حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وسائل إعلام إسرائيلية: طواقم المفاوضات تجري اتصالات مكثفة مع الوسطاء في إطار محادثات الدوحة   /   ارتفاع ضحايا السيول في ‎تكساس إلى 78 قتيلاً بينهم 28 طفلاً   /   أوساط حزب الله لـ"الجديد": خطاب الموفد الاميركي كان دبلوماسيا وبعيداً عن الإستفزاز   /   القناة ١٢ الإسرائيلية: سلاح الجو اعترض فوق البحر الأبيض المتوسط مسيرة أطلقت من ‎اليمن   /   وزير الدفاع الإسرائيلي: لن تكون هناك طلعات جوية يومية فوق إيران كما في لبنان   /   القناة 12 العبرية عن سموتريتش: لم أقل إنني لن أستقيل لكن لن أتحدى رئيس الوزراء خلال زيارته المهمة لواشنطن   /   الخارجية البريطانية: أعدنا فتح سفارتنا في ‎طهران بعد إغلاق مؤقت   /   مراسل "الأفضل نيوز": ألقت مسيرة معادية قنبلة صوتية بالقرب من منزل عند اطراف بلدة كفركلا   /   القناة ١٢ الإسرائيلية عن سموتريتش: لم أقل إنني لن أستقيل لكن لن أتحدى رئيس الوزراء خلال زيارته المهمة لواشنطن   /   شهيد باستهداف سيارة رابيد في دير كيفا   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: الجيش استهدف مركبة في دير كيفا جنوبي لبنان على بعد 20 كيلومترا من الحدود   /   الرئيس الإيراني: خامنئي يعتقد أنه بإمكان المستثمرين الأميركيين القدوم إلى إيران   /   مراسل "الأفضل نيوز": غارة من مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة رابيد في بلدة دير كيفا   /   رويترز عن الجيش الأوكراني: قصفنا مصنعا كيميائيا في موسكو   /   سلام: حتى إشعار آخر معلوماتي تقول إن الشيخ نعيم قاسم ملتزم بالطائف وبترتيبات وقف العمليات العدائية التي تم التوصل إليها والتي أكّدنا عليها في البيان الوزاري ومنها حصر السلاح وصوّت عليه نواب حزب الله   /   سلام: حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة على أراضيها أمر توافق عليه اللبنانيون منذ اتفاق الطائف   /   سلام: نؤكد على حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية   /   سلام: حزب الله جزء لا يتجزأ من الدولة اللبنانية   /   رئيس الوزراء اللبناني: طلبنا إحياء لجنة تنسيق وقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار 1701   /   رئيس الوزراء اللبناني: بحثنا أفكارا تتعلق بخطوات متلازمة ما بين الانسحاب الإسرائيلي وسحب سلاح حزب الله   /   رئيس الوزراء اللبناني: لا بد من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية والوقف الكامل للأعمال العدائية   /   رئيس الوزراء اللبناني: المبعوث الأمريكي قدم ورقة لتنفيذ آليات اتفاق وقف الأعمال العدائية   /   توماس باراك: اللقاء مع الرئيس بري كان ممتعًا لا سيما أننا نتفاوض مع متمرس بالعمل السياسي وأخذنا بعين الاعتبار كل هواجس اللبنانيين   /   توماس باراك للـ NBN حول اللقاء مع الرئيس بري: عندما نتعامل مع محترف تصبح الأمور أسهل وأنا متفائل ومتشجع   /   الموفد الأميركي توم براك يلتقي وزير الخارجية يوسف رجّي في هذه الأثناء   /   

" التغييريون"... فقاعةٌ لم تَصمدْ طويلًا

تلقى أبرز الأخبار عبر :


 

ممتاز سليمان - خاصّ الأفضل نيوز.

 

لا يختلفُ إثنان على أنَّ الحركةَ الشعبية الاعتراضية التي انطلقت في 17 تشرين عام 2019 والتي سُمِّيت بالثورة كانت ذات أبعادٍ معيشية اجتماعية بحتة، فالجماهيرُ نزلوا إلى الشوارع بصورة عفوية اعتراضاً على الأحوال المعيشية في وقت بدأت إرهاصاتُ الإنهيار الإقتصاديِّ تتبلور وتظهر للعيان.

 

لم تكن تلك التَّحركاتُ في أيامها وأسابيعها الأولى منظمةً أو منسقة، بل تجمعاتٌ شعبية عشوائية وحناجرُ تعبر عن غضبٍ وألمٍ تجاه الطبقة السياسية التي أوصلت الناس الى حافة الهاوية. 

 

بُعَيدَ ذلك بدأت تتجلَّى محاولاتُ ركوبِ الثورة من بعضِ الجهاتِ الخارجية ودعمها بالمال لضمان ديمومتها واستمرارها، فظهرت إلى العلن أمورٌ مزعجةٌ تمثلت في بروز مجموعات عملت على قطع الشوارع الرئيسة للبلاد، بحيث أُنشِئت على الشرايين الرئيسة والأوتوسترادات محاورُ وحواجزُ لها أمراؤها، يتحكمون بالعباد والبلاد ، ولعلَّ هكذا تصرفاتٍ كانت من أسوأ ما حصل إطلاقا حيث حُبس اللبنانيون في منازلهم ما يقارب السنة بناء على رغبات وتحركاتِ قادة محاور مدفوعين خارجيًّا، ولقد أتت تلك التصرفاتُ الميليشياوية أُكُلَها لناحيةِ المساهمة في نشر الفوضى وإقفال المصارف وتعميق الشللِ الإقتصاديّ.

