- بثينة شعبان
- المصدر: الميادين نت
لقد خضع العالم، وعلى مدى القرون الماضية، لموجات استعمارية رومانية وبيزنطية وعثمانية وغربية، ÙˆØ¹ÙƒÙØª هذه القوى على استغلال موارد الشعوب والدول واستثمارها Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù„Ø¯Ø§Ù†Ù‡Ø§ وسكانها.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي Ù„Ø§ÙØ±ÙˆÙØŒ بعد ØØ¯ÙŠØ«Ø© مع وزيرة الخارجية البريطانية: "كان ØÙˆØ§Ø±Ù†Ø§ ÙƒØÙˆØ§Ø± الأبكم والأصم". وجميعنا ÙŠÙ„Ø§ØØ¸ ÙÙŠ الآونة الأخيرة أنواعاً كثيرة من هذه الØÙˆØ§Ø±Ø§ØªØŒ سواء تعلق الأمر بأوكرانيا أم بالقرم أم Ø¨Ø£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù† أم بتايوان أم بليبيا أم بالعراق أم ØØªÙ‰ بشؤون داخلية ÙÙŠ بلدان بعينها، Ù†Ù„Ø§ØØ¸ انقسامات ØØ§Ø¯Ø© لا يسمع أي ÙØ±ÙŠÙ‚ Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ الآخر، بØÙŠØ« وصل العالم ÙØ¹Ù„اً ÙˆÙÙŠ كثير من قضاياه الدولية والمØÙ„ية إلى مرØÙ„Ø© ØÙˆØ§Ø± الطرشان، والسؤال هو: لماذا؟ وأين كان العالم قبل هذه المرØÙ„ة؟ وأين هي الوجهة Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لة له بعد هذه المرØÙ„ة؟
لقد خضع العالم، وعلى مدى القرون الماضية، لموجات استعمارية رومانية وبيزنطية وعثمانية وغربية، ÙˆØ¹ÙƒÙØª هذه القوى على استغلال موارد الشعوب والدول واستثمارها Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù„Ø¯Ø§Ù†Ù‡Ø§ وسكانها (القوى)Ø› ومن هنا شهدت الدول الغربية مرØÙ„Ø© التوسّع والإعمار والازدهار، لأنها مردت على سلب الدول Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ية والآسيوية ودول أميركا اللاتينية خيراتها الطبيعية، لتبني بها "ØØ¶Ø§Ø±ØªÙ‡Ø§" وصناعتها وأمجادها، ولتقنع شعوبها بأنها هي الأذكى وبأنها قادرة على التطور والإنتاج، وبأن ما عداها من الشعوب أقل منها قدرة ÙˆÙƒÙØ§Ø¡Ø©. وهكذا Ùقد سلبوا Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا، وما زالوا، على سبيل المثال، معظم ما تمتلكه من المعادن والثروات والذهب ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø©ØŒ وصمّموا لها أنظمة سياسية ØªÙØ¨Ù‚ÙŠ دولها رهائن بأيدي السياسات الغربية.
وهذا ينطبق أيضاً على دول آسيا ودول أميركا اللاتينية. ولكن مع Ø§Ø³ØªÙØ§Ù‚Ø© شعوب هذه القارات، وإدراكها لمقدراتها وأهمية هذه المقدرات، ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„اتها الإمساك بأقدارها، متّخذة من الصين ÙˆØ§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ السوÙياتي السابق سنداً ودعماً وأنموذجاً، Ùقد عملت الدول الغربية على Ø§Ù„Ø§Ù„ØªÙØ§Ù ØÙˆÙ„ بعضها، وتسمية Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ بالدول "الصناعية" أو "الدول المتقدمة" أو "الدول Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ©" أو "دول المجتمع الدولي" أو الـ"جي7"ØŒ مع أن هذه الدول لا ينطبق عليها التعري٠الذي أعطته Ù„Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ وخاصة بوجود العملاق الصيني ووجود الهند وروسيا، سواء من ØÙŠØ« عدد السكان أم من ØÙŠØ« التطور الصناعي أو Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ Ø£Ùˆ التقدم العلمي.
لقد اعتادت الدول الاستعمارية القديمة والإمبريالية الجديدة أن تسبّب Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ وتغتال قادة الاستقلال ÙÙŠ أي بلد ترغب بسلبه موارده، وباستخدام Ø£Ø³Ù„ØØªÙ‡Ø§ وتشغيل مصانع Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù„Ø¯ÙŠÙ‡Ø§ØŒ لتغذية Ø§Ù„ÙØªÙ† ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ØŒ سواء ÙÙŠ البلد Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ أم بين بلدان متعددة، وسخّرت من أجل هذا كله إعلاماً عالمياً وموّلته بشكل سخيّ من موارد هذه الدول ذاتها، كما موّلت العملاء من هذه الدول كي يقوموا بالأعمال القذرة لصالØÙ‡Ø§ ÙÙŠ بلدانهم، مقابل Ø§Ù„ÙØªØ§Øª الذي ترميه لهم من خيرات بلدانهم، معتمدة ÙÙŠ ذلك كله على خطط ومراكز Ø£Ø¨ØØ§Ø« وأÙكار شيطانية معدّة Ø³Ù„ÙØ§Ù‹ لتغذية ازدهارها المجاني على ØØ³Ø§Ø¨ هذه البلدان والشعوب، مع ØÙ…لات مستمرة لإقناع سكان هذه الدول بأنهم أقلّ ذكاءً وقدرة على مضاهاة العرق الأبيض، وبأنهم مهما ØØ§ÙˆÙ„وا لن يتمكنوا من بلوغ المستوى Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù†ØªØ§Ø¬ العلمي للدول السبع Ø§Ù„Ù…ØªØØ¶Ù‘رة!
أما وقد تغيّر العالم اليوم، وظهر قادة وطنيون مؤمنون بمقدّرات بلدانهم وبذكاء شعوبهم، Ùقد عملت الآلة الإعلامية التي تستخدم Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ الإلكتروني بنشاط على مهاجمة هؤلاء وتشويه سمعتهم، ويمكن Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø© دور شبكات العملاء على ØµÙØØ§Øª Ùيسبوك وهي تهاجم هذا أو ذاك، ÙˆØªØØ±Ù‘ض الرأي العام ضدّ المسؤولين ÙÙŠ هذا البلد أو ذاك المستهد٠من قبل أسيادهم. أما وقد أثبتت الصين إنتاجية عالية، لا ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ùقط، كما هي Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ بل ÙÙŠ أنواع المنتجات الاقتصادية ÙƒØ§ÙØ©ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ الغرب يجد Ù†ÙØ³Ù‡ Ù…ØØ§ØµØ±Ø§Ù‹ ومهدّداً بÙقدان الازدهار المجاني الذي درج على قط٠ثماره من دون عناء بنهب ثروات الشعوب.
أما وقد تطور وعي الشعوب أيضاً لتدرك أن من ÙŠØªØØ¯Ø« باسم هؤلاء المستعمرين ما هو إلا خائن وعميل لهم، ولا تقيم وزناً لأي رأي يمكن أن يصدر عنه لأنه ÙŠØªØØ¯Ø« باسم أسياده أعداء الوطن، ولا قيمة له أو لهم لأن مصيرهم هو مزبلة التاريخ، ÙØ¥Ù† هذا الوعي أيضاً ÙŠØØ§ØµØ± من اعتادوا نهب الخيرات والثروات بأبسط السبل، واعتادوا تجنيد العملاء بدراهم معدودة من خيرات بلدانهم لتدميرها وتدمير شعوبها.
ولمن يريد أن يستشهد بأنهم ما زالوا أقوياء أقول: إننا ما زلنا ÙÙŠ خضمّ المعركة، وإنها لم تنته بعد، وإن الأمور بخواتيمها؛ ÙØ¥Ø°Ø§ كانت منظمة العÙÙˆ الدولية قد ØµÙ†Ù‘ÙØª الكيان الصهيوني هذا العام أنه نظام ÙØµÙ„ عنصري، الأمر الذي لم يكن ÙŠØÙ„Ù… به Ø£ØØ¯ أن ÙŠØØ¯Ø« منذ عدة أعوام، ÙØ¥Ù† كل شيء ممكن، وإن كل ما هو مطلوب هو الصبر والثبات على المبادئ والقيم.
من هنا Ù†Ùهم شراسة الأكاذيب التي يبثها الإعلام الغربي وتوابعه ØÙˆÙ„ أوكرانيا، وهي أكاذيب Ù…ÙØ¶ÙˆØØ© ومخجلة؛ إذ إن كل ما تطلبه روسيا هو تطبيق Ø§ØªÙØ§Ù‚ "مينسك"ØŒ وضمان عدم تمدّد الناتو إلى ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡Ø§ØŒ ولكنّ المسؤولين الغربيين والإعلام الغربي لا يذكرون هاتين النقطتين أبداً، بل يروّجون أن روسيا تنوي غزو أوكرانيا، علماً بأن Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© الوØÙŠØ¯Ø© التي وصلت إلى أوكرانيا هي Ø£Ø³Ù„ØØ© أميركية وغربية بهد٠توريط أوكرانيا وروسيا Ø¨ØØ±Ø¨ ضروس، مثل ØØ±Ø¨ العراق ضد إيران، من أجل إنهاك البلدين، غير مبالين Ø¨Ø¶ØØ§ÙŠØ§ هذه Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ وإنما الهد٠هو صناعة Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ وبيع Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ©Ø› Ùقد نشر ستيÙÙ† سيملر ÙÙŠ الجاكوبيان مقالاً بعنوان أنه إذا تمّ تمرير القرار بخصوص أوكرانيا من الكونغرس ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ Ø³Ù†ÙØºØ±Ù‚ أوكرانيا Ø¨Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© الأميركية. وينصّ مشروع القرار على بيع مخزون Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© إلى أوكرانيا، رغم تسميتها بـ"المساعدة"ØŒ إلا أن الكاتب ÙŠÙˆØ¶Ø Ø£Ù† المستÙيدين الوØÙŠØ¯ÙŠÙ† من Ù…Ù‚ØªØ±Ø "المساعدة العسكرية" لأوكرانيا هم صÙنّاع Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ù…ÙŠØ±ÙƒÙŠÙˆÙ† ووزارة Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ الأميركية، والاثنان يبدوان مصمّمين على تمرير مشروع هذا القرار، ذلك أن اقتصادهم قائم على بيع Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§ØØŒ بينما الاقتصاد الصيني قائم على الإنتاج الØÙ‚يقي، ولهذا هم يريدون Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ لنهب الشعوب، بينما تسعى الصين إلى خلق المزيد من التنمية ÙÙŠ دول العالم لخدمة اقتصادها واقتصادات العالم قاطبة.
قد Ù†Ùهم بالمنطق أن الدول التي تعيش على تصنيع Ø§Ù„Ø£Ø³Ù„ØØ© ونهب الثروات ØªØØ§ÙˆÙ„ أن ØªØØ§Ùظ على ازدهارها المجّاني، لأنها من دون هذا النهب ومن دون هذه Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ ستشهد انهياراً ØØªÙ…ياً لاقتصادها، ولذلك تمّ غزو ليبيا، وقبلها العراق، من أجل نهب ثرواتهما. ولكن ما يستعصي على الÙهم هو لماذا يتØÙ…ّس العملاء والخونة Ù„Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن أعداء الوطن والأمة، وبثّ المقولات التي سمعناها مراراً وتكراراً من عدوّ إسرائيلي شرس Ø¹ÙØ±Ù عنه أنه ÙŠÙØªÙƒ بعملائه بعد استخدامهم؟؟
ÙˆÙÙŠ سوريا تنهب الاستخبارات العسكرية الأميركية Ø§Ù„Ù†ÙØ· السوري من الجزيرة لتمويل عملائها ÙÙŠ الميليشيات العميلة، ولتمويل انبعاث عصابات داعش من جديد، ولتمويل شبكات Ø§Ù„ØµÙØØ§Øª الإلكترونية العميلة التي تستهد٠سوريا وشعبها بØÙ…لات إعلامية موجّهة من أسيادهم. أم أنه هنا أيضاً كما قال Ù„Ø§ÙØ±ÙˆÙ "ØÙˆØ§Ø± الأبكم والأصم"ØŸ
هل ÙŠØ¹Ø±Ù Ø£ØØ¯ من اغتال تشي ØºÙŠÙØ§Ø±Ø§ أو Ø³ÙŠÙ„ÙØ§Ø¯ÙˆØ± الليندي؟ ولكنّ العالم برمّته ÙŠØÙظ ويردّد أسماء Ø§Ù„Ø´Ø±ÙØ§Ø¡ الذين Ø¯Ø§ÙØ¹ÙˆØ§ عن بلدانهم ØØªÙ‰ وإن قضوا ÙÙŠ سبيلها.