¯Ø§Ø« الكونغرس كانت "تمرداً Ø¹Ù†ÙŠÙØ§Ù‹".
ويبقى الأمل ÙÙŠ الØÙƒÙ…اء من أمثال ميتش ماكونيل والرئيس بايدن وبقية العقلاء ÙÙŠ الكونغرس من Ø§Ù„ØØ²Ø¨ÙŠÙ†ØŒ للإبقاء على Ø§Ù„ØªÙ†Ø§ÙØ³ التقليدي ÙÙŠ الرؤى Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة والليبرالية مع الØÙاظ على قوة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯. وقد لخّص مستشار الأمن القومي جيك Ø³ÙˆÙ„ÙŠÙØ§Ù† ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« له أخيراً ÙÙŠ مجلس العلاقات الخارجية، توجه بايدن للعمل على "التماسك والاستقرار السياسي، والالتزام المشترك على الرغم من الÙوارق Ø§Ù„ØØ²Ø¨ÙŠØ© Ù„ØÙ…اية المؤسسات الرئيسة والقيم الديمقراطية الأميركية".
هذه هي الرسالة التي نقلها الرئيس بايدن ÙÙŠ خطابه ÙÙŠ الكونغرس يوم الخميس الماضي، ØÙŠÙ†Ù…ا وجه كلماته للسيد ماكونيل بالقول، "أنا لا أريد الإساءة إلى سÙمعتك (باعتباره خصماً سياسياً)ØŒ ولكن دعني أقول إنك رجل Ø´Ø±ÙŠÙØŒ وشكراً لكونك صديقي". ودعا إلى Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø©ØŒ وأهاب بالسياسيين "جسر الانقسامات الملموسة ÙÙŠ صÙو٠الأمة"ØŒ Ù…Ø¶ÙŠÙØ§Ù‹ أن "Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© لا تعني أن علينا Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ على كل شيء، ولكن Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© أن يؤمن عدد كاÙ٠منّا بجوهر الأشياء الأساسية، ألا وهي Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù…ØŒ والإيمان بالولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© الأميركية".
وقد تؤهل التطورات التاريخية الاستثنائية التي تمر بها أميركا، رئيسها ليكون لينكولن العصر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مع ÙØ§Ø±Ù‚ كبير ÙÙŠ الظرو٠بين الرجلين يصب ÙÙŠ ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø±Ø¦ÙŠØ³ لينكولن، Ùقد كان يرمم شرخاً داخلياً، ولم يكن العامل الخارجي ØØ§Ø¶Ø±Ø§Ù‹ بقوة، مثل الوضع الذي يواجه الرئيس بايدن، Ùقد كانت البلاد تعيش ÙÙŠ مرØÙ„Ø© تاريخية تسمى "الانعزالية السياسية"ØŒ والتي تجنبت من خلالها الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© التشابكات الاقتصادية والسياسية مع الدول الأخرى. أما اليوم ÙØ¥Ù† اقتصاد أميركا يقود "العولمة"ØŒ بالتالي ÙØ¥Ù† انخراط أميركا ÙÙŠ الشؤون الدولية كبير ومتشعب، كما أن تدخلات الآخرين ÙÙŠ الشأن الأميركي ÙÙŠ تزايد، مثل تورّط روسيا ÙÙŠ دعم ØÙ…لة ترمب الانتخابية، وتأثير الصين على الاقتصاد الأميركي.
ويبقى السؤال المÙÙ„ØÙ‘ØŒ هل ØªÙ†Ø¬Ø Ø¬Ù‡ÙˆØ¯ ترميم الانقسامات "الملموسة" أم أن جدلية التاريخ سيكون لها قراءتها Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŸ هل شاخت المؤسسات الديمقراطية الأميركية بما ÙŠØÙˆÙ„ دون مقدرتها على تجديد Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ وتجاوز العثرات والمؤامرات؟ المؤشرات جميعها ØªØ±Ø¬Ù‘Ø Ù‚Ø¯Ø±Ø© الديمقراطية الأميركية على إعادة Ø§ÙƒØªØ´Ø§Ù Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ ÙØ§Ù„دولة الأميركية تمتلك موارد اقتصادية هي الأقوى ÙÙŠ العالم، ومؤسسات عسكرية وأمنية هي Ø§Ù„Ø£ÙƒÙØ£ والأكثر قدرة على ØÙ…اية النظام الدستوري ÙˆÙ…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ø´Ù†Ø·Ù† ÙÙŠ العالم
.ÙÙŠ كتابه بعنوان "منقطع النظير، لماذا ستبقى أميركا القوة العظمى Ø§Ù„Ø£ÙˆØØ¯ ÙÙŠ العالم؟"ØŒ يقول مايكل بيكلي أستاذ العلوم السياسية ÙÙŠ جامعة (ØªØ§ÙØªØ³)ØŒ إن العصر الأميركي Ø¨Ø§Ù‚ÙØŒ وإن هيمنة واشنطن على النظام الدولي ستستمر لعقود قادمة على الأقل، مستعرضاً مصادر قوة النظام الأميركي وعناصر ضع٠خصومه مثل الصين وروسيا، ولكنه أقر بأن انهيار أميركا لن يكون بسبب ضع٠مواردها الاقتصادية أو قوتها العسكرية، ولكن Ø¨ÙØ¹Ù„ الانقسامات السياسية ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ مع اعتقاده أن المجتمع الأميركي قادر على تجاوز العثرات.
ÙˆÙŠØØ§ÙˆÙ„ بيكلي Ø¥ØØ¯Ø§Ø« المقارنة مع الصين باعتبارها اليوم الدولة الثانية على مستوى العالم، إذ يقول إن لدى أميركا ثلاثة أضعا٠ثروة الصين، وخمسة أضعا٠قدرتها العسكرية، وإن هذا البون الشاسع Ø³ÙŠØØªØ§Ø¬ من الصين إلى سنوات طويلة من Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø©. ويقر الكاتب بأن الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© تواجه خللاً، وأن السيناريو الأكثر Ø§ØØªÙ…الاً هو الاضمØÙ„ال الداخلي، Ùقد انهارت إمبراطوريات عظيمة بسبب الانقسامات السياسية الداخلية وانتشار Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ وليس بسبب بروز قوى Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø© ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الدولية. ونتيجة لذلك، ÙØ¥Ù† المشاكل الداخلية تزيد من خطورة الوضع، ÙØ¹Ø¯Ù… المساواة والتوترات العرقية والثقاÙية الآخذة بالازدياد، وتضخم الدين الداخلي، وتدهور البنية Ø§Ù„ØªØØªÙŠØ© المتقادمة، ÙÙŠ ظل عدم وجود مؤسسات سياسية ÙØ§Ø¹Ù„ة، يمكن لهذه المشاكل أن تخرج عن السيطرة.
إن Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙƒØ¨Ø± أمام أميركا ونخبها السياسية ومؤسساتها المدنية والعسكرية ومؤسسات الÙكر ورئيسها بايدن، يكمن ÙÙŠ مواجهة الخلل السياسي وترميم الشرخ المجتمعي، والتركيز على الآثار المدمرة Ù„Ù„Ø·Ø±ÙˆØØ§Øª الشعبوية التي تغذي الغرائز وتنخر ÙÙŠ جسد أمة عظيمة. وتبقى المخاطر مشرعة الأبواب لعودة الترمبية بقوة مع تغييب أو اختطا٠للتيار Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظ، الذي كانت له إسهامات كبيرة ÙÙŠ بناء Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الأميركي والØÙاظ على إرث الآباء المؤسسين.
ويزداد التشاؤم ØÙŠØ§Ù„ ما قد يجري ÙÙŠ الانتخابات النصÙية ÙÙŠ نوÙمبر المقبل والانتخابات الرئاسية ÙÙŠ 2024. ويقول توماس هومر ديكسون المدير التنÙيذي لـ"معهد الشلال" التابع لجامعة الطريق الملكي الكندية، "إن الديمقراطية الأميركية قد تنهار، مسببةً عدم استقرار سياسي داخلي عميق، وعن٠أهلي منÙلت"ØŒ Ù…Ø¶ÙŠÙØ§Ù‹ أنه "ÙÙŠ عام 2030ØŒ إن لم يكن قبل ذلك، ÙØ¥Ù† أميركا يمكن أن تØÙƒÙ…ها ديكتاتورية يمينية".
Ùهل سيكون بمقدور بايدن والعقلاء من الطبقة السياسية ÙÙŠ واشنطن إخراج أميركا من هذا النÙÙ‚ غير Ù…ØØ³ÙˆØ¨ العواقب؟