د. أنطوان الشرتوني -“الجمهورية”
خلال الأسبوع المنصرم، تعرّضت ممثلة لبنانية، بعدما ظهرت ÙÙŠ Ø£ØØ¯ المسلسلات Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ†ÙŠØ©ØŒ للتنمّر الإلكتروني، والسبب كان Ø³Ø®ÙŠÙØ§Ù‹: لم تظهر بكامل أناقتها، ولم تتبرج أو تضع الØÙ„ÙŠ… بل قامت هذه الممثلة بدورها بشكل كامل مع تبرج مناسب، Ù„ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± تعبها، Ø¥ØØªØ±Ø§Ù…اً للدور التي تقوم بتمثيله. ولكن لم يتقبّل بعض المشاهدين الممثلة، وتمّ نعتها بأبشع Ø§Ù„Ø£Ù„ÙØ§Ø¸ØŒ بالرغم من أنّ العديد منهم أيضاً Ø¯Ø§ÙØ¹ÙˆØ§ عنها. ÙØ§Ù„جمال، لا مقياس له. ÙØ§Ù„بعض يجد ÙÙŠ تلك المرأة الإغراء والجمال، بينما البعض الآخر برأيه، تجسّد البشاعة والإشمئزاز. كما أمام Ù„ÙˆØØ© Ùنية، كل شخص منّا يرى منØÙ‰ جمالياً Ùيها.
Ùما هو الجمال بشكل عام؟ ÙˆÙƒÙŠÙ ÙŠÙØ³Ù‘ر علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والتØÙ„يل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù…Ø§Ù„ØŸ وهل جميعناً نتمتع بالجمال؟
الجماليات Ø£ØØ¯ ÙØ±ÙˆØ¹ الÙÙ„Ø³ÙØ©ØŒ والتي ØªÙØ³Ù‘ر الطبيعة والجمال والÙÙ† والذوق. والكثير من أهل الÙكر والÙÙ„Ø§Ø³ÙØ© أعطوا لهذا الموضوع ØÙŠØ²Ø§Ù‹ لا غنى عنه. أجمعت الÙÙ„Ø³ÙØ© اليونانية، على أنّ الإنسان ليس سوى مثال للتكامل الجمالي عند الآلهة. Ùيما إعتبر «ÙƒØ§Ù†Ø·»ØŒ بأنّ الجمال تجربة ذاتية ككثير من التجارب الإنسانية. وأضا٠«Ù‡ÙŠØºÙ„» بأنّ الجمال موجود أينما كان. ولكن بعيداً من الÙÙ„Ø³ÙØ© وأهلها، إهتمّ أيضاً علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ بهذا الموضوع، وهذا ما نسمّيه بـ»Ø³ÙŠÙƒÙˆÙ„وجية الجمال» التي درست ردّة ÙØ¹Ù„ المشاهد تجاه العالم الخارجي الجميل. لذا، كي٠يرى الإنسان الآخر جميلاً؟ وهل من المعقول بأن لا نجد أي «Ø¹Ù†ØµØ±» جمالي عند شخص ما؟ ÙÙŠ هذا المقال، لست أبداً ÙÙŠ صدد Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن الممثلة اللبنانية، التي لا أعرÙها لا من قريب ولا من بعيد، والتي تعرّضت لكلمات Ø¬Ø§Ø±ØØ© Ùقط لأنّها ظهرت بجمالها الطبيعي. ولكن، ÙƒÙ†ÙØ³Ø§Ù†ÙŠØŒ دوري أن Ø£ÙØ³Ù‘ر ما هو الجمال، وكي٠يمكن أن يدرك كل شخص الجماليات التي تØÙŠØ· بنا من دون إذن.