 

وقتئذٍ لم يكن هناك من صوت يعلو فوق صوت الثورة التي شيطنت الطبقةَ السياسيةَ بأكملها تحت شعار "كلن يعني كلن" وأدخلتِ البلاد في أتون فوضى راديكالية ترفض كلَّ أنواع التحاور أو التفاوض.

 

وككلِّ موجةٍ لا بُدَّ أن تجدَ لها ركابا ً - كانوا بمعظمهم محضرين سلفا - ظهرالعديدُ من الوجوه والشخصيات على الطرقات والمحاور وسط تجنيدٍ إعلاميٍّ وتغطية تلفزيونية غير مسبوقة ،رافقتهم في كلِّ تحركاتهم وصنعت منهم نجوما.

ومعظم أولئك أدَّوا الأدوارَ الموكلةَ إليهم باحترافيةٍ لناحية الشعارات والأدبيات الثورية، وافتراش الأرض والركض خلف موقوف من هناك أو ثائر من هناك.

 

تَحدّدَ موعدُ الانتخابات النيابية فلعبت تلك الوجوه نفسَ الأدوار بإتقان، وزادَ فيضُ الشعارات بالتغيير والوعود بحياة ورديَّة، وكأنَّ حلَّ كلِّ مشاكل البلد المستعصية رهنٌ بوصولها إلى البرلمان.

 

ولا شكَّ بأنَّ اليأسَ لدى بعض الشرائح والقدرات التمثيلية الهائلة والضَّخّّ الماليَّ والإعلاميَّ المرافقَ ساهم في جذب أعدادٍ كبيرة من الناس الذين وقعوا في فخِّ الوعود متأملين بتغيير منشود.

 

وتجلت مظاهرُ التَّحضير والتَّدبير المسبقين في طريقة إدارة الحملات الإنتخابية "والمكنات" المحترفة التي لم تعهدها سابقا الحياةُ السياسية التقليدية، فلم يكن أيُّ شيء عفوياً أو تلقائياً بل شركات مختصة تدير وتتابع تفاصيل التفاصيل بحرفية وصمت، من تحضير جيش مندوبين دُفعت له مبالغُ طائلة، يستدعى غبَّ الطلب إلى مراكز الفرز، واستقطاب ما يسمى بالمفاتيح الإنتخابية ورؤساء بلديات من خلال تقديمات ووعود حتى آخر التفاصيل اللوجستية التي لم يتمَّ إغفالها، بحيث لم تجارها أعرق الماكينات والحملات الإنتخابية لنواب منافسين.

وضعت المعارك الإنتخابية أوزارها، وفاز ١٣ نائبا ممن أطلقوا على أنفسهم وصف التغييرين في نرجسية وأنا مطلقين، واستقبلوا في وسائل الإعلام والبرامج التلفزيونية استقبال الفاتحين، وهم بعد يضخون الشارع بالمزيد من الشعارات والمثاليات في جوٍّ خياليٍّ بعيدا من الواقع والمنطق .

 

بدأت الممارسةُ العملية، ومنذ اليوم الأول تكشفتِ الحقائقُ المزعجة والبشعة، فظهر الفشل الذريع في انتخابات اللجان في المجلس النيابيّ، فيما أعضاءُ التَّكتُّل يمارسون الاستعراضَ والظهور الفارغ من أيِّ مضمون، ومع تقدم الوقت برز التنافرُ والتناحرُ بين أعضاء التكتل الهجين، نتيجة الصراعات على النفوذ والظهور، ثمَّ تكشفتِ العوراتُ على حقيقتها في جلسات الاستحقاق الرئاسيِّ بحيث بات كلٌّ منهم يغني على ليلاه، وتكتل ال ١٣ الذي أصبح ١٢ بعد أبطال نيابة رامي فنج أصبح تكتلات، كلُّ اثنين منهم ينشئان حزبًا وكتلة تحكمها المصالحُ الضيقة مثل "لنا" و"تقدم" ، فيما استقلَّ البعضُ بأنفسهم، وانبرى آخرون يمارسون السياسة التقليدية التي لطالما انتقدوها وأعلنوا أنفسهم ثائرين عليها، علَّهم يحافظون على بعض المكاسب.

 

مؤخرا تمظهرَ التغييرُ من قبل جماهير التغيير على نوابهم فباتوا يهاجمونهم وينتقدونهم بقسوة على تفككهم وأنانيتهم وفشلهم، وهذا ما بدا جليًّا في بعض الحلقات التلفزيونية حيث تعرضوا لنقدٍ لاذعٍ من قبل جمهورهم الذي اتهمهم بخيانة القضية، حتى بدأوا يتحاشون الظهور الإعلاميَّ والنزول إلى الشارع، خشيةَ الطردِ من قبل الناس كما حصل في الطريق الجديدة، فيما انطلقَ آخرون في رحلات إلى بلاد الاغتراب علَّهم يشدون عصبًا من هنا أو يجيشون مواقف من هناك، هذا الإغتراب الذي كان الرافدَ الأساسيَّ لهم نتيجة التعمية والاستغلال هو أكثر من أصيبَ بالخيبة منهم ولا بدَّ سيحاسبهم في قابل الأيام. 

 

ثلاثُ سنواتٍ منذ Ù¡Ù§ تشرين من العام ٢٠١٩ تكونت فقاعةٌ، كبرت واشتدت بالشحن والضَّخِّ والشعارات. 

ستةُ أشهرٍ بعد الانتخابات كانت أكثرَ من كافيةٍ لانحلال تلك الفقاعة لدى اصطدامها برياح الحقيقة والواقع.