سعيد Ø§Ù„ØØ§Ø¬ -الجزيرة.نت
اجتمع ÙÙŠ 13 ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ±/شباط الجاري رؤساء 6 Ø£ØØ²Ø§Ø¨ تركية معارضة من أجل التواÙÙ‚ ØÙˆÙ„ خريطة طريق أولية للعودة إلى النظام البرلماني ÙÙŠ البلاد بعد انتخابات 2023. وقد ضم الاجتماع Ø£ØØ²Ø§Ø¨Ø§ من مشارب Ùكرية وسياسية وأيديولوجية متباينة وأØÙŠØ§Ù†Ø§ متناقضة، ما زاد من أهمية اللقاء وأهمية تØÙ„يله واستشرا٠مستقبل التعاون بين هذه Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨.
المعلن بخصوص هذا الاستقطاب العميق أنه يدور ØÙˆÙ„ النظام الرئاسي، ÙØ§Ù„ØªØØ§Ù„Ù Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… يريد استمراره، بينما يريد Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠المعارض العودة للنظام البرلماني، ÙˆÙÙŠ الجوهر يمكن القول إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو Ù…ØÙˆØ± هذا الاستقطاب بØÙŠØ« يضم Ø§Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Ù† المذكوران مؤيديه ومعارضيه على التوالي
الاستقطاب
ÙÙŠ ظل النظام البرلماني الذي ØÙƒÙ… تركيا لعقود كان هناك ÙØªØ±Ø§Øª من الاستقطاب الشديد، بيد أنه كان أيديولوجيا، بين اليمين واليسار أو العلمانيين والإسلاميين مثلا، وجزئيا لا يشمل الخريطة السياسية ÙˆØ§Ù„ØØ²Ø¨ÙŠØ© ÙÙŠ البلاد بالكامل، لكن ذلك تغير ÙÙŠ السنوات القليلة الأخيرة.
Ùمع Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØªØ§Ø¡ على التعديل الدستوري الذي نص على الانتقال للنظام الرئاسي ÙÙŠ أبريل/نيسان 2017 بدأت تتبلور ÙÙŠ البلاد Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ø³ØªÙ‚Ø·Ø§Ø¨ شامل وعابر للأيديولوجيات والتوجهات. وبعد Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØªØ§Ø¡ØŒ Ø£Ùقر قانون ÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª الانتخابية بين Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ وتشكل على إثره ØªØØ§Ù„ÙØ§Ù†ØŒ "الجمهور" الذي يضم ØØ²Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø¯Ø§Ù„Ø© والتنمية Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ© القومية Ùˆ"الشعب" الذي يضم Ø£ØØ²Ø§Ø¨ الشعب الجمهوري والجيد والديمقراطي والسعادة.
وكانت التقديرات الأولية تشير إلى أنه استقطاب مبني على ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª انتخابية مؤقتة، وقد ØµØ±Ù‘ÙŽØ Ù‚Ø§Ø¯Ø© بعض هذه Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ بهذا الاتجاه ÙØ¹Ù„ا، لكن التطورات الأخيرة ÙÙŠ البلاد Ù†ÙØ®Øª Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ùيه وأعادته للواجهة.
والمعلن بخصوص هذا الاستقطاب العميق أنه يدور ØÙˆÙ„ النظام الرئاسي، ÙØ§Ù„ØªØØ§Ù„Ù Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… يريد استمراره، بينما يريد Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠المعارض العودة للنظام البرلماني، ÙˆÙÙŠ الجوهر يمكن القول إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو Ù…ØÙˆØ± هذا الاستقطاب، بØÙŠØ« يضم Ø§Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Ù† المذكوران مؤيديه ومعارضيه على التوالي. كما أن الميزة الأبرز Ù„Ù„ØªØØ§Ù„٠المعارض ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ø› هي أنه عابر للأيديولوجيات وجامع للمختلÙين، بل ربما المتناقضين، ØÙŠØ« يضم الإسلامي والعلماني والقومي ÙˆØ£ØØ²Ø§Ø¨ يمين الوسط وبعضها كان خصما تاريخيا للبعض الآخر، كما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ مع ØØ²Ø¨ÙŽÙŠ Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø¨ الجمهوري والسعادة مثلا.
Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ الستة
مع Ø¬Ø§Ø¦ØØ© كورونا وتبعاتها على الاقتصاد التركي، وكذلك مع تراجع الليرة التركية ÙÙŠ المدة الأخيرة لأسباب تتجاوز Ù…Ø³Ø§ØØ© هذا المقال، تجددت دعوات المعارضة لتبكير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عن يونيو/ØØ²ÙŠØ±Ø§Ù† 2023ØŒ بذريعة أن هناك أزمة ØÙƒÙ… وإدارة ÙÙŠ البلاد وأن الرئاسة Ø§Ù„ØØ§Ù„ية غير قادرة على اجتياز الوضع Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ. والجديد بهذه المناشدات كان انضمام Ø£ØØ²Ø§Ø¨ تأسست ØØ¯Ø«ÙŠØ§ØŒ ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§ Ø§Ù„ØØ²Ø¨ÙŠÙ† اللذين أسسهما القياديان السابقان ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ²Ø¨ Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… علي باباجان (ØØ²Ø¨ التقدم والديمقراطية) وأØÙ…د داود أوغلو (المستقبل)ØŒ ØØªÙ‰ إن الأخير دعا لانتخابات "Ùورية" وليس Ùقط "مبكرة".
ÙÙŠ سبتمبر/أيلول 2021 بدأت Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ الستة -الأربعة المنضوية ØªØØª Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠المعارض Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© للمستقبل والتقدم والديمقراطية- سلسلة اجتماعات بهد٠صياغة خريطة طريق أولية للعودة للنظام البرلماني ÙÙŠ البلاد ØªØØª شعار "نظام برلماني Ù…Ùقوّى"ØŒ وبعد اجتماعات استمرت 4 أشهر اجتمع رؤساء هذه Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ لأول مرة، وأصدروا بيانا مشتركا بعد 5 ساعات ونص٠من النقاش.
وقد نص البيان المشترك على قناعة هذه Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ بأن تركيا تمر بـ"Ø¥ØØ¯Ù‰ أكبر الأزمات السياسية والاقتصادية ÙÙŠ تاريخها"ØŒ ووص٠اجتماع قادتها بأنه "ØØ¯Ø« تاريخي" Ùˆ"خطوة مهمة على طريق تأسيس تركيا المستقبل". وقال البيان إن Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ الستة "مصممة على تأسيس نظام قوي، عادل، ديمقراطي وضامن Ù„Ù„ØØ±ÙŠØ§ØªØŒ يؤسس Ùيه Ø§Ù„ÙØµÙ„ بين السلطات بسلطة تشريعية ÙØ§Ø¹Ù„Ø© وتشاركية، وتنÙيذية Ø´ÙØ§ÙØ© وخاضعة Ù„Ù„Ù…ØØ§Ø³Ø¨Ø©ØŒ وقضائية Ù…ØØ§ÙŠØ¯Ø© ومستقلة".
كما ذكر البيان الختامي المشترك أن رؤساء Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ سيعلنون النص النهائي الذي تواÙقوا عليه للشعب ÙÙŠ 28 ÙØ¨Ø±Ø§ÙŠØ±/شباط الجاري، وهو تاريخ له دلالته ورمزيته؛ إذ هو ذكرى "الانقلاب الأبيض" أو "ما بعد ØØ¯Ø§Ø«ÙŠ" على ØÙƒÙˆÙ…Ø© نجم الدين أربكان ÙÙŠ 1997.
من الصعب جدا على Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ المذكورة أن تتواÙÙ‚ على Ù…Ø±Ø´Ø ÙˆØ§ØØ¯ يخوض الانتخابات الرئاسية باسمها ÙÙŠ مواجهة أردوغان. وكان ذلك صعبا ÙÙŠ 2018 والآن يبدو أصعب مع زيادة عدد Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ واختلا٠توجهاتها
ØªÙˆØØ¯ المعارضة؟
لا شك أن اجتماع Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ المذكورة، مع خلÙياتها المتباعدة والمتناقضة، وتواÙقها على خريطة طريق مشتركة بخصوص النظام السياسي ÙÙŠ البلاد؛ ÙŠÙØ¹Ø¯Ù‘ شيئا استثنائيا ÙÙŠ التاريخ السياسي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« لتركيا. ولا شك أن ذلك لم يكن متصورا قبل سنوات قليلة Ùقط، وهو ما يدعم مقولة أن الرئيس أردوغان Ù†ÙØ³Ù‡ قد أضا٠لسجل إنجازاته ÙˆØ§ØØ¯Ø§ جديدا يتمثل بجمع المعارضة ضده على صعيد ÙˆØ§ØØ¯.
لكن، هل يعني ذلك أن ØªØØ§Ù„٠المعارضة قد توسع وأن Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ المذكورة كلها تضرب عن قوس ÙˆØ§ØØ¯Ø© وتجتمع على قلب رجل ÙˆØ§ØØ¯ØŸ لا نعتقد ذلك، بل نرى أنه تقييم باكر جدا ومأخوذ بالصورة التي قدّÙمت -على أهميتها- ÙˆØ§Ù„ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª Ø§Ù„Ù…ØªÙØ§Ø¦Ù„Ø© التي صدرت.
ذلك أنه من مؤشرات الخلا٠بين هذه Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ أنها أجلت الاجتماع المذكور لمدّة بسبب اختلاÙها ØÙˆÙ„ طريقة الجلوس البروتوكولية وأسلوب إدارة الاجتماع، قبل أن تتواÙÙ‚ على الجلوس ØÙˆÙ„ "طاولة مستديرة" لا تقديم Ùيها لأي ØØ²Ø¨ أو رئيس على آخر، على عكس رغبة الشعب الجمهوري أكبر Ø£ØØ²Ø§Ø¨ المعارضة ورئيسه كمال كليجدار أوغلو.