ما هو الجمال؟
لا يقتصر الجمال Ùقط على الشكل الخارجي للإنسان. Ùهناك كثير من الأشخاص الذين يتمتعون بجمال خارجي، ولكن سلوكياتهم وعلاقاتهم وتÙكيرهم يكون بشعاً مقززاً ÙˆÙ…Ù†ØØ±Ùاً. والجدير بالذكر، أنّ الجمال لم يقتصر Ùقط على Ù…Ùهوم الÙيزيولوجي: الجسم الطويل والجميل أو الوجه الممتلئ مع العيون الزرقاء… Ùكل ذلك، موضوع ذاتي، يختل٠بين إنسان وآخر. بل صوّب الجمال أيضاً إهتمامه Ù†ØÙˆ الرياضيات وجمال الأرقام وتناسقها وطبعاً الÙيزياء وعلم Ø§Ù„ØØ§Ø³ÙˆØ¨ØŒ لاستنتاج نوعية الصور الجمالية وإظهار الإنسان جميلاً، وجمال الكون والهندسة المعمارية والطبيعة التي تتعايش ÙÙŠ جمال تكراري، والذي يظهر من خلال تناسق Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„. وذلك يذكّرنا بالمصوّرة الÙوتوغراÙية «Ø¯ÙŠØ§Ù†Ø§ أربوس» التي لم تصوّر إلّا مشاهد أو أشخاصاً كانوا ÙŠÙØ¹ØªØ¨Ø±ÙˆÙ† «Ù‚بيØÙŠÙ†»ØŒ وأظهرتهم ÙÙŠ صورها بأبهى الجمال. ÙØ§Ù„Ø£ØÙƒØ§Ù… الجمالية ليست سوى نتيجة للتمييز Ø§Ù„ØØ³ÙŠ Ø¹Ù†Ø¯ الإنسان، والذي يختل٠بين شخص وآخر. لذا Ù†Ù„Ø§ØØ¸ بأنّ بعض الأشخاص يجدون بأنّ هذه المرأة جميلة والبعض الآخر عكس ذلك. ÙØ§Ù„ممثلة ميريل ستريب، تمّ Ø±ÙØ¶Ù‡Ø§ ÙÙŠ بداية مشوارها التمثيلي، بسبب «Ø¥Ù†ÙƒÙ لست جميلة لكي تكوني ممثلة»… وها هي ستريب تتربّع ÙÙŠ العديد من السنوات ÙƒØ£ÙØ¶Ù„ ممثلة عالمية على الإطلاق. ÙØ§Ù„برغم من انّ الجمال يجذبنا ويجذب ØÙˆØ§Ø³Ù†Ø§ØŒ ولكن ذلك ØØ³Ø¨ خبراتنا السابقة ÙˆØªÙØ¶ÙŠÙ„اتنا. ÙØ§Ù„Ø·ÙÙ„ الصغير الذي Ø£ØØ¨Ù‘ أمه «Ø§Ù„ممتلئة»ØŒ وكانت علاقتهما مميزة وسوية… عندما يكبر ويريد إختيار شريكة عمره، ستقع عيناه على Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§Øª اللواتي تشبهنّ أمه، ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مماثل عند Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§Øª أيضاً.
الجمال وعلم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وجمال الأخلاق
واهتم أيضاً علم Ø§Ù„Ù†ÙØ³ بالجمال عند الإنسان، ØÙŠØ« هناك العديد من الدراسات التي ØÙ„لّت التقارب ما بين الجمال والثقة Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³. ولكن لا يمكننا تعميم ذلك، ÙØ§Ù„جميلة «Ù…ارلين مونرو» المرأة الأكثر إثارة ÙÙŠ العالم، لم تتمتع بثقة Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ البتة. ولكن جمال الشخصية يمكن أن يلعب دوراً ÙÙŠ التوازن ما بين نظرة العالم الخارجي للإنسان ونظرته Ù„Ù†ÙØ³Ù‡. كما قبوله «Ù„جماله» هي من النقاط Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø³Ø© والأساسية للثقة Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³ عند الشخص الذي يسعى بكل قواه الى أن ÙŠÙ„ÙØª إنتباه العالم الخارجي لجماله. وهذا ما ÙŠØØµÙ„ داخل أروقة وسائل التواصل الإجتماعي، التي يظهر Ùيها الإنسان بجماله، مستعملاً أم لا الأدوات التكنولوجية Ø§Ù„Ù…ØªØ§ØØ© ÙÙŠ تلك الوسائل Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© جمال لصوره، كأنّه يقول للعالم الخارجي: «Ø£Ù†Ø§ جميل، إذاً أنا موجود».
كما ÙˆØ§ØØ¯Ø© من ÙØ±ÙˆØ¹ «Ø§Ù„جماليات» هو «Ø¬Ù…ال الأخلاق»ØŒ ØÙŠØ« تدرس سلوك الإنسان وجماليات ØªØµØ±Ù‘ÙØ§ØªÙ‡ تجاه الآخرين. ÙØ§Ù„نزاهة ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù… الآخر ولبق الكلام وجاذبية Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø¯Ø«Ø© الراقية والمنطق وغيرها من Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ØŒ يمكن أن تكون موضع اهتمام لجماليات الأخلاق التي هي الأساس الÙلسÙÙŠ لتربية مبادئ السلام عند كل إنسان. ÙØ¹Ù†Ø¯Ù…ا يكون الإنسان «Ø¬Ù…يلاً» من الداخل، يعيش سلاماً مع العالم الخارجي. Ùكل تلك Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… أو Ø§Ù„ØµÙØ§Øª التي تمّ ذكرها ليست سوى ØµÙØ§Øª للسلام وقبول الآخر من دون أي شروط مسبقة. والجدير بالذكر ÙÙŠ هذا الصدد، بأنّ الجمال يتغيّر مع الوقت. ÙÙ…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الجمال هي ÙÙŠ تطور مستمر ومتغاير ما بين Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ§Øª والأعراق… Ùمثلاً البشرة الداكنة جذابة جداً ÙÙŠ المجتمعات التي لا تتواجد Ùيها بكثرة، والعكس صØÙŠØØŒ ØÙŠØ« نجد انّ البشرة البيضاء Ù…ØØ¨ÙˆØ¨Ø© جداً ÙÙŠ الشرق. ولكن لا يمكن تعميم ذلك، لأنّ كل إنسان لديه «Ø¥Ø³Ù‚اطاته» الخاصة ويرى الجمال ØØ³Ø¨ خبراته السابقة ونظرته للجمال من خلال Ø·Ùولته وعلاقته مع الام (إذا كان صبياً) أو الأب (إذا كانت ÙØªØ§Ø©).