Ù…ØÙ…ود الزيات - خاصّ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ نيوز
"ام عزيز"ØŒ ديراوي.. الاسم الأكثر شهرةً ÙÙŠ "عالم" المرارة والمعاناة، غيَّبها الموت قبلَ Ø£ÙŠØ§Ù…ÙØŒ بعد 40 عامًا من المعاناة٠والانتظار، وهي التي أدمنت على أن تØÙƒÙŠÙŽ ØµÙوَر أولادها الأربعة الذين Ø£ÙØ¯Ø±Ùجوا ÙÙŠ خانة "المÙقودين"ØŒ خلال Ø§Ø±ØªÙƒØ§Ø¨Ù Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيليّ٠وأعوانه من ميليشيات٠لبنانية موالية له، Ø£ÙØ¸Ø¹ÙŽ Ù…Ø¬Ø²Ø±Ø©Ù ÙÙŠ صبرا وشاتيلا، بعد أسابيعَ قليلة٠من الغزو الإسرائيليّ٠للبنان عام 1982.
رØÙ„ة٠"أم عزيز أو آمنة ØØ³Ù† بنات، اللاجئة الÙلسطينية المقيمة ÙÙŠ مخيم برج البراجنة ÙÙŠ ضاØÙŠØ© بيروت الجنوبية، بدأت ØÙŠÙ† كانت ما تزال٠بكامل عاÙيتها، قادرةً على الانتقال من اعتصام إلى آخر ØŒ كان يجمع٠عوائل المÙقودين والمخطوÙين ÙÙŠ لبنان، والذي ÙŠÙقدر٠عددهم بـ 17 أل٠شخص، Ø¨ØØ³Ø¨ وثائق لجنة المتابعة لقضية٠المخطوÙين، وهي رØÙ„ةٌ لم تنته٠مع تقدّÙمها ÙÙŠ السن، والإرهاق الذي بدأت تشعر به، ØÙŠØ«Ù كانت تعتمد٠على مساعدة الأقارب والأصدقاء للانتقال ومتابعة ÙƒÙ„Ù‘Ù Ø§Ù„ØªÙ‘ÙŽØØ±ÙƒØ§ØªÙ الخاصة بقضية الآلا٠من المÙقودين، ومن بينهم أبناؤها الأربعة.
بدأت ØÙƒØ§ÙŠØ©Ù "أم عزيز"ØŒ ÙÙŠ ١٦ من أيلول من عام ١٩٨٢، يومها كانت Ù‚ÙˆØ§ØªÙ Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الإسرائيليّ٠قد Ø§ØØªÙ„ت أجزاءَ واسعةً من العاصمة بيروت، ØÙŠÙ† "دخل أناسٌ مسلØÙˆÙ† إلى البيت الذي لجأنا إليه ÙÙŠ بئر ØØ³Ù†ØŒ ÙˆØØ·Ù‘Ùوهم بالشاØÙ†Ø©"ØŒ ØØ³Ø¨ ما قالت "أم عزيز" ÙÙŠ روايتها عن ØØ§Ø¯Ø«Ø© خطÙ٠أبنائها الأربعة، ركضت "أم عزيز" صوبَ الشاØÙ†Ø©Ù وهي تØÙ…ل٠قميصًا لابنها عزيز ØŒ وتنادي أولادها "وينكÙÙˆ"ØŒ ربما Ø³Ù…ÙØ¹ÙŽØª من يجيب " ÙŠÙمَّا Ù†ØÙ† هون" ØŒ "ليش أخدتوا أولادي"ØŒ سألت الخاطÙين، ردوا "Ø³Ù†ÙØÙŽÙ‚Ù‘Ù‚ معهم ويعودون.. ولم يعودوا، يومها.. لم تتمكن "أم عزيز" من أن تعطي ابنها القميص "اللي بÙيْدَÙّيه من برد أيلول"ØŒ ردَّدت أمام قلَّة٠من الناس تجمعوا ØÙˆÙ„ها.
تملَّك الخو٠"أم عزيز" كلّ٠الساعات التي سبقت الأخبار التي ØªØØ¯Ø«Øª عن Ù…Ø¬Ø²Ø±Ø©Ù ØØµÙ„ت ÙÙŠ مخيَّم صبرا وشاتيلا، Ø±Ø§ØØª تبكي ÙˆØªØ¨ØØ« ÙÙŠ كلّ٠زوايا المخيمين عما يرشدها إلى ابنائها، تتÙقد الجثثَ المنتشرةَ ÙÙŠ ÙƒÙ„Ù‘Ù Ø§Ù„Ø£Ù†ØØ§Ø¡ØŒ وكلَّما اعتقدت أنَّ هذه الجثةَ تعود٠إلى Ø£ØØ¯ أبنائها، كانت تمسØÙ الدماءَ والغبار عن وجوه الشهداء الذين Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ بعضÙهم بالرصاص، والبعض الآخر قتل بالسكاكين، لينتهي الاعتقاد بالخيبة والمرارة.
ÙÙŠ بيتها المتواضع٠داخل أزقة مخيَّم برج البراجنة، كانت "أم عزيز" اللاجئة الÙلسطينية التي Ù†Ø²ØØª وهي ما تزال صغيرةً ÙÙŠ السن، مع الجيل الأول من بلدتها عمقا ÙÙŠ قضاء عكا شماليّ٠Ùلسطين Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø© عام ١٩٤٨، ØªØØ±ØµÙ على تÙقد صÙوَر أبنائها المعلقة ÙÙŠ صدر Ø§Ù„ØºØ±ÙØ© التي تأوي Ùيها ØŒ بعد كلّ٠نهار طويل ومتعب، وهي تØÙƒÙŠ ÙˆØªØ±ÙˆÙŠ لأبنائها Ù€ الصÙوَر عن صرخات رÙيقاتها من الأمهات اللواتي Ùقدن أبناءهن، "أم عزيز".. السيدة الÙلسطينية الثمانينية، كانت ÙÙŠ كلّ٠مرة ØªØØ¶Ø±Ù الاعتصامات قبل المشاركين من الجيل الشبابيّ؛ لأن لا شغلَ لديها سوى Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن أبنائها الأربعة. قالت مرّة.."انا Ù…ØØ¸ÙˆØ¸Ø© لان لدي صÙوَرا صغيرة لأولادي الأربعة، أعيش معها كلَّ الوقت، ومن ينظر إليًّ ..ينظر إلى الصÙوَر"... عزيز (مواليد ١٩٥٠)ØŒ منصور (١٩٥٦)ØŒ إبراهيم (١٩٥٣)ØŒ وأØÙ…د (١٩٦٩)ØŒ التي "ØªØØªÙ„" جدار ØºØ±ÙØªÙ‡Ø§ ØŒ والتي تلقي Ø§Ù„ØµØ¨Ø§ØØ§Øª والمساءات عليها، استطاعت "أم عزيز" أن توصلَ قضيتهم إلى دائرة٠واسعة من المنظمات٠الانسانية والØÙ‚وقية والى جمهور٠واسع٠من المهتمين والمتعاطÙين، عرÙوا "أم عزيز" منذ بدايات قضية المخطوÙين والمÙقودين، وتعرÙوا على رØÙ„Ø© الانتظار الموجع، رØÙ„Ø© كانت ÙƒÙيلة بأن ترسمَ على وجه "أم عزيز" كلَّ علامات البؤس والعذاب.. مع خيط٠رÙيع من الأمل المتبقي لديها بعودة أبنائها.
طوال السنوات الأربعين.. Ø£Ø¶Ø§ÙØª "أم عزيز" أمنية على أمنيتها بالعودة إلى ديارها ÙÙŠ Ùلسطين، أمنية عودة ابنائها ØŒ ومع مرور السنوات، كانت تأمل لو أنها عثرت، ولو على جثة Ù„Ø£ØØ¯ أبنائها الأربعة، "كي أزور قبره".. لكنَّ القدرَ أراد لها أن تعيشَ نكبتين، نكبةَ Ùلسطين التي تعيشها مع الآلا٠من اللاجئين الÙلسطينيين ÙÙŠ شتات العالم.. ونكبةَ عائلتها التي Ù„Ùَّتها المعاناة٠من التعب من الانتظار ØŒ لتتØÙˆÙ„Ù‘ÙŽØŒ بØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ وبرØÙŠÙ„ها، إلى أيقونة٠لكلّ٠المعذبين على هذه الأرض.