كما أنه من المبكر جدا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن توسيع Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠المعارض وانضمام ØØ²Ø¨ÙŽÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙ‚Ø¨Ù„ والتقدم والديمقراطية إليه، Ùهذا مما لم ينص عليه البيان الختامي، ولا أشارت له ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª السياسيين، بل هو مما يعر٠الخلا٠ØÙˆÙ„Ù‡ مؤخرا. أكثر من ذلك، Ùقد Ø±ÙØ¶ ØØ²Ø¨ المستقبل بقيادة داود أوغلو التوقيع بادئ الأمر على المادة المتواÙÙ‚ عليها لـ"عدم إعطاء انطباع بانضمامه Ù„Ù„ØªØØ§Ù„Ù". ذلك أن رئيس الوزراء السابق (ØÙŠÙ† كان رئيسا للعدالة والتنمية Ù†ÙØ³Ù‡) قد قدم Ù…Ù‚ØªØ±ØØ§ بتغيير اسم Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠المعارض وشكله وبنيته ÙˆÙÙ„Ø³ÙØªÙ‡ بما ÙÙŠ ذلك التساوي ÙÙŠ تمثيل Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ وعدم التسليم بقيادة الشعب الجمهوري له كشرط أولي Ùيما يبدو للانضمام إليه، ما يعني أنه ما زال ÙŠØ±ÙØ¶ الانضمام ÙˆÙÙ‚ المعطيات Ø§Ù„ØØ§Ù„ية. ÙØ¶Ù„ا عن أن ØØ²Ø¨ السعادة يكرر دائما أن قراره النهائي بخصوص Ø§Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª الانتخابية سيتخذه ØÙŠÙ† تعلن الانتخابات وتبدأ الØÙ…لات الانتخابية.
كما أنه من المعرو٠أن الاجتماع تم بناء على هد٠مشترك مؤقت، هو Ø±ÙØ¶ النظام الرئاسي بوضعه Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ والعودة للنظام البرلماني، بينما ما زالت ÙØ¬ÙˆØ© الثقة بين بعض Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ قائمة وتØÙ…Ù„ بذور الاستدامة. Ùما زالت تدور ÙÙŠ كواليس العاصمة أنقرة Ø§ØØªÙ…الية تشكيل ØªØØ§Ù„٠ثالث يضم بعض Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ الجديدة وربما يضا٠لها ØØ²Ø¨Ø§ السعادة والجيد، وبالتالي يمكن عدّ٠الاجتماع المذكور كورقة ØªÙØ§ÙˆØ¶ إضاÙية لهذه Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨.
أخيرا، من الصعب جدا على Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ المذكورة أن تتواÙÙ‚ على Ù…Ø±Ø´Ø ÙˆØ§ØØ¯ يخوض الانتخابات الرئاسية باسمها ÙÙŠ مواجهة أردوغان. وكان ذلك صعبا ÙÙŠ 2018 والآن يبدو أصعب مع زيادة عدد Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ واختلا٠توجهاتها. بل إن بعض Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ غير متواÙقة ØØªÙ‰ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© داخليا على من يكون مرشØÙ‡Ø§ للانتخابات، بشكل ØØ²Ø¨ÙŠ Ø£Ùˆ تواÙقي لكل المعارضة، مثل الشعب الجمهوري الذي لا يخÙÙŠ رئيسه كليجدار أوغلو رغبته ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØ±Ø´Ø ØªÙ…Ø§Ù…Ø§ مثل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي ÙŠØÙ…Ù„ عضوية Ø§Ù„ØØ²Ø¨ ÙˆÙŠØØ¸Ù‰ بدعم من خارجه.
أخيرا، يمكن النظر للاجتماع المهم الذي ضم Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ الستة على أنه خطوة أولى ÙÙŠ طريق طويل وليست الأخيرة، وأنه لا يمكن بسهولة توقع المسار، ÙØ¶Ù„ا عن المآلات النهائية له. أما نقاش ÙØ±Øµ المعارضة ÙÙŠ الانتخابات المقبلة ÙÙŠØØªØ§Ø¬ Ù…Ø³Ø§ØØ© خاصة به أبعد من هذا المقال، وما زال من المبكر Ø§Ù„Ø¨ØØ« Ùيه قبل Ø§ØªØ¶Ø§Ø Ø§Ù„ØµÙˆØ±Ø© شبه النهائية Ù„Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª وأسماء المرشØÙŠÙ† Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لين.
هذا Ùيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، أما Ùيما يتعلق بالبرلمانية ÙØ¥Ù† Ø§Ù„ØªØØ§Ù„٠المعارض، إذا ما انضم له Ø§Ù„ØØ²Ø¨Ø§Ù† الجديدان ÙˆØØµÙ„ على دعم ØØ²Ø¨ الشعوب الديمقراطي، سيشكل ØªØØ¯ÙŠØ§ كبيرا للعدالة والتنمية ÙˆØ§Ù„ØªØØ§Ù„Ù Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ØŒ إذ يملك إمكانية الÙوز بأغلبية بسيطة ÙÙŠ البرلمان المقبل على أقل تقدير